تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نرحب برئيس الفصيح حضوره هذا النقاش الماتع بين أقطاب الفصيح الذين أثاروا كنوزه، وفكوا رموزه، وقربوا قاصيه، وفتحوا مغلقه، وأوضحوا مشكله.

عمَّن أحدثك يا شيخنا: أعن المربي الفاضل دكتورنا مسعد، أم عن دكتورنا أبي محمد الأغر، أم عن صاحب المداخلات الرائقة والعبارات المنمقة أبي محمد المنصور، أم عن صاحب الشارقة وعباراته الشائقة الشيخ داوود، أم عن ساكن دار العجم أبي بشر العَلَم، أم عن أبي مالك العوضي: قلبه في الكنانة، وبدنه في اليمامة، أم عن أبي طارق اليماني رقيق الفوائد، لين الكلام.

كلهم بفضل الإمام أبي بشر مقرون معترفون، ومن بحره مغترفون، وما هذه المساجلات إلا قطرة مما اغترفوه من بحره، ونزحوه من بئره، وكلهم مع أبي الفتح عثمان يردِّدون على الآذان: " صاحِبُ هذا العلم الذي جَمَعَ شَعَاعه (1)، وشرع أوضاعَه، ورسم أشكاله، ووسم أغفاله، وخلج شطآنه، وبعج أحضانه، وزمَّ شوارده، وأفاء فوارده (2) "

" وحسبنا من هذا الحديث سيبويه، وقد حطب بكتابه ــ وهو ألف ورقة ــ علمًا مبتكرًا، ووضعًا مُتَجاوزًا لما يسمع ويرى ".

" وإن إنسانًا أحاط بقاصي هذه اللغات المنتشرة، وتحجَّر أذراءها (3) المترامية، على سعة البلاد، وتعادي ألسنتها اللِّداد، وكثرة التواضع بين أهلها من حاضر وباد، حتى اغترق (4) جميع كلام الصرحاء والهجناء، والعبيد والإماء، في أطرار (5) الأرض، ذات الطول والعرض، ما بين منثورٍ إلى منظوم، ومخطوبٍ إلى مسجوع، حتى لغات الرعاة الأجلاف، وعقلائهم والمدخولين، وهُداتهم والموسوسين، في جِدِّهم وهزلهم، وحربهم وسلمهم، وتغاير الأحوال عليهم، فلم يُخْلِل من جميع ذلك، على سعته وانبثاثه، وتناشره واختلافه، إلا بأحرف تافهة المقدار، متهافتة على البحث والاعتبار، لجديرٌ أن يُعْلَم بذلك توفيقه، وأن يُخَلَّى له إلى غايته وطريقه ".

[ line]

(1) شَعاعه: ما تفرق منه.

(2) الفوارد: واحدها (فارد) أو (فاردة)، وهو المنقطع من الحيوان عن القطيع، وأفاء الفواردَ: أعادها إلى جماعتها.

(3) أذراءها: حواشيها وأطرافها.

(4) اغترق: استوعب.

(5) الأطرار: النواحي.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 05 - 2006, 05:49 م]ـ

ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لله درك يابن النحوية. ما أرق عباراتك , وما أحلى ألفاظك.

جميع ما قلته عن الأساتذة حق انتزعوه من صدورنا؛ لما لهم من المكانة السامية في قلوبنا. بارك الله فيهم ونفع الله بعلمهم.

غير أني معاتبك فاقبل؛ أجعلتني بين نوابغ الفصيح وفطاحلته؟ ( ops

وما أنا إلا رجل يتربص وقوع كلمة من في أحدهم ليلتقطها وذاك شأني.:)

سلمك الله وعافاك , وأجزل لك العطاء في دار كرامته , وكتب لك القبول في الحياة الدنياء والآخرة.

ونشكر الأستاذ القاسم اطلالته علينا وفقه الله وبيض الله وجهه.

دمتم بخير

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 05 - 2006, 11:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت عزمت أن أتوقف عن المشاركة في هذا الموضوع، ولكن اتهام الدكتور مسعد إياي بأني أخطّئ الآخرين دون أن يكون في قولهم خطأ دفعني أن أدفع عن نفسي هذه التهمة، يقول الدكتور مسعد:

أخي الأغر

بداية شكرا للنصيحة.

وثانيا إن كان لديك إضافة فقدمها حتى نستفيد، ولا تخطئ الآخرين ما دام

ما قيل ليس بخطأ،

فأقول: أخي مسعد انظر إلى قولك عن ضمير الشأن:

نعم ضمير الشأن يختص اتصاله بأن المخففة من الثقيلة وهذه هي القاعدة.

هل هذا الكلام صحيح؟

إنه خطأ، ولا يمكن أن يكون من قبيل السهو لأنك بالشرح لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى اتصال ضمير الشأن بأنّ المشددة وبإنّ المشددة وبظن وأخواتها، والدليل أنه لم يكن سهوا أنك كتبت هذا التعليق ردا على الأخ وارش بن ريطة الذي قال:

أما ضمير الشأن فعلمي به أنه خاص ب (أن) المخففة فقط

فكان جوابك:

نعم ضمير الشأن يختص اتصاله بأن المخففة من الثقيلة

ومع ذلك لم أقل لك أخطأتَ، وإنما ذكرتك بما ذكره سيبويه عن إضمار الشأن في كان وليس، ونصحتك بالتأني، فهل في ذلك تجريح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

واعلم أخي مسعد أنني لا أكتب تعليقا إلا وتحته إضافة جديدة للموضوع، فوقتي أثمن من أن أكتب التعليقات التي لا فائدة فيها.

مع التحية الطيبة.

أخي داوود

اسمح لي أن أبين التناقض في كلامك:

قلتَ لي جوابا لسؤال سألتك عن جواز تقديم الخبر على المبتدأ في نحو: العرب تكرم الضيف:

لا يجوز لأن المبتدأ هو في الأصل فاعل تقدم فصار مبتدأ ولو تأخر لرجع فاعلا ..

إذاً نحن متفقون على أنه لا يجوز تقديم الخبر على المبتدأ إذا كان الخبر فعلا رافعا لضمير المبتدأ في نحو: زيد يقوم، فلا يجوز أن نقول: يقوم زيد، ثم نقول إن (زيد) مبتدأ مؤخر وجملة (يقوم) خبر مقدم.

ثم تقول في نحو: دمرنا ما كان يصنع فرعون، تقول: (فرعون) اسم كان أي: مبتدأ في الأصل، وجملة (يصنع) خبر كان مقدم أي: خبر المبتدأ.

وهذا قولك:

] (فرعون .. رسل .. إيمان .. سفيه) كل منها اسم كان .. وفاعل كل من الأفعال اللاحقة (تصنع .. تأتيكم .. ينفعهم .. يقول) ضمير يعود على اسم كان .. والجملة خبر مقدم [/ COLOR].. هذا الرأي لا يخالفه أحد، ولكن ضمير الشأن يجد بعض المخالفين ..

فبين قوليك تناقض.

ثم إن قولك بأن هذا الرأي لا يخالفه أحد، غير صحيح بل هو مخالف للقياس لأن فيه تقديما للخبر في موضع يمتنع فيه تقديمه كما اتفقنا في نحو: زيد يقوم، فهذا إذا أدخلنا كان عليه نقول: كان زيد يقوم، فإذا قدمنا الخير صار: كان يقوم زيد، وبحسب قولك الأول يجب أن يرجع زيد فاعلا، وبحسب قولك الثاني يبقى اسما لكان.

هل بان التناقض في قوليك؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير