تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نعم فإن أبا جعفر النحاس هو صاحب القول بأن النحويين يخطئون سيبويه وروى عن الزجاج أن سيبويه غلط في هذه المسألة.

القصد من كلامي أن الزجاج لم يخطئ سيبويه في معانيه وإنما اختار رأي الخليل لأنه موافق للتفسير لا لأنه أقوى في القياس النحوي، والقول بأنه ما من أحد من النحويين إلا وقد خطأ سيبويه قول مبالغ فيه مجاف للواقع، فقد وافقه ابن السراج في 2/ 333،334 ووافقه أبو علي في الإغفال وبين وجه القياس في قول سيبويه في حوالي سبع صفحات، ووافقه الأنباري في الإنصاف في المسألة 102، وبين وجه القياس في قول سيبويه الباقولي في كشف المشكلات2/ 801 ووافقه ابن أبي الربيع في شرح الجمل1/ 285 ووافقه إمام المتأخرين ابن مالك في شرح التسهيل كما ذكرت قبلُ، وقال السمين في الدر المصون 7/ 620،621:

في هذه الآية أقوال كثيرة أظهرها عند الجمهور من المعربين وهو مذهب سيبويه، أن أيهم موصولة بمعنى الذي وأن حركتها حركة بناء

وقول السمين هذا هو مستندي فيما ذهبت إليه.

أما رواية الجر في البيت فلا تلغي رواية الضم. لأن سيبويه لا يمنع إعراب أي وإنما يجوز بناءها على الضم وإعرابها والبناء على الضم أقوى في القياس.

أنا لا أعتقد أن سيبويه معصوم لا يخطئ، ولكني استبعدت أن يخطئ شيخ الإسلام سيبويه وهو الخبير بأنه إمام في صنعة النحو، نعم قد يرجح رأيا على رأيه ولكن أن يحكم بالخطأ على سيبويه دون أن يكون له متبوع في ذلك من أئمة هذا الفن فلا أظن.

وليس في ذلك تنقص من منزلة الشيخ فهو وإن كان قد درس النحو، أو كان له فيه اختيارات ولكنه لم يتخصص به ولم يكن صنعته ولا يعد من أئمته المجتهدين، فقد غلب عليه الفقه وأصوله ومجادلة الفرق والحديث والتفسير وغير ذلك من علوم الدين.

وحييت أستاذنا ابن النحوية ..

وفي شأن الاستدراك على سيبويه أسوق لكم طرفة كنت طرفا فيها، فقد كنت في زيارة لأحد المشايخ المعروفين في المملكة، وكانت أول زيارة، وعندما علم أنني متخصص بالنحو قال لي إنه درّس النحو في أحد مساجد الرياض واستدرك على سيبويه حوالي مائة مسألة، فقلت ما شاء الله، واستغربت في نفسي، ولم تمض برهة حتى سألني عن آية توقف في إعرابها لأن فيها ما يخالف قاعدة نصب المضارع فقال: لماذا لم ينصب المضارع في قوله تعالى: علم أن سيكون منكم مرضى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقلت: (أن) هذه مخففة من الثقيلة وليست الناصبة للمضارع، فقال: كيف؟ قلت التقدير: علم أنه سيكون منكم مرضى. فهز رأسه موافقا.

فقلت في نفسي: كان الله في عون من تلقى تلك الاستدراكات على سيبويه من تلامذة الشيخ.

مع التحية الطيبة

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 10:12 م]ـ

أخي الفاضل يشرفني مرورك على ضعف تعليقي، ولكن ألا ترى أن قول السمين: " أظهرها عند الجمهور من المعربين وهو مذهب سيبويه، أن أيهم موصولة بمعنى الذي" متعلق بموصولية (أي) فقط، دون البناء. والموصولية في الآية قال بها-أيضا- المبرد، وهي عنده معربة مرفوعة باعتبار أن شيعة بمعنى تشيع، فهي تعمل عمله. و (أي) عند الجمهور تأتي موصولة معربة، لا مبنية. وأما القول بالبناء، في الآية فقد خالف فيه سيبويه شيخه الخليل وغيره من أئمة النحو، فابن تيمية مسبوق في هذا، وذلك مستنده.

وثمة مسألة لا تخفى على أمثالكم وهي أن اللغة وسيلة وليست غاية، ولمثل هذا لم يشتغل ابن تيمية بالتصنيف في هذا الفن، وإنما كان شغله الكبير في عصره ما وصل إليه حال الأمة من انتشار المذاهب العقدية المخالفة لمنهج السلف في تقرير العقيدة، مع الهزيمة النفسية للأمة عقب اجتياح الجيوش الصليبية والتترية ووصولها بلاد مصر والشام، وانتشار البدع والخرافات من صوفية مارقة أو أشعرية حارقة، ولذا كانت جل مصنفات الشيخ في الرد على تلك البدع وفي تقرير عقيدة السلف، فنفع الله به طوائف كثيرة، والرجل عرف بقوة حفظ وفهم مكنته من استحضار ما طالعه من مصنفات غيره في شتى العلوم ومنها اللغة، ولو تهيأ له التصنيف في اللغة لسارت بكتبه الركبان، لما عرف عنه من دقة وعدم عصبية وتقليد. والعصبية والتقليد آفة كثير من أتباع المذاهب اللغوية والفقهية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير