تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن صحت القصة فهناك ثمانون موضعا أخطأ فيها سيبويه من وجهة نظر الشيخ، ولا يلزم الشيخ إن صحت القصة أن يكون قد ذكر تلك المواضع في مصنفاته إذ يحتمل أنه تحدث عنها في مجالسه فلم تكتب، أو قد تكون في مصنفات لم تصل إلينا، أو قد يكون بعضها في مصنفاته فيتطلب منا استقراء تلك المصنفات، ولكن إن صحت القصة فقد كان على أبي حيان أن يسأل عن تلك المواضع، وقد يكون قد سأل عنها ولم يصلنا ذلك.

يا ابن النحوية الكريم

القصة ذكرها أبو اسحاق الحويني في أشرطته التي تحدث فيها عن ابن تيمية

انظر في هذا الرابط"

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=87853

والقصة مذكورة في "أعيان العصر وأعوان النصر" لمؤلفه: أبي الصفاء صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي فهو يقول عن ابن تيمية:

وممن مدحه بمصر أيضاً شيخنا العلاّمة أبو حيان، لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب؛ منها أنه قال له يوماً: كذا قال سيبويه، فقال: يكذب سيبويه، فانحرف عنه.

وقد كان أولاً جاء إليه والمجلس عنده غاصٌّ بالناس، فقال يمدحه ارتجالاً:

لّما أتينا تقيَّ الدِّين لاحً لنا ... داعٍ إلى الله فَردٌ ماله وِزَرُ

على مُحيّاه من سِيما الأُولى صَحِبوا ... خَيرَ البريَّةِ نورٌ دونَه القمرُ

خَبرٌ تَسربَلَ منه دَهرُه حِبَراً ... تَقاذَفُ مِن أمواجه الدُّرَرُ

قام ابنُ تَيْميَّةٍ في نَر شِرعَتِنا ... مُقَما سَيِّدِ تيمٍ إذ عَصَتْ مُضَرُ

فأظهرً الحقَّ إذ آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشرّ إذ طارت له الشرر

كُنّا نُحدَّث عن خبرٍ يجيءُ فها ... أنت الإمامُ الذي قد كان يُنتظرُ

وجاء في الدرر الكامنة لأعيان المئة الثامنة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن تيمية:

قال الذهبي ما ملخصه:

كان يقضي منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف واستدل ورجح وكان يحق له الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه، قال وما رأيت أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً للمتون وعزوها منه كان السنة نصب عينيه وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة وعين مفتوحة وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه .....

وكأن عينيه لسانان ناطقان ربعة من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت فصيحاً سريع القراءة تعتريه حدة لكن يقهرها بالحلم ....

وأنا لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية فإنه كان مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمان الدين بشراً من البشر تعتريه حدة في البحث وغضب وشظف للخصم تذرع له عداوة في النفوس وإلا لو لاطف خصومه لكان كلمة إجماع فإن كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بشنوفه مقرون بنذور خطائه وأنه بحر لا ساحل له وكنز لا نظير له ولكن ينقمون عليه إخلافاً وأفعالاً وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، ...

فإن له الذكاء المفرط ولا من قلة علم فإنه بحر زخار ...

ولا يطلق لسانه بما اتفق بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أسوة من تقدمه من الأئمة فله أجر على خطئه وأجران على إصابته .....

قال الشهاب ابن فضل الله لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبع مائة نزل عند عمي شرف الدين وحضر أهل المملكة على الجهاد فأغلظ القول للسلطان والأمراء ورتبوا له في مقر إقامته في كل يوم ديناراً ومخفقة طعام فلم يقبل شيئاً من ذلك وأرسل له السلطان بقجة قماش فردها.

قال ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديهاً وأنشده إياها:

لما أتانا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فرد ماله وزر

.............

ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبوية فنافره أبو حيان وقطعه بسببه ثم عاد ذا ماله وصير ذلك ذنباً لا يغفر.

قال وحج ابن المحب ... فسمع من أبي حيان أناشيد فقرأ عيه هذه الأبيات فقال قد كشطتها من ديواني ولا أذكره بخير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير