وفي المبحث الثالث أورد المؤلف موقف شيخ الإسلام من سيبويه، وحاصل الأمر ما دار بين أبي حيان النحوي وشيخ الإسلام في القصة المشهورة، حيث دار بينهما كلام في مسألة في النحو فقطعه شيخ الإسلام فيها وألزمه الحجة، فذكر أبو حيان كلامًا لسيبويه يخالف كلام الشيخ. فقال الشيخ: يفشر سيبويه، أسيبويه نبي النحو أرسله الله حتى يكون معصومًا، سيبويه أخطأ في (الكتاب) في ثمانين موضعًا لا تفهمها أنت ولا هو!.
ثم ذكر المؤلف حقيقة موقف شيخ الإسلام من سيبويه؛ وذلك بأمرين:
الأمر الأول: تعظيم شيخ الإسلام لكتاب سيبويه؛ فمن ذلك قوله: «ليس في العالم مثل كتابه، وفيه حكمة كلام العرب»، و قوله: «كتاب سيبويه مما لا يقدر على مثله عامة الخلق».
الأمر الثاني: انتقاد شيخ الإسلام لكتاب سيبويه؛ حيث ذكر المؤلف أنه لم يقف على هذه الانتقادات، ثم ذكر تعليلات جيدة.
وفي المبحث الرابع ذكر المؤلف اختيارات شيخ الإسلام النحوية مجملة، وقد بلغت خمسة وثلاثين (35) اختيارًا.
وفي المبحث الخامس ذكر المؤلف منهجه في الكتاب.
ثم سرد للقضايا النحوية والتصريفية التي تعرض لها شيخ الإسلام مبوبة في اثني عشر فصلا متضمنة أكثر من ثمانين مسألة.
والكتاب فيما أعلم أول كتب جمع هذه المسائل؛ وتبقى هناك حاجة إلى (دراسة المسائل النحوية والتصريفية في مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية).
ثم تحدث العضو المخضرم الراية فقال:
وهذه دراسة أشمل - وفي كلٍ خير -
الدراسات اللغوية والنحوية في مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وأثرها في استنباط الأحكام الشرعية
تأليف: د. هادي أحمد فرحان الشجيري
الجهة المانحة للدرجة: جامعة بغداد - كلية الآداب
الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2001
......
نبذة عن الكتاب:
تبرز هذه الأطروحة جانباً مهماً في مؤلفات ابن تيمية (ت728هـ) - رحمه الله - وهو القضايا اللغوية والنحوية وأثرها في استنباط الأحكام الشرعية، وقد جاءت مادة الرسالة مقسمة على ستة فصول، تسبقها مقدمة وتمهيد يتضمن عرضاً موجزاً لحياة شيخ الإسلام ابن تيمية، وبيان الترابط الوثيق بين علم العربية والعلوم الشرعية عامة وتلحق الفصول الستة خاتمة بأهم النتائج، وثبت بالمصادر والمراجع.
أما موضوعات الفصول الستة فقد جاءت على النحو التالي:
الفصل الأول: فيه عرض لقضايا لغوية عامة، تتعلق بنشأة اللغة أولاً، وبمكوناتها من اللفظ والمعنى وأهميتها ثانياً، وبالضوابط الضرورية لفهم النصوص اللغوية عامة والشرعية خاصة وتجنب الخلاف ثالثاً.
أما الفصل الثاني: فعنوانه الصوت والبنية وأثرهما في المعنى.
وأما الفصل الثالث: فعنوانه: المفردة دلالتها وأقسامها، وجاءت مادته موزعة على خمسة مباحث هي على التوالي: دلالة المفردة وأقسامها، والمتباين والخاص والعام، والمتواطئ والمشترك، والحقيقة والمجاز، والترادف.
وأما الفصل الرابع: وهو خاتمة المباحث اللغوية، ويبحث في طرق دلالة اللفظ على معناه، وكيفية تأويل هذه الدلالة.
وأما الفصل الخامس: فقد تضمن السمات العامة للمنهج النحوي عند ابن تيمية.
وأما الفصل السادس وهو الأخير: فقد خصص لبحث المسائل النحوية التي جاءت موزعة على أربعة مباحث، أولها في: الكلام وأقسامه، ثم مباحث الأسماء، ثم مباحث الأفعال، وأخيراً مباحث الحروف.
قراءة علمية:
الفصل الأول: اللغة: نشأتها ومكوناتها وضوابط فهمها عند ابن تيمية.
1 - نشأة اللغة: يرى شيخ الإسلام أن الخلاف في مبدأ اللغات محصور بين القول باصطلاح وبالتوفيق، فالقول بالإصطلاح كمايصوره أن قوما اجتمعوا واصطلحوا أن يسمو هذا بكذا، وهذا بكذا، فيجعل هذا عاماً في جميع اللغات.
وقد رد ابن تيمية هذا القول وفصل في الرد عليه، ولا يعني هذا عنده أن كل الأسماء غير أصطلاحية مطلقاً، فقد يضع الناس الإسم لما يحدث مما لم يكن من قبله فيسميه، أما الذين قالوا بالتوقيف أي التي الهمها الله تعالى وعلمها آدم، ورأي شيخ الإسلام وهو التوسط أي أن بعضها توفيقي وبعضها إصطلاحي.
2 - مكونات اللغة:
¥