ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[19 - 06 - 2006, 04:26 م]ـ
الأخ الفاضل "داوود أبازيد" السؤال: كيف تكون ثَمَّ اسم إشارة، وتعرب ظرف مكان؟
الأخت نسيبة .. اسم الإشارة كغيره من الأسماء، لا بد من أن يكون له محل من الإعراب .. وتعرب أسماء الإشارة بحسب موقعها من الجملة .. أما (هنا ـ هناك ـ هنالك ـ ثَمّ ـ ثَمّة) فهي أسماء إشارة تشير إلى المكان، ولهذا فمحل كل منها من الإعراب هو: مفعول فيه ظرف مكان في محل نصب، ولذا تم تعليق (ثمّ) لأنها ظرف .. والسؤال المضاد: (أين اسم شرط، فلماذا أعربت ظرفا؟) (وأين التي هي اسم استفهام لماذا تعرب ظرفا؟) فهذا هذا .. و (أين) ليست مبنية على الفتح لأنها تضمنت معنى الإشارة، كما يُظن .. فالبناء سماعي وتعليله خيالي ..
وجملة (تولوا) في محل جر مضاف إليه قولا واحدا، وليست ابتدائية البتة، وتعليق أينما بالفعل يجعل المعنى (وجه الله موجود هناك وأنتم متجهون إلى ذلك المكان) أي أنتم تعرفون أين وجه الله وتتجهون إليه موقنين بوجوده هناك .. بينما المعنى المقصود (كل مكان تتجهون إليه فوجه الله موجود فيه) فإذا لم تعرفوا الجهة الحقيقة فاتجهوا إلى أي مكان تقدّرون صوابه لأن الله في كل مكان .. فكل من ثمة وأينما متعلقان بالمحذوف نفسه، أو نقدر لأحدهما محذوفا مشابها (وجه الله موجود ثمة، كائن أينما تولوا) .. وليس القصد بكلمة (موجود أو كائن) الحدوث .. والله أعلم ..
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[19 - 06 - 2006, 05:09 م]ـ
عزيزي محمد الجهالين .. تحياتي وبعد .. عليك أن تتفهم الخطأ التاريخي، ولهذا فإملاء اليوم أصّل أمورا كثيرة، ولم تزل في المصادر القديمة كما هي .. ولا يخفى عليك (الضحا) التي نكتبها (الضحى) توهما .. وقد جرت قواعد الإملاء الحديثة على الغالب وإن لم تستطع أن تمد يد التصويب نحو الماضي ..
أما نقلك عن النحو الوافي ما يتعلق بهاء السكت، فهذه أيها العزيز ليست هاء السكت .. هاء ثمة وهاء ثمت ليست هاء السكت .. لقد علل العلماء فتح تاء (ثُمّ) وربط تاء (ثَمة) فثَمة الظرفية اسم مثل كاتب وكاتبة وشاعر وشاعرة، فالتاء فيها تاء تأنيث الاسم نفسه وتحويله من مذكر إلى مؤنث، فالتاء المربوطة هنا هي علامة تأنيث، أما الحرف فلا يذكر ولا يؤنث، ولذلك فهذه التاء التي في حرف العطف ليست للتأنيث، وتكتب مفتوحة، لأنها سمعت ساكنة مع لفظها تاء، وهذه علامة التاء المبسوطة، قال طرفة بن العبد (تلقى الجفان بكل صادقة ... ثُمّتْ تردد بينهم حيره) والتاء المربوطة تلفظ هاء عند التسكين بينما تاء حرف العطف (ثُمّ) تسكن وتظل تاء مما يدل على أنها تاء مفتوحة، وليست كتاءالظرف (ثمة) المربوطة، الني إذا وقفنا عليها وسكناها لفظت هاء، فظنها بعضهم هاء السكت ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 02:58 ص]ـ
إخواني الكرام
أرى أن الهاء الملحقة باسم الإشارة (ثَمَّ) ليست للتأنيث، وليست للوقف، وإنما هي للفرق بين (ثَمَّ) و (ثُمَّ) العاطفة في الخط، إذ لم أقف على نص لغوي يمكن الاستناد إليه بأن العرب ألحقت التاء بـ (ثَمَّ)، فهذه الهاء زائدة كألف المائة التي هي للفرق بين المائة والفئة، ومثل ألف التفريق بين واو الجماعة الضمير وواو جمع المذكر السالم. والله أعلم.
ـ[نسيبة]ــــــــ[21 - 06 - 2006, 12:10 م]ـ
ثُم وثُمت
حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي، نحو: جاء الخادم ثم سيده.
ومنه قوله تعالى (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة) (1).
وقد تلحقها تاء التأنيث المفتوحة فتؤنثها لفظاً.
نقول: ثمت، وهي حينئذ لعطف الجمل على بعضها.
كقول الشاعر:
ثمت قمنا والظلام مطرق والطير في أوكارها لا تنطق
ومنه قول الآخر *:
ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمة قلت: لا يعنيني
نماذج من الإعراب
قال تعالى (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة).
والله: الواو حسب ما قبلها، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة.
خلقكم: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
من تراب: جار ومجرور متعلقان بالفعل خلقكم.
ثم: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
من نطفة: جار ومجرور معطوفان على من تراب.
ـــــــــــــ
(1) فاطر [11].
* الشاعر مختلف في نسبته، فهو لعمير بن جابر الحنفي في حماسة البحتري، ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات، وهو لرجل من سلول في كتاب سيبويه، والشنتمري.
ثَم وثَمت
اسم إشارة يشار به إلى المكان البعيد بمعنى (هنا)، (هناك).
ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب.
نحو: ثم مكان هادئ، وثم منظر جميل.
ومنه قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) (1).
ومنه قوله تعالى (وإذا رأيت ثم رأيت) (2).
وقد تلحق (ثم) تاء مفتوحة، فتؤنث تأنيثاً لفظياً.
نحو: ثمة مكان للراحة. ولا فرق أن تكون التاء مفتوحة أو مربوطة.
ــــــــــــــ
(1) البقرة [115] (2) الإنسان [20].
منقول من موقع الدكتور مسعد محمد زياد ( http://www.drmosad.com/index148.htm)
¥