ونه قوله تعالى: {لعلنا نتبع السحرة} 6، وقوله تعالى:
{لعل الساعة قريب} 7.
عمل الحروف الناسخة.
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها، والرفع في الخبر، ويسمى خبرها، ولكن بشروط هي: ــ
1 ــ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام. 2 ــ ألا تتصل بـ " ما " الكافة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 40 النبأ. 2 ــ 26 يسن.
3 ــ 44 طه. 4 ــ 2 يوسف.
5 ــ 155 الأنعام. 6 ــ 40 الشعراء
7 ــ 17 الشورى.
أولا ــ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام، كأسماء الاستفهام، والشرط: من، ما، مهما، كيف، كيفما، أين، أينما، متى ... إلخ.
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها.
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة،
فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية،
ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية، أو لا تعمل.
نحو قول الرسول ــ صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات ".
ومنه قوله تعالى: {إنما هو إله واحد} 1.
وقوله تعالى: {إنما نحن مصلحون} 2.
وقوله تعالى: {إنما يأكلون في بطونهم نارا} 3.
وقوله تعالى: {وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} 4.
وقوله تعالى: {فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم} 5.
وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت} 6.
ومنه قول الشاعر:
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ ـــــــــ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو: لعلما المريضُ يشفى، ولعلما ينظر في الأمر.
ونحو: الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ.
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل،
أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا.
نحو قول الشاعر:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ـــــــــ إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 19 الأنعام. 2 ــ 11 البقرة.
3 ــ 10 النساء. 4 ــ 28 الأنفال.
5 ــ 49 المائدة. 6 ــ 6 الأنفال.
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب
اسم ليت، والحمام خبر ليت مرفوع، ويجوز أن يكون " هذا " في محل
رفع مبتدأ، والحمام خبره.
تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها.
1 ــ تخفيف نون " إنَّ ": ــ
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة، القياس فيها ألا تعمل إنْ إذا تلاها فعل.
نحو قوله تعالى: {وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين} 1.
وقوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} 2.
وقوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} 3.
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة.
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال، والإهمال، والإهمال أحسن.
فمثال الإعمال: إنْ محمدا لمسافر، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر.
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما " مخففتين: {وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم} 4.
وحجة من يراها عاملة يقول: أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف
منه شيء لم يغير عمله.
ومثال إهمالها قوله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} 5.
ووجب عند تخفيفها، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس.
كما في الآية السابقة، ومنه قوله تعالى:
{وإن كل نفس لما عليها حافظ} 6.
وقد يستغنى عن اللام الفارقة، إذا تضمن الكلام قرينة، إما لفظية:
كقول الشاعر*:
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة ــــــــ وإن هو لم يعدم خلاف معاند
ــــــــــــــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة. 1 ــ 102 الأعراف. 2 ــ 51 القلم.
3 ــ 143 البقرة. 4 ــ 111 هود.
5 ــ 32 يس. 6 ــ 4 الطارق.
الشاهد قوله: لا يخفى، ولم يعدم، حيث وقع الفعل المنفي في محل
رفع خبر غير مقترن باللام؛ لأن اللام تفيد التوكيد، ولا يصح دخول
التأكيد على الخبر المنفي.
ومثال القرينة المعنوية: قول الطرماح بن حكيم:
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك ــــــــ وإن مالك كانت كرام المعادن
¥