ـ[أبو بشر]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام - بلّغكم الله المرام
(1) فيما يخصّ جملة " ليس حاضرٌ المديرُ اليومَ " فالوجه الإعرابي الذي أريده أن "حاضرٌ" اسم "ليس" و"المدير" فاعل لـ"حاضر" سادّ مسدّ خبر "ليس" ومن ثم لا منصوب، وهذا ما تفضل به الأخ علي المعشي على أن الأوجه التي ذكرها الأخ جهالين ليست بعيدة. هذا وليس نحو هذا التركيب بدعة من القول مني، فقد قال بجوازه كبار النحاة قديماً وحديثاً. هذا ما قاله الأشموني - على سبيل المثال - في شرحه لأول باب الابتداء في ألفية ابن مالك:
[(وَكَاسْتِفْهَامٍ) في ذلك (النَّفِيُ) الصالح لمباشرة الاسم حرفاً كان وهو ما ولا وإن، أو اسماً وهو غير، أو فعلاً وهو ليس إلا أن الوصف بعد ليس يرتفع على أنه اسمها، والفاعل يغني عن خبرها: وكذا ما الحجازية، وبعد غير يجر بالإضافة وغير هي المبتدأ وفاعل الوصف أغنى عن الخبر]
كما أني رأيت للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ما يماثل كلام الأشموني في تحقيقه لأوضح المسالك، فليطلب ما يقوله هناك.
(2) أما جملة "زيدٌ أختُه مكرمُها هو" فيتعين عند البصريين كون "هو" فاعلاً، ويجوز عند الكوفيين كونها فاعلا أو توكيداً، وقد أشار الصبان إلى هذه الأوجه في حاشيته معلقا على شرح الأشموني حيث يقول:
[قوله (أي الأشموني): (مثاله) أي الإبراز عند خوف اللبس والضمير في صورة الخوف فاعل عند الكل إلا الرضي فإنه قال تأكيد للضمير المستتر، وفي صورة الأمن فاعل عند البصريين. وجوز الكوفيون كونه فاعلاً وكونه تأكيداً، وتظهر فائدة ذلك في التثنية والجمع فيقال على تقدير. فاعلية الضمير الهندان الزيدان ضاربتهما هما وعلى تقدير كونه تأكيداً ضاربتاهما هما ... ]
فمن أراد أن يفهم المسألة فعليه بما يقول العلماء في قول ابن مالك في باب الابتداء:
121) والمفرد الجامد فارغ وإن يشتق فهو ذو ضمير مستكن
122) وأبرزنه مطلقاً حيث تلا ماليس معناه له محصلا
وها أنا أسوق لكم ما يقول الأشموني في البيت الأخير:
[(وَأَبْرِزَنْهُ) أي الضمير المذكور (مُطْلَقَاً) أي وإن أمن اللبس (حَيْثُ تَلاَ) الخبر (مَا) أي مبتدأ (لَيْسَ مَعْنَاهُ) أي معنى الخبر (لَهُ) أي لذلك المبتدأ (مُحَصَّلاً) مثاله عند خوف اللبس أن تقول عند إرادة الإخبار بضاربية زيد ومضروبية عمرو زيد عمرو ضاربه هو، فضاربه خبر عن عمرو ومعناه هو الضاربية لزيد، وبإبراز الضمير علم ذلك ولو استتر آذن التركيب بعكس المعنى. ومثال ما أمن فيه اللبس زيد هند ضاربها هو وهند زيد ضاربته هي فيجب الإبراز أيضاً لجريان الخبر على غير من هو له. وقال الكوفيون لا يجب الإبراز حينئذٍ ووافقهم الناظم في غير هذا الكتاب]
والله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك صنيعك يا أبا بشر وإن كنت لم أوفق في إجابتي:)
ونشكر الأساتذة الأفاضل على ما قدموه فجزاهم الله خيراً.
دمتم بخير.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي الكريم داود
لقد أجاز كل من الرماني والمبرد والزمخشري نحو «الضّارِبي» و «الضّارِبِكَ» و «الضّارِبِهِ»: على أن الضمير في موضع خفض بالإضافة، فإذا كان هذا هو الأمر في مسألة جر الضمير بإضافة الوصف المفرد إليه، فما بالك بما لوكان الضمير في محل نصب مفعول به، أليس الأمر فيه أخف؟
ثم ماذا تقول في قول ابن مالك من حيث الصياغة:
277) ويحذف الناصبها إن علمها وقد يكون حذفه ملتزما
وهو آخر بيت في باب تعدي الفعل ولزومه من الخلاصة؟
هل أخطأ ابن مالك في قوله: (الناصبها) وجعْل (ها) مفعولا به؟
أرجو إفادتك في هذا
ـ[أبو بشر]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نِعمَ الفصيحُ أنت يا أبا طارق أدامك الله بيننا
ـ[أبو بشر]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأعزاء زملائي الفصحاء بارك الله فيكم
ماذا عن قول الأخ السهيلي - حفظه الله ورعاه:
[مدرسيَّ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
والواو محذوفة وأصل الكلمة (مدرسوني ثم مدرسويَ ثم مدرسيْ يَ ثم مدرسيّ)] ولاسيما قوله: (والواو محذوفة)؟
ثم هذه الجملة على منوال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل في حديث طويل أخرجه البخاري:
( ... أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ ... ) فإعراب "مُدرسيَّ" في الجملة من صنيعي مثل إعراب "مخرجيَّ" في الحديث، والله أعلم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 05:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يا أخي الكريم داود .. لقد أجاز كل من الرماني والمبرد والزمخشري نحو «الضّارِبي» و «الضّارِبِكَ» و «الضّارِبِهِ»: على أن الضمير في موضع خفض بالإضافة، فإذا كان هذا هو الأمر في مسألة جر الضمير بإضافة الوصف المفرد إليه، فما بالك بما لوكان الضمير في محل نصب مفعول به، أليس الأمر فيه أخف؟ ثم ماذا تقول في قول ابن مالك من حيث الصياغة: 277) ويحذف الناصبها إن علما وقد يكون حذفه ملتزما .. وهو آخر بيت في باب تعدي الفعل ولزومه من الخلاصة؟ هل أخطأ ابن مالك في قوله: (الناصبها) وجعْل (ها) مفعولا به؟ أرجو إفادتك في هذا
تحياتي إلى أخي الكريم أبي بشر .. قبلت معك بهذه الإضافة، مع أن جمهور النحاة على عدم جواز إضافة المعرف بأل إلا إلى مثله .. على أن تتصور أي التعبيرين هو الأبلغ والأفصح. أما قول ابن مالك فلم لا يكون ضرورة؟. والضرورة تقدر بقدرها كما يقول الفقهاء، ومع كل ذلك فالضمير في موضع خفض، فهل من وجه نصب للكاف المتصلة بالاسم؟. الأمر لا علاقة له بالخفة، وإنما علاقته باتصال الضمير .. وشكرا ..
¥