تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الأغر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الاقتباس من سؤالك لأبي بشر، فعذرا .. أولا أرجو أن تفيدنا برأيك في (قوافٍ) وأمثالها، فأنا لم أقطع بأحد الرأيين .. ثانيا، هل ترى وجها لضمير الشأن هنا في (ليس حاضر ... )؟. ولا أخفي أنني أود الإشارة إلى أثر ضمير الشأن في مثل هذه التراكيب .. وفقك الله ..

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 02:42 م]ـ

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي داوود

رأيي في نحو (قواف) أنها مصروفة في حالتي الرفع والجر وهو مذهب سيبويه الذي يقول:

باب ما ينصرف ومالا ينصرف من بنات الياء والواو

التي الياءات والواوات منهن لامات

اعلم أن كل شيء كانت لامه ياءً أو واواً ثم كان قبل الياء والواو حرف مكسور أو مضموم فإنها تعتلُّ وتحذف في حال التنوين واواً كانت أو ياء وتلزمها كسرة قبلها أبداً ويصير اللفظ بما كان من بنات الياء والواو سواء.

واعلم أن كل شيء من بنات الياء والواو كان على هذه الصفة فإنّه ينصرف في حال الجر والرفع.

وذلَّك أنَّهم حذفوا الياء فخفّ عليهم فصار التنوين عوضاً.

وإذا كان شيء منها في حال النصب نظرت: فإن كان نظيره من غير المعتلّة مصروفاً صرفته وإن كان غير مصروف لم تصرفه لأنَّك تتمّ في حال النصب كما تتمّ غير بنات الياء والواو.

......

فمن الياءات والووات اللواتي ما قبلها مكسور قولك: هذا قاضٍ وهذا غازٍ وهذه مغاز وهؤلاء جوارٍ.

ومعنى هذا الكلام أن العرب قد تحذف الياء من المنقوص في حالتي الرفع والجر في غير التنوين وتكتفي بالكسرة في نحو: جاء القاضِ ومررت بالقاضِ، وكذلك جاءت الجوارِ ومررت بالجوارِ فلاتتم الاسم، وفي حال النصب تتم الاسم قتقول: رأيت القاضيَ والجواريَ، ولا يجوز حذف الياء.

وفي حال التنوين يصير حذف الياء واجبا لأن التنوين يصير عوضا عنها فيقال: جاء قاضٍ ومررت بقاضٍ، وجاءت جوارٍ ومررت بجوارٍ، فلم يفرق سيبويه بين قاض وجوار في الرفع والجر، أما في حال النصب فيقاس المنقوص بالصحيح فإن كان نظيره من الصحيح مصروفا صرف المنقوص وإن كان ممنوعا من الصرف منع المنقوص من الصرف، فالقاضي في حالة النصب مصروف لأن نظيره من الصحيح مثل الكاتب مصروف فتقول: رأيت قاضيا، كما تقول رأيت كاتبا، والجواري في حالة النصب ممنوعة من الصرف لأن نظيرتها من الصحيح مثل الشواعر ممنوعة من الصرف.

الخلاصة أن ما كان منقوصا من صيغ منتهى الجموع ينصرف في حالتي الرفع والجر ولا ينصرف في حالة النصب.

هذا هو التحقيق في مذهب سيبويه وهو أيسر من كل المذاهب في هذه المسألة، وبه أقول.

وقد تجد في بعض الكتب أن سيبويه يرى أن التنوين صار عوضا عن الياء في نحو جوار وغواش فقط وليس الأمر كما يظنون فالتنوين في قاض عنده أيضا عوض عن الياء المحذوفة. وقد سبق أن بينت في هذا المنتدى رأي سيبويه بحسب ما ورد في بعض كتب النحو وكذلك بينت مذهب المبرد، والحق أن مذهبه ما بينته هنا.

ومعنى قول سيبويه:

(وذلَّك أنَّهم حذفوا الياء فخفّ عليهم فصار التنوين عوضاً)

بينه الجرجاني في المقتصد بأن العرب لما حذفت الياء من المنقوص الوارد على صيغة منتهى الجموع في الرفع والجر خرج من دائرة الثقل الذي أوجب منعه من الصرف، فلما خف بهذا الحذف صرف.

ولنا لقاء آخر إن شاء الله.

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 03:36 م]ـ

بارك الله فيك أخي الأغر .. لقد كتبت إليك أشكرك على العمق والدقة في البيان والتوضيح .. فجاءتني رسالة فمحت ما كنت كتبته .. فاعذرني .. ولكن لا يفوتني أن أذكر نادرة كانت في رسالتي التي محيت، فقد كنت رجوتك أن تقدم لي شاهدا على صرف نحو (جوار) في الجر، لأنني لا أملك الشاهد، ولما ذكرت لك الكلمة التي أريد الشاهد عليها تذكرت الشاهد وأعفيتك من الجواب .. قلت لك لا أريد الشاهد على نحو (قاضٍ) وإنما أريده على نحو (قواضٍ) فذكرتني الكلمة بشاهد قد لا يكون حجة ولكنه يؤنس، وهو قول الشاعر:

يمدون من أيد عواصٍ عواصمٍ ****** تصول بأسياف قواضٍ قواضب

وجزاك الله خيرا ..

ـ[أبو بشر]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 09:01 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز الأغر

أشكرك على مشراكتك القيمة المفيدة هذه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير