ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:18 م]ـ
وللنحاة حول هذا الموضوع وقفة متأنية، فقد قال عنه صاحب التصريح " وشذ في فعْل " المفتوح الفاء، والصحيح العين، الساكنها، نحو: أحمال جمع حمل، بفتح الحاء، وسكون الميم، وأفراخ جمع فرخ، وأزناد جمع زند، ومما سمع فيه أيضا، شكل: أشكال، وسمع: أسماع، ولفظ: ألفاظ، ولحظ: ألحاظ " (1).
وقد عده ابن يعيش في شرح المفصل شاذا، فقال بعد أن بين الأوزان القياسية الأسماء التي تجمع على " أفعال "، فأما " فَعْل " فالقياس في تكسيره أن يجيء على " أَفْعُل ".
ككلب وأكلب، وكعب، أكعب، وقالوا في المضعف: صك وأصك، وضب، وأضب، وأما الكثير فبابه أن يجيء على " فِعال "، و " فُعول "، نحو قولك: كلب وكلاب، وفلس وفلوس، وربما تعاقبا على الاسم الواحد فقالوا: فرخ وفراخ وفروخ، وكعب وكعاب وكعوب. (2)
وقد تعرض له الأشموني في شرح الألفية وقال ما حصيلته أن " أفعال " أكثر من " أفعُل " في " فَعْل " الذي فاؤه واو، كوقت أوقات، ووهم أوهام، ووغد أوغاد، ووصف أوصاف. (3)
كما خرج عن القياس " عين "، فهي لم تستوف الشروط في المفرد، ومع ذلك جمعت على
أعين "، 47 ـ كقوله تعالى: {ترى أعينهم تفيض من الدمع} 1.
وخلاصة القول إن القواعد التي وضعت لضبط جموع التكسير ليس من السهل السيطرة عليها سيطرة تامة، بحيث نقطع القول في قياسيتها مطلقا، ولكن نقول إنها مطردة إلى حد ما ووجودها يخفف على الدارس عبء البحث في معاجم اللغة، أو كتب الصرف والنحو على جموع التكسير دون قواعد أو ضوابط، مع كثرة الجموع السماعية التي لا ضابط لها، ولا قياس، وهذا ما حمل كثير من العلماء على القول إن جموع التكسير لا تخضع صيغه للقياس، وإنما تخضع للسماع.2.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:18 م]ـ
هذا من جانب، ومن جانب آخر كان على النحاة من باب أولى ألا يطلقوا سمة الشذوذ على الألفاظ التي خرجت عن القواعد الأساس لتلك الجموع بحكم ورودها في القرآن الكريم، وارى أن أحدا لا يقول بأن بعض ما ورد في القرآن الكريم شاذ لخروجه عن القاعدة، ولكن نقول إنه قليل، إذا ما قورن بالقياس.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:19 م]ـ
2 ـ ويقاس في كل اسم رباعي مؤنث تأنيثا معنويا بدون علامة تأنيث قبل آخره حرف مد. مثل: ذراع: أذرع، عناق: أعنق، يمين: أيمن.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:20 م]ـ
ثانيا ـ أفْعِلة:
يقاس لنوعين من الأسماء المفردة:
1 ـ في كل اسم مفرد مذكر رباعي قبل آخره حرف مد.
مثل: فؤاد: أفئدة، طعام: أطعمة، عمود: أعمدة، رغيف أرغفة.
48 ـ ومنه قوله تعالى: {فإذا ذهبب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} 3.
وقوله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} 4.
2 ـ كل اسم على وزن " فَعال، أو فِعال " بكسر فائه أو فتحها، ويشترط فيه أن تكون عينه ولامه من جنس واحد، أو أن يكون معتل اللام.
نحو: زمام: أزمّة، رداء أردية، قباء: أقبية، وعاء: أوعية، أناء: آنية.
49 ـ ومنه قوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة} 1.
وقوله تعالى: {فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه} 2.
وقد خالف القاعدة السابقة بعض الأسماء المستوفية للشروط، ولكنها جمعت على غير القياس، ومنها: عمود: عَمَد.
50 ـ نحو قوله تعالى: {في عمد ممددة} 3.
وفي المعجم الوسيط جمع عمود على: أعمدة، وعُمُد، وعَمَد. 4.
ومنه: حمار وتجمع على: حُمُر، وحمير.
51 ـ نحو قوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة} 5.
وقوله تعالى: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} 6.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 06:21 م]ـ
ثالثا ـ أفعال:
ويجمع عليه كل اسم ثلاثي لا يجمع على " أفعُل "، ويشمل:
1 ـ الثلاثي المعتل العين. مثل: باب: أبواب، وناب: أنياب، وثوب: أثواب، وسيف: أسياف، وبيت: أبيات.
52 ـ ومنه قوله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} 7.
2 ـ الثلاثي المبدوء بالواو. مثل: وكر: أوكار، وغد: أوغاد، وقت: أوقات، وهم: أوهام، وصل: أوصال، وقف: أوقاف، وصف: أوصاف.
3 ـ الثلاثي المضعف. مثل: جد أجداد، وعم: أعمام.
¥