تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أحكام (لا سيما)]

ـ[عمرمبروك]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 06:04 م]ـ

أحكام (لا سيما)


اعلم رحمك الله أن الذي يلي لفظ (لاسيما) له حالتان التنكير والتعريف، فإن كان نكرة جاز فيه ثلاثة أوجه؛ الجر والرفع، والنصب، فالجر وهو أرجحها بإضافة (سيَّ) إليه و (ما) زائدة، بينهما مثلها: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}. والرفع خبر لمحذوف وجوبا، و (ما) موصولة، أو نكرة موصوفة، أي ولا مثل الذي. أو شيء هو كذا على الوجهين، ففتحة (سيَ) فتحة إعراب لأنه اسم لا مضاف، وخبرها محذوف أي موجود، وحذف المبتدأ في هذا المحل مقيس غير شاذ، لأنهم أي النحاة نزلوا (لا سيما) منزلة (إلا) الاستثنائية، فناسب ألا يصرح بعدها بجملة، فإن قيل زيد الصالح، فلا استثناء لطول صلة النعت، كما نبه عليه ابن عقيل أي في شرحه على الألفية، لا يقال إن شرط عملها في النكرات و (سيَّ) قد عرفت بالإضافة فلا عمل لـ (إلا) فيها لأنا نقول منع من ذلك توغلها في الإبهام كـ (غيرٍ) و (مثلٍ) و (شبهٍ) فلا تعرفها الإضافة. والنصب على التمييز، و (ما) كافة، وفتحة (سيَّ) فتحة بناء، وإلى ما تقدم أشرت بقولي:
وما يلي لا سيما إن نكرا فاجرر أو ارفع ثم نصبه اذكرا
في الجر (ما) زيدت وفي الرفع ألف وصف لما قلّ أو تنكر وصف
وعند رفع بالتنوين مبتدى قدر وانصب مميزا في هذا الأخير.
أي قدر مبتدأ عند رفع، وفي رفع وجر أعربن بنون التوكيد الخفيفة (سيّ) تفي.
وانصب مميزا؛ أي انصب حال كونك مميزا، وقد علم بناء (سيّ) في هذا الأخير، من التقييد بالإعراب في ذينك. وقد روي قول الشاعر امرئ القيس في معلقته:
ولا سيما يوم بدارة جلجل. بالأوجه الثلاثة وإلى هذا أشرت بقولي:
وقل لاسيما يوم بأحوال بالتنوين ثلاثا بدل مما قبله فاعلما.
قال العلامة الفارضي في شرحه على الألفية بعد أن ذكر البيت المستشهد به فعلى رواية الجر تكون (سيّ) بمعنى مثل، وهو مضاف ويوم مضاف إليه، وما زائدة، وعلى راوية الرفع تكون ما موصولة، ويوم خبر لمحذوف، أو نكرة موصوفة، والتقدير: لا مثل الذي هو يوم، أو لا مثل شيء هو يوم النصب على التمييز، كما يقع التمييز بعد مثل، في نحو {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} وما كافة عن الإضافة، وفتحة (سيّ) بناء مثلها في لا رجل على ما تقدم، وذكر وجها آخر وهو أن ما موصولة، وبدارة جلجل من معنى الاستقرار، ثم قال:
وفتحة (سيّ) في الصور الثلاثة فتحة إعراب يعني بها حالة الجر والرفع والنصب على الظرفية، وذلك لأن (ما) إن كانت موصولة فهي معرفة واسم لا التبرئة لا يكون معرفة، وإن كانت غير موصولة (فسي) مضافة، لما بعدها، إن كانت (ما) زائدة، أو مضافة لـ (ما) إن كانت نكرة موصوفة، واسم لا المبني لا يكون مضافا، انتهى. وقد علمت رده بما تقدم، بأنها لا تعرف بالإضافة فتأمل. قال ابن مالك: إذا كانت ما موصولة لها جاز وصلها بفعل أو بظرف نحو: أعجبني كلامك لاسيما تعظ به. ويعجبني التهجد لاسيما عند زيد، انتهى، هذا إذا كان ما بعدها نكرة، فإن كانت معرفة، جاز الأولان، أعني الجر والرفع، إن ضفت الرفع بأن فيه حذف الفايد المرفوع مع عدم الطول وإطلاق (ما) على من يعقل في نحو ولا سيما زيد وامتنع الأخير، أعني نصبه أي عند الجمهور وإلا فقد نقل بعضهم جوازه نحو: أكرمت القوم لا سيما زيدا، وإلى أشرت بقولي:
والنصب إن يعرف اسما فامنعا .................................
وأشرت قولي:
....................... وبعد سيّ جملة فأوقعا
أجاز ذلك الرضي كما نقله العلامة الحفني في حاشية الشنشوري،
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير