أتكف "ما" الزائدة عند اتصالها بإنّ وأخواتها عملها دائماً؟
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 07:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي الكرام ..
أضع بين أيديكم سؤالاً حيرني، وكل مناي أن أجد الجواب الشافي ..
أتكف "ما" الزائدة عند اتصالها بإنّ وأخواتها عملها دائماً، أم أن لذلك شروطاً؟ وما إعراب قوله تعالى: (إنما صنعوا كيدُ ساحر)؟
دمتم ..
أختكم ..
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 08:07 م]ـ
يشرفني أن أكون من يجيبك.
لي استفسار: هل سبب السؤال هو الآية؟ أو أن السؤال عام؟
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 09:19 م]ـ
هو سؤال عام، لأن اتصال "ما" بإن وأخواتها يسبب إشكالاً لدي في الإعراب، وأما الآية لأني اطلعتُ على وجهين في إعرابها، ولم أدر أيهما الأصوب، فالوجه الأول أعرب "كيدُ" خبراً لإن، والوجه الثاني أعربها خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو.
دمت بخير ..
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 10:07 م]ـ
أظنها تكف عمل النصب دائما فترفع اسم إن وخبرها.
وليس يحضرني مثال يثبت العكس.
ويظل الأمر متعلقا بالآية الكريمة, وقد قرأت في إعرابها أن "ما" اسم موصول ألصق ب"إن", أي اللأصل "إن ما صنعوا", ويظل الرسم المصحفي توقيفيا ولا يعتمد عليه في إثبات ذلك إلا من خلال التفاسير والإعرابات من قبل العلماء.
ولعل الإخوة يفيدوننا بفصل الخطاب في المسألة
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 10:58 م]ـ
ويظل الأمر متعلقا بالآية الكريمة, وقد قرأت في إعرابها أن "ما" اسم موصول ألصق ب"إن", أي اللأصل "إن ما صنعوا", ويظل الرسم المصحفي توقيفيا ولا يعتمد عليه في إثبات ذلك إلا من خلال التفاسير والإعرابات من قبل العلماء.
ربما تكون على صواب، وربما تكون "ما "حرفاً زائداً، وتكون "كيدُ" واقعة بعد إلا معنوياً، والتقدير: ما صنعوا إلا كيدُ ساحر، وهذا السياق يبث الأمن في نفس موسى، لما فيه من التقليل من شأن صنيعهم، أما أن نعتبرها "ما" موصولة، والتقدير: إن الذي صنعوا كيدُ ساحر، والعائد من جملة الصلة محذوف، والتقدير "صنعوه"، فالسياق يفيد التأكيد، وهذا الوجه يراه الكوفيون، والله أعلم.
ـ[مدرس النحو.]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 11:20 م]ـ
ما الزائدة تكف إن وأخواتها عن العمل إلا إذا اتصلت بليت، فإن
الأمر يجوز أن تعمل ليت مثل: ليتما المسلمين كثيرون.
ويجوز ان تهمل ليت مثل: ليتما المسلمون كثيرون.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 01:28 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وقد لخص الشيخ محمد محيي الدين، رحمه الله، أقوالكم، أيها الكرام، في تحقيقه لشرح قطر الندى فقال ما ملخصه:
وأما قوله تعالى: (إنما صنعوا كيد ساحر)، ففيها ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: وهو قراءة من نصب "كيد ساحر"، فتكون "ما" حرفية كافة، وتنصب "كيد" على المفعولية لـ "صنعوا".
والوجه الثاني: وهو قراءة من رفع "كيد ساحر"، فتكون "ما": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب اسم "إن" وجملة "صنعوا": صلة الموصول، و "كيد ساحر"، خبر "إن" المرفوع، وعائد الصلة محذوف، فتقدير الكلام: إنما صنعوه كيد ساحر.
والوجه الثالث: في قراءة من رفع "كيد ساحر"، أيضا، فتكون "ما" مصدرية وهي مع مدخولها في تأويل مصدر منصوب يكون اسم "إن"، وخبرها "كيد ساحر"، فيكون تقدير الكلام: إن صنعهم كيد ساحر، والله أعلم.
بتصرف من "سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى"، ص154_156.
ويضاف إليها الوجه الذي ذكرته الأخت الكريمة قبة الديباج وهو:
أن تكون "ما "حرفاً زائداً، وتكون "كيدُ" واقعة بعد إلا معنوياً، والتقدير: ما صنعوا إلا كيدُ ساحر، وهذا السياق يبث الأمن في نفس موسى، لما فيه من التقليل من شأن صنيعهم. اهـ
ولكن يكون "كيد" هنا بالفتح لا الضم، لأن الصيغة صيغة استثناء مفرغ، فتحذف "ما" و "إلا"، وتؤول الجملة إلى: صنعوا كيد ساحر، فـ "كيد": مفعول به منصوب، والله أعلم.
وإضافة لكلام الأخ الكريم: مدرس النحو، فمن شواهد كف "ليت":
قول الفرزدق:
أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ******* أضاءت لك النار الحمار المقيدا
فمعنى الكف:
أن تكف عن اختصاصها بالجملة الاسمية، وهذا واضح في هذا البيت، إذ دخلت على جملة فعلية "أضاءت".
وأن تكف عن العمل في المبتدأ، فلا تنصبه، جوازا، كما قال مدرس النحو، وعليه قول النابغة:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ******* إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ففي رواية رفع "الحمام"، يكون بدلا من المبتدأ المرفوع "هذا"، الذي كفت "ليت" عن العمل فيه لاتصالها بـ "ما"، وعليه يرفع "نصفه" بالعطف عليه، فتقدير الكلام: ألا ليتما هذا الحمام أو نصفه.
وأما رواية النصب، فـ "ليت" فيها عاملة، و "هذا" اسمها، و "الحمام": خبرها منصوب، و "نصفه" منصوب بالعطف عليه.
بتصرف من "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب"، للشيخ محمد محيي الدين، رحمه الله، ص301_304.
والله أعلى وأعلم.
¥