[ألا تجيبوه ..]
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 11:34 ص]ـ
ثبت في الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من كان معه من أصحابه يوم أحد، وهو على قمة الجبل أن يردوا على كفار قريش لما قالوا: لنا العزى ولا عزى لكم؟! فقال لهم يومئذ: ألا تجيبوه؟ .. وما زلت مذ ذاك اليوم لا أجد مسوغا لحذف نون الفعل، إذ الأصل في جملة الطلب: ألا تجيبونه؟ وعبير يسأل: ألا تجيبونه؟!
لقد أفدت علما جما في العربية من دروس محمد صلى الله عليه وسلم، وها أنا ذا - بتحفظ شديد على هذه الصيغة - أرقب درسا آخر في مدرسته الملآى بالفوائد!!!
ـ[أنا البحر]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 07:59 م]ـ
قرأت في أحد الأبحاث التي اهتمت بدراسة الحديث النبوي أن حذف النون دون ناصب أو جازم نادر, إلا أنه لغة فصيحة كما أشار بعض شراح البخاري.
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي الفاضل: نور اليقين ..
بحثتُ عما ذكرت في كتب الصحاح والسير، فوجدتُ عدة روايات لهذه الحادثة وقد أوردتُ بعضها:
- ورد في الجامع الصحيح المختصر "صحيح البخاري" / الجزء الثالث / ص:1105 / رقم الحديث: 2874:
" ... ثم أخذ يرتجز اعل هبل اعل هبل قال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا تجيبونه). قالوا يا رسول الله ما نقول؟ قال (قولوا الله أعلى وأجل). قال إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا تجيبونه). قال قالوا يا رسول الله ما نقول؟ قال (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم) ".
- وورد في صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان / الجزء:11 / ص:40 / رقم الحديث: 4738:
" فقال: اعل هبل اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجيبوه) فقالوا: ما نقول؟ قال: (قولوا: الله أعلى وأجل) فقال أبو سفيان ألا لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أجيبوه) قالوا ما نقول؟ قال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم) ".
- وورد في البداية والنهاية لابن كثير / الجزء: الرابع / ص:25، لفظ (أجيبوه).
- وورد في زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم / الجزء الثالث / ص:172، لفظ (ألا تجيبونه).
وبالمقابل وجدتُ في بعض التفاسير وكتب التاريخ والسير، كتفسير ابن كثير، والبغوي، والطبقات الكبرى لابن سعد، وغيرها .. اللفظ المشكل الذي ذكرته (ألا تجيبوه).
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 11:37 ص]ـ
بارك الله فيكما وأدام عزكما ..
مسألة الندور ليست غريبة في كلام الله تعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، وما هي إلا اهتمام الشارع بكلام عامة العرب .. فكما وحدهم على دين واحد فإنه جمعهم على لغة واحدة! ولا مثلبة في فصاحة النص وبلاغته على ما تفضلت به أستاذتي الفاضلة أنا البحر ..
وما نقلته أستاذتنا قبة الديباج واف وكاف إن شاء الله تعالى في ثبت النسبة وصحتها وسلامتها من الطعن .. ولعل النقل قد تباين عند الرواة، فكان الخلاف بينا في حل إعراب هذا الإشكال. وفكه أحوط وأسلم من الطعن .. فقد وقع بين يدي أمس كتيب لابن مالك في حل مشكلات اللجامع الصحيح للبخاري، ذكر فيه أن حذف النون منتشر كلام العرب إيثارا للخفة والتماس لاسبابها، إذ العربي الفصيح يميل إلى ذلك بطبعه وسليقته!!! ا, ه وقد أحسن ابن مالك تخريجا، فأكرم به من عالم؟!
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 01:13 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وقد يرد العكس، في لغة العرب، فيرفع ما حقه النصب أو الجزم، كما في:
قول الشاعر:
أن تقرآن على أسماء ويحكما ******* مني السلام وأن لا تشعرا أحدا
والقياس: أن تقرآ، بنصب الفعل، كما في الفعل "تشعرا" في الشطر الثاني.
ولكن "أن" في الشطر الأول أهملت حملا على أختها "ما" المصدرية، وهذا قول البصريين الذي رجحه ابن هشام، رحمه الله، في المغني.
وقول الآخر:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ******* بما لاقت لبون بني زياد
و:
ألم يأتيك والأنباء تسري ******* بما لاقت سراة بني تميم
والقياس فيهما: ألم يأتك، بجزم الفعل، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)، فهي عكس مسألة: "ألا تجيبوه " المطروحة، وهي ضرورة لا يقاس عليها، والله أعلى وأعلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=79581#post79581) حديث آخر مشابه لهذا.
مع التحية الطيبة