تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال حول الاشتقاق من الدكتور عبد الرحمن السليمان، وجواب من الدكتور فاروق المواسي]

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 03:38 م]ـ

[سؤال حول الاشتقاق من الدكتور عبد الرحمن السليمان، وجواب من الدكتور فاروق المواسي]

أخي الحبيب الدكتور فاروق،

قرأت لك في أحد الأماكن قولك: "إن للمغاربة صولات وجولات في الاشتقاق". ويوحي هذا القول باستحسانٍ للاشتقاقات المغربية التي لا تخلو من جرأة لغوية بادية تهدف إلى السهولة والدقة في آن واحد. من هذه الاشتقاقات الجريئة قولهم:

"تَقَهْوَنَ": "تناولَ القهوة في الصباح"؛

"تَأَسْلَمَ تَأَسْلُماً" فهو "مُتَأَسْلِمٌ": "أصبحَ سلفياً/أصولياً"! ومنه: "ظاهرة التأسلم" أي "الظاهرة السلفية الأصولية"، وكذلك "مُتَأَسْلِمُو العصر؛ المُتَأَسْلِمُون": "السلفيون/الأصوليون"؛

"تَمَظْهَرَ": "اتخذ مظهراً ما"؛ تظاهر بمظهر ما

• "تَمَخْزَنَ": "باع ذمته للمَخزن"، والمخزن هو الدولة!

• "تَمَدْرَسَ": "ذهب إلى المدرسة وداوم على الدراسة فيها". ومنه: "بلغَ سِنُّ التَّمَدْرُس" وهي السن التي يلزم الطفل فيها بالالتحاق بالمدرسة والمثابرة على الدراسة فيها؟

وسؤالي هو: ما رأيك في هذه الاشتقاقات؟! هل تجد فيها جرأة لغوية تستحق الاهتمام والاقتداء بها، أم ترى فيها خروجاً على اللغة وأصول الاشتقاق فيها؟!

وتحية عبدرحمانية!

الدكتور فاروق مواسي: تحيتي ومحبتي

الشكر الأوفى على تحفيزكم الهمة!

وبعد، فإن (تقهون) تختلف عن الكلمات الأخرى بعدها، بسبب زيادة النون، وهذه الزيادة كانت معروفة في اللغة قديمًا وخاصة في الأسماء، على نحو: رَعشن، ضَيفن، خِلبن (المرأة الخرقاء) وقَرطن .... (للتوسع انظر: المزهر للسيوطي ج2 260)

والعامية أكثرت من هذه الزيادة: تقهون، تهمجن، تحرمن، تركبن، فرعن، روحن (او تروحن) ....

وللتذكير فإن تَقَهْوَنَ": ليست مشروطة في العامية أن يكون معناها "تناولَ القهوة في الصباح"؛ بل يمكن في كل وقت. (إلا إذا كان الفعل زمنيًا خاصًا في سورية، ولا أدري)

أما صيغتا فعلل وتفعلل وكذلك تمفعل ومفعل فقد وردت مثل هذه الزيادات في العربية القديمة (ينظر: كامل مراد: نشأة الفعل الرباعي في اللغات السامية الحية، القاهرة - 1963 وأذكر منها: تمدرع، تمندل، تمنطق تموضع، تمشرق، تمسكن مرحب، مسهل، .......

وبالطبع، فقد توسعنا في اشتقاقات على غرارها في لهجتنا المحكية، حيث أخذت تدخل إلى الصحف: مسرح، تمسرح، تمذهب، تأسلم، ويمكن بدون التاء

"تَمَظْهَرَ"، تمترس، استمدر (على غرار استنوق).

إن رأيي في مثل هذه الاشتقاقات هو أن فيها جرأة لغوية تستحق الاهتمام ويمكن الاقتداء بها، ولكن بشرطين:

أولا ألا تنافس معنى آخر، لأن اللغة بحاجة إلى تحديد وتدقيق، فلا نقول مثلا (تطيّر) بمعنى ركب الطائرة، (تشمم) بمعنى اشترى الشمام، لأن هناك المعنى الآخر المعروف.

وثانيًا – ألا يسبب ذلك إلى التقعر اللفظي أو السخرية في اختيار اللفظة الجديدة، نحو فكسست (أرسلت فاكسًا) فالأفضل فكسلت. أؤيد التجديدات إذا وردت في سياقها، فما المانع من معجن، مأسس، تمأسس، تمخطر، تمصرف ....

وحبذا أن يتأتى التجديد ممل له باع في اللغة والأدب، حتى لا يكون الأمر لكل من هب ودب.

هناك كتاب جاد حول: الفعل الرباعي كتبه د. إلياس عطا الله (الناصرة – 2000)، وجدير أن نستأنس برأيه.

وقبل أن أنهي تذكرت في هذا السياق حديثًا لابن مسعود، وهو يخاطب امرأة سألته أن يكسوها جلبابًا، فقال لها:

إني أخشى أن تَدَعي جلباب الله الذي جَلْبَبك، فقالت: ما هو؟ فقال: بيتك .....

وقد قرأت في المزهر للسيوطي في سياق السخرية من استخدام المزج بين العربية والفارسية في الخطاب:

يقولون لي شَنْبِذْ ولست مشنبذًا

طوال الليالي ما أقام ثبير

وشنبذ مأخوذة من (شون بوذ = كيف) الفارسية ... ويبقى لنا من الموضوعة أنه اشتق رباعيًا جديدًا، بل جعل منه اسم فاعل.

آسف لأنني لم أستطع حصر جميع ما كتبته سابقًا، فلعلني بالغ بهذا الغيض أمرا.

وتحية فاروقية

أرسلت بتاريخ: 8/ 16 8:42:57


د/ فاروق مواسي
على الرابط التالي:
http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?forum=31&post_id=3143#forumpost3143

ـ[لخالد]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 11:24 م]ـ
السلام عليكم

جزاك الله خيرا على هذا النقل.
حقيقة لغة الكتب المترجمة و البحوث العلمية بها الكثير من الكلمات المرتبطة بالمصطلحات الأجنبية ,و التي نجدها على هذا الشكل.

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 11:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم ...
وبارك الله بك ووفقك لما يحبه ويرضاه ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير