فلا نقول في " معلمون ": معلمونان "، ولا في " معلمات ": " معلماتان ".
وتمتنع تثنية المثنى، وجمعي السلامة، كيلا يجتمع إعرابان بعلاماتهما على كلمة واحدة في حالة التثنية، ولتعارض معنى التثنية وعلامتها مع معنى الجمع السالم بنوعيه وعلامتهما.
فلا يصح تثنية الجموع التي لا واحد لها من مفردها. فلا نقول في: أبابيل: أبابيلان، ولا في: عبابيد: عبابيدان.
2 ـ أن يكون معربا. والمعرب: ما تغير شكل آخره بتغير موقعه الإعرابي.
نحو: محمد، ورجل، وشجرة، وفاطمة، ومعلم.
ولا يثنى المبني من الأسماء كالضمائر، وأسماء الموصول، والاستفهام، والإشارة، وأسماء الشرط، ونحوها.
أما بعض الأسماء المثناة وهي مبنية في حالة الإفراد، مثل اللذان واللتان، وذان، وتان، وهذا وهاتان، فلا يقاس عليها ل، لأنها وردت عن العرب بصيغة المثنى، وليست مثناة حقيقة.
4 ـ ومنها قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 1.
وقوله تعالى: {فذانك برهانان من ربك} 2.
ـــــــــــــ
1 ـ 16 النساء. 2 ـ 32 القصص.
3 ـ ألا يكون مركبا:
فلا يثنى المركب تركيبا مزجيا. نحو: حضرموت، وسيبويه. فلا نقول: حضرموتان،
ولا: سيبويهان، ولا: بعلبكان. ولكن تصح التثنية بالواسطة، أي بزيادة كلمة " ذوا " قبل العلم المركب تركيبا مزجيا المراد تثنيته، ويقع الإعراب على الكلمة المزادة، أما العلم المركب تركيبا مزجيا فيعرب مضافا إليه.
في حالة الرفع نقول: اشتهر ذوا سيبويه بصناعة النحو.
وشاهدت ذاتي حضرموت، أو ذواتي حضرموت.
وتجولت بذاتي بعلبك، أو ذواتي بعلبك.
ويحتفظ الاسم المركب تركيبا مزجيا بإعرابه قبل التثنية، وهو الجر بالفتحة لمنعه من الصرف.
وما ذكرناه في المركب المزجي ينسحب على المركب الإسنادي. فنقول في:
جاد الحق، وتأبط شرا.
جاء ذوا جاد الحق. وصافحت ذوي تأبط شرا. ومررت بذوي تأبط شرا.
ويبقى إعراب المركب الإسنادي على حاله قبل التثنية، فيكون مبنيا على الحكاية في محل جر مضافا إليه.
أما المركب تركيبا إضافيا. نحو: عبد الله، وعبد الرحمن.
يثنى صدره دون عجزه. نقول: جاء عبدا الله. رأيت عبدي الله.
وسلمت على عبدي الله.
أما العلم المركب تركيبا وصفيا، نحو: الطالب المؤدب، والمعلم المخلص.
يثنى جزءاه معا " الموصوف، والصفة "، ويعربان بالحروف.
نقول: جاء الطالبان المؤدبان. وكافأت المعلمين المخلصين.
وأثنيت على المعلمين المخلصين.
4 ـ يشترط فيه التنكير.
فالعلم لا يثنى. فلا نقول في: محمد: محمدان، ولا في: عليّ: عليان، ولا
في: أحمد: أحمدان، ولا في: إبراهيم: إبراهيمان.
لأن الأصل في العلم أن يكون مسماه شخصا واحدا.
أما إذا اشترك عدة أفراد في اسم واحد جاز تثنيته، وهو حينئذ صار في حكم النكرة، فتدخل عليه " أل " التعريف. نقول: جاء المحمدان، ورأيت العليين.
وسلمت على الإبراهيمين.
كما يعوض عن العلمية بالنداء. فنقول: يا محمدان، وياعليان.
وهذا مضمون قول ابن يعش في شرح المفصل " اعلم أنك إذا ثنيت الاسم العلم ينكر ويزال عنه تعريف العلمية لمشاركة غيره له في اسمه، وصيرورته بلفظ لم يقع به التسمية في الأصل، فيجري مجرى رجل وفرس، فقيل: زيدان، وعمران، كما قيل رجلان، وفرسان، والفرق بينهما أن الزيدين والعمرين مشتركان في التسمية بزيد وعمرو، والرجلان والفرسان مشتركان في الحقيقة وهي الذكورية والآدمية " (1).
ولهذا فإن كنايات الأعلام لا تثنى لأنها لا تقبل التنكير، بل تلحق بالمثنى. (2).
نحو: كلمة " فلان "، و " علان " فلا نقول: فلانان، ولا علانان.
وإنما نقول: جاء فلان، وذهب علان.
كما أن هناك ألفاظ أخرى جاءت على هيئة المثنى. نحو: حنانيك، ودواليك، وسعديك ولبيك. وهي ألفاظ دالة على الإحاطة والشمول، وتعرب مفاعيل مطلقة منصوبة بالياء في جميع حالاتها. (3).
ــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج1 ص46.
2 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص56.
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص293.
نقول: لبيك اللهم لبيك.
ونقول: تعاقب على تقديم الحفل فلان وفلان وهكذا دواليك.
5 ـ الموافقة في اللفظ.
فلا يثنى اسمان مختلفان في لفظهما، أو عدد حروفهما، أو ضبطهما.
وما ورد عن العرب من الألفاظ المثناة، ولم تستوف الشروط المذكورة، فهو من باب التغليب. نحو: الأبوان مثنى الأب والأم، وهما مختلفان في اللفظ.
ونحو: العمران مثنى عمر بن الخطاب، وعمرو بن هشام، وهما مختلفان في حركة
الأحرف، وهكذا.
6 ـ الموافقة في المعنى.
فلا يثنى اللفظان المشتركان في الحروف، ولكنهما مختلفان في المعنى حقيقة، أو مجازا. فلا نقول: هاتان عينان. ونريد بإحداهما العين التي نبصر بها، وبالأخرى عين الماء الجارية.
أما ما ورد عن العرب مثنى لفظا، ومختلفا معنى فشاذ.
نحو قولهم: الأحمران للذهب والفضة، والأسودان للخبز والماء، ونحوهما.
7 ـ ويشترط فيه عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره.
فلا تثنى كلمتا " سواء "، و" بعض ". استغناء عنهما بتثنية " جزء "، و" سيّ ".
فنقول: جزءان، وسيان.
كذلك لا تثنى بعض الألفاظ الدالة على التوكيد. نحو: اجمع، وجمعاء للاستغناء عنهما في التثنية بلفظ " كلا "، و " كلتا ".
8 ـ وأن يكون له نظير في الوجود.
فلا يصح أن نثني كلمة " شمس "، ولا " قمر "، ولا " زحل "، ولا " سهيل "
فلا نقول: شمسان، وقمران، وزحلان، وسهيلان.
وقد ذكر عباس حسن أن هذا الشرط ثبت بطلانه بالاكتشافات العلمية لغزو الفضاء. حيث توصل علماء الفضاء إلى وجود شموس، وأقمار، وكواكب كثيرة متشابهة في التسمية، لذلك إذا ثنينا الألفاظ السابقة فلا حرج في ذلك. .
¥