ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:35 م]ـ
35 ـ ومنه قول الشاعر:
فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء
الشاهد: كلمة " أوه " بسكون الواو، وكسر الهاء، وهي اسم فعل بمعنى الفعل
المضارع: " أتوجع ".
ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع: بجل، وقد، وقط، وهي بمعنى: يكفي، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط "، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد "، و " قط " فتصبح " قدك "، و " قطك "، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي ".
ومن أسماء المضارعة أيضا: بخَّ، وبحْ، وبدْ، وبَهْ، وكلها بمعنى " أتعجب "، أو
" أمدح ". وهذه نادرة الاستعمال. ومنها: " زه " بمعنى " استحسن ".
ومنها: " أو "، و " واها "، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف ".
وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك "، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1)، ومعناها " التحريض ".
199 ـ قوله تعالى: (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) 2.
نحو قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} 3.
36 ـ ومنه قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر:
وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر، ولا يقبل علامة من علاماته، كياء المخاطبة، أو نون التوكيد.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
ومنه: آمين بمعنى استمع، و إيه بمعنى زد، وصه بمعنى اسكت، ومه بمعنى كف، وحي بمعنى أقبل، ورويد بمعنى أمهل، وتيد بمعنى رويد أيضا، وهلم بمعنى أحضر، وهات بمعنى أعطي، وها بمعنى خذ، وحيّهل بمعنى أئتي، وبله بمعنى دع، وتراك بمعنى اترك، ومناع بمعنى امنع، وأمثلتها على التوالي: قوله تعالى: {ولا الضالين) 1، آمين.
وإيه من حديثك الطريف.
وصه عن بذيء القول. وتماديت في الأذى فمه، وحي على الصلاة.
ومنه: إليك بمعنى اعتزل، وأمامك بمعنى تقدم، وعندك، ولديك، ودونك، وهاك، وها، وهي بمعنى خذ، ووراءك بمعنى تأخر، ومكانك بمعنى اثبت.
والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة، أو بحرف الجر. وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه، وإليّ بمعنى عجل، ومنه: إليّ الأمر. أي " عجل به. وإليّ بالأمر: أي: عجل به. ومنه: هيّأ، وهيت بمعنى أسرع. وهات بمعنى أعطنيه، ومنه قوله تعالى: (قل هاتوا برهانكم) 2.
ومنه: حيَّهل بمعنى أئت. نحو: حيهل الأمر أي: أئته.
و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين، والفتح مع التنوين، وحيهلا بالألف. فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي،
37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي:
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
وتعال بمعنى أقبل، وحذار بمعنى احذر.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 10:36 م]ـ
38 ـ ومنه قول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع، ومنه قول الراجز:
" فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال:
تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع، مع التذكير والتأنيث، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب.
نحو: صه أيها الولد. أو أيتها البنت. وصه أيها الولدان. أو أيتها البنتان.
وصه أيها الأولاد. أو أيتها الفتيات.
أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف، طابقت الكاف المخاطب.
فتقول: إليك الكتاب. وإليكِ الكتاب. وإليكما الكتاب. وإليكم الكتاب. وإليكن الكتاب.
عمل أسماء الأفعال:
تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها، فترفع الفاعل ظاهرا، أو مضمرا.
مثال الفاعل الظاهر: شتان خالدٌ ومحمدٌ. ومنه قولهم: هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل.
ومنه قول الشاعر:
هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال الفاعل المضمر قولهم: نزال، وصه، ومه.
ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة. ومنها اسكت، واكفف.
وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة.
أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا، وتنصب مفعولا به. نحو: دراك محمدا. أي: أدركه. وضراب عليا. أي: اضربه. فالفاعل في دراك، وضراب ضمير مستتر.
أما " محمد، وعلي " فهما مفعولان بهما. كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا. 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
يتعدى أيضا بالباء (1). نحو: حيَّهل بخليل.
ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر.
ويجب تأخير معمول اسم الفعل، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه.
فنقول: دراك محمدا. كما نقول: أدْرك محمدا.
ونقول: محمدا أدرك. ولا نقول: محمدا دراك (2).
أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير:
تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا، ومن قبل اللفظ أسماء، جعل لها تعريف وتنكير.
وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة النكرة منها استعماله منونا.
وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ: نزال، وبله، وآمين. وألزموا
بعضها التنكير كـ: كواها وويها. وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة. فما نونوه
قصدوا تنكيره كقولهم: صهٍ، وأفٍ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ، وأفْ بلا تنوين (3)
¥