ولا أوافق أخي المهاجر فيما ذكره من أنّ قوله: (بأبي أنتَ وأمي يا رسول الله) متعلقٌ بقَسَم محذوف؛ وذلك لأن المعنى لا يوحي إلى القسَم، ولكنه يوحي إلى ما ذكره الأخ (رورو)، وهو معنى الفداء، أي: أفديك بأبي وأمي يا رسول الله. والله أعلى وأعلم.
مع التحية للجميع
ـ[علي المعشي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:45 م]ـ
وكذا في القسم بـ: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، فإما أن يقال بأنه متعلق بخبر لمبتدأ محذوف وجوبا، فيكون تقدير الكلام: قسمي بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أي: قسمي حاصل أو كائن بـ: أبي وأمي أنت يا رسول الله، فالجار والمجرور متعلق بالخبر "حاصل أو كائن".
أو تكون جملة القسم مرفوعة على الابتداء، والخبر هو المحذوف، فيكون تقدير الكلام: بأبي وأمي أنت يا رسول الله قسمي.
أو يكون الأمر، كما قال "رورو"، فـ "بأبي": جار ومجرور، متعلقان بقسم محذوف تقديره (أقسم)، أي: أقسم بأبي وأمي أنت يا رسول الله، والله أعلى وأعلم.
أخي الحبيب مهاجر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فيما يتعلق بعبارة (بأبي وأمي أنت يا رسول الله) لا أرى وجودا للقسم؛ لأن تعليق الجار والمجرور (بأبي) بـ (كائن) أو (قسمي) أو (أقسم) كل ذلك يؤدي إلى أن يكون الأب وما عطف عليه مقسما به، وإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع هذه العبارة من أصحابه الكرام ولم ينههم عنها فإن ذلك يؤكد أنْ لا قسم في العبارة، وإلا كيف يوافقهم على القسم بغير الله؟
وما أعتقده ـ والله أعلم ـ هو التالي:
الجار والمجرور (بأبي) متعلق بفعل محذوف تقديره (أفدي) إذ التقدير:
أفديك بأبي وأمي يا رسول الله.
ولما كان الفعل قد حذف اقتضى ذلك حذف كاف الخطاب المتصلة به، فجيء بالضمير المنفصل (أنت) كتوكيد للمتصل المحذوف (الكاف)، وغرض التوكيد هنا رفع التوهم أن يكون المفدي غير رسول الله، إذ لو قيل: بأبي وأمي يا رسول الله (دون التوكيد) .. فربما يتوهم أن القائل يقصد مثلا: أفدي دِيني بأبي وأمي، يارسول الله .. ولكن عندما أكد بالضمير (أنت) زال احتمال الالتباس وتأكد أن المفدي إنما هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
والله أعلم بالصواب.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 07:56 م]ـ
بيان .. أعتذر
حينما شرعت في كتابة ردي الخاص بـ (بأبي وأمي ... ) لم يكن ردك موجودا ولما أرسلت وجدتك قد سبقتني إلى ذلك، ويبدو أننا كنا نحرر ردينا في وقت واحد وسبق أحدنا الآخر إلى الإرسال ..
تحياتي.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 10:35 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أحسنتم أيها الكرام، ما قلتموه في تقدير المحذوف في "بأبي وأمي أنت يا رسول الله" هو الصواب، لأن نية القسم فيها غير متصورة، فالتعلق بالفداء كما قال "رورو" هو الأنسب للمقام، وربما اشتبه الأمر علي لأنني ظننت المسألتين من باب القسم، وليستا كذلك، وما زاد الاشتباه علي، أنني نظرت أول ما نظرت إلى الباء في "بأبي" فافترضت، بادي الرأي، أنها باء القسم، فتقدير القسم هنا مؤداه القسم بغير الله، عز وجل، كما ألمح إلى طرف من ذلك علي، حفظه الله، بقوله: "وإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع هذه العبارة من أصحابه الكرام ولم ينههم عنها فإن ذلك يؤكد أنْ لا قسم في العبارة، وإلا كيف يوافقهم على القسم بغير الله؟ "، وهو أمر محظور شرعا، كما هو معلوم، والله أعلى وأعلم.
دمتم بخير أيها الأحبة.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 11:31 م]ـ
اللام في (لعمرك) ليست جارة لأن لام الجر إذا دخلت على ظاهر كسرت وعلى مضمر فتحت
ـ[علي المعشي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 01:00 ص]ـ
اللام في (لعمرك) ليست جارة لأن لام الجر إذا دخلت على ظاهر كسرت وعلى مضمر فتحت
مرحبا أخي الكريم
أتفق معك على أن اللام في (لعمرُك) ليست جارَّة .. ولكني أشير إلى أن لام الجر الداخلة على الظاهر تفتح وجوبا إذا كان هذا الظاهر مستغاثا .. وهذا استثناء من القاعدة العامة.
ـ[بيان محمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:38 ص]ـ
بيان .. أعتذر
حينما شرعت في كتابة ردي الخاص بـ (بأبي وأمي ... ) لم يكن ردك موجودا ولما أرسلت وجدتك قد سبقتني إلى ذلك، ويبدو أننا كنا نحرر ردينا في وقت واحد وسبق أحدنا الآخر إلى الإرسال ..
تحياتي.
أخي المعشي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ليس في الأمر حاجة إلى الاعتذار، فإنّك قد أحسنتَ وأجدتَ في إجابتك، وأضفتَ إلى إجابتي فضلاً كثيراً، فجزاك الله خيراً أخي الكريم.
مع خالص الود والمحبة.
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 10:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على التنبيه، وليس ما نحن بصدده داخلا في هذا الاستثناء،
أما القول بأن اللام جارة فلا يعرف عند أهل النحو فإن الذي قرأ كتب النحاة _القدماء_ يرى أنهم متفقون على أن هذه اللام ليست جارة، وكل الشواهد جاءتنا برفع (العَمر) لا بجره ومنها قوله:
لعمرك ما الأيام إلا معارة فما اسطعت من معروفها فتزود
وقوله:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول
وقوله:
إني لَعمرُ التي خطت مناسمها تخدى وسيق إليها باقر غيل
وقوله:
لعمرك ما في الأرض ضيق على امرىء
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل
بالإضافة إلى الآية التي ذكرت قبلا.