ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 03:18 م]ـ
إنّ المعاجم لا تنص على كل الجموع المستعملة للفظ.
أتفق معكم في ذلك.
أشار الدكتور عباس حسن صاحب كتاب النحو الوافي إلى بعض الجموع التي تتوافق مع الموازين الصرفية الصحيحة مع عدم ذكرها في االمعاجم العربية:
" والمراد بالصيغة المطردة ما تتطلب مفردا مشتملا على أوصاف معينة، إذا تحققت فيه جاز جمعه تكسيرا على تلك الصيغة دون تردد، ولا رجوع إلى كتب اللغة، أو غيرها لمعرفة وروده عن العرب، أو عدم وروده، فمثل هذا الجمع يكون صحيحا فصيحا ولو كان غير مسموع.
ولا يصح رفضه، ولا الحكم عليه بالضعف اللغوي، أو بشيء يعيبه من ناحية صياغته، أو وزنه، أو فصاحته، فصيغة " فعل " (بضم فسكون) – مثلا تكون جمعا مطردا لكل مفرد مذكر على وزن: " أفعل " أو مؤنث على وزن " فعلاء " بشرط أن يكون المفرد في الحالين مشتقا، دالا على لون أو عيب .... نحو: هذا أحمر، هؤلاء حمر – وهذه حمراء وهن حمر وذاك أخرس، وهم خرس – وتلك خرساء، وهن خرس ...........
وهكذا كل صيغة أخرى من جموع القلة أو الكثرة، فإن المفرد يطرد جمعه عليها إذا كان مستوفيا للشروط التي يجب تحققها فيه ليصلح أن يجمع على وزنها، فمتى تحققت تلك الشروط ساغ جمعه عليها من غير استشارة المراجع اللغوية، وساغ استعمال هذا الجمع بغير توقف لمعرفة رأيها فيه، أهو موافق لما تحتويه أم مخالف؟ فإن هذا التوقف لا مسوغ له بعد أن تحققت في المفرد كل الشروط والصفات التي جعلته صالحا لأن يجمع جمع تكسير على تلك الصيغة والوزن.
وما أكثر تعدد الجموع في المراجع اللغوية، وكثير منها مخالف في صيغته لصيغة الجمع المطرد، فلا يؤدي هذا – مع كثرة الصيغ المخالفة – إلى تخطئة المطرد، ولا إلى الحكم عليه بالضعف، أو العيب، وإنما يؤدي إلى أن لهذا المفرد جمعين للتكسير – أو أكثر أحيانا – وأن أحد الجمعين كثير شائع، فهو لهذا قياسي مطرد والآخر قليل في ذاته أو نادر؛ فهو سماعي ولا يجوز القياس عليه؛ لقلته الذاتية وندرته.
ولا اتخاذ وزنه مقياسا يجمع عليه مفرد آخر غير الذي ورد مسموعا فيه عن العرب؛ وهذا هو المسمى: بـ " جمع التكسير السماعي " أو " جمع التكسير غير المطرد ". ومن ثم يتبين خطأ من يتوهم أن كل جموع التكسير سماعي. وأن الرجوع في كل جمع إلى المظان اللغوية محتوم على من يعرف الأوصاف المشروطة في مفرد كل صيغة، ومن لا يعرف.
نعم الرجوع إلى تلك المظان محتوم على من لا يعرف تلك الأوصاف والضوابط. أما من يعرفها فله أن يصل من طريق معرفته إلى ما يريد من جموع التكسير المطردة في تلك المفردات. ولا تمنعه معرفته أن يرجع – إن شاء – إلى المظان اللغوية، ليستخدم ما تنص عليه من جموع أخرى مسموعة للمفردات التي معه؛ أي: أنه حر في استعمال جمع التكسير القياسي أو السماعي، من غير أن يفرض عليه الاقتصار على السماعي وحده.
وإلا كانت الضوابط المطردة والقواعد العامة المستنبطة من الكلام العربي الشائع – عبثا لا جدوى منه. فوق ما في البحث عن المسموع من عناء وإرهاق يبلغان حد العجز؛ بسبب كثرة المراجع وتنوعها وتباين طرائقها ......... " (1)
---
هوامش:
(1) النحو الوافي, المجلد الرابع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 07:03 م]ـ
إخواني الكرام، أنا معكم أن المعجمات لا تنص أحيانا على الجموع القياسية، ولكن هذا ليس معناه أن كل الصيغ القياسية يجوز استعمالها، وإنما ذلك عند عدم النص على الجمع، ولذلك يقول سيبويه وغيره كثيرا: استغنوا بجمع كذا عن كذا.
وأما جمع (أسطحة) فأرى بحثكم انصب على أنه جمع سطح، ومن ثم فيكون خطأ؛ لأن (فَعْلا) لا يجمع قياسا على (أفعلة).
ولكن إذا نظرنا إلى أن (أسطحة) جمع (سطيح) بمعنى (مسطوح)؛ فقد يكون للجمع وجه من الصواب؛ لأن السطيح بمعنى السطح، وإنما سمي السطح سطحا لأنه سطيح أي مسطوح، والله تعالى أعلم.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:09 م]ـ
الكريم "د. حجي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
جوزيت على هذا الإثراء!!
... لماذا هجرتنا هناك؟ نرغب ونطلب إعادة التفاعل؛ فهل ... ؟
... على يقين بتحقيق هذه الرغبة إن شاء الله تعالى!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:11 م]ـ
الكريم "أبو مالك"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
كلامنا انصب على "سطح"؛ لأنها المصاحبة في السياقات لهذا الجمع، كما أن "سطيح" لم يرد؛ لذا فهو بعيد.
... محاولة جادة أضافت؛ فجوزيت الخير!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 06:16 م]ـ
أخي الكريم (فريد البيدق)
(سطيح) مذكورة في المعجمات كاللسان والتاج
وفقك الله
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 12:45 م]ـ
الكريم "أبو مالك"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
جوزيت الخير!!
¥