تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد خطّأ البطليوسي أبا القاسم الزجاجي في هذا التعريف، لأنه تعريفا ناقصا، ولا تستقيم صحته حتى يزاد فيه " ولم يكن أحد جزأي الجملة المفيدة " أي: ما لم يكن خبرا، ولا مخبرا عنه.

ثم قال: وعرفه سيبويه بقوله: " ما جاء لمعنى ليس باسم، ولا فعل ".

وعلق البطليوسي على تعريف سيبويه، بأنه أتم التعريفات فائدة، ولو يدخله الخلل.

وتعرض البطليوسي لجملة من التعريفات، ورد عليها، فقال: لقد عرف الأخفش الحرف بقوله: الحرف ما لم يحسن له الفعل، ولا الصفة، ولا التثنية، ولا الجمع، ولم يجز أن يتصرف ". ثم علق على هذا التعريف بقوله: إنه خطأ، لأن الفعل داخل في هذا التحديد، فمن الأفعال ما لا يتصرف: نعم، بئس، وعسى، وكذلك أسماء الأفعال: صه، ومه، وغيرها.

وأورد تعريف المبرد للحرف فقال قال أبو العباس المبرد: " الحرف ما كان موصلا الفعل إلى اسم، أو عاطفا، أو تابعا لتحدث به معرفة، أو كان عاملا ".

وعلقق عليه البطليوسي بقوله: إنه فاسد أيضا، لأن الحرف ما تأتى لمعنى الاستفهام، ولمعنى الاستثناء، ولمعنى النفي، ولمعنى القسم، والتمني، والنهي، وغير ذلك. ثم استعرض تعريف أبي إسحاق الزجاج للحرف فقال: قال أبو إسحاق الزجاج:

" الحرف ما لم يكن صفة لذاته، وكان صفة لما تحته ".

نحو: مررت برجل فاضل، ففاضل صفة لذاته.

ونحو: مررت برجل في الدار، فقولك في الدار صفة لما تحته لا لذاته.

******

حديث شريف:

قال عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

ورد عليه البطليوسي قائلا: إن أبا إسحق قصد بالصفة المعنوية، لا اللفظية، والفعل يشترك مع الحرف في هذا المعنى.

فإذا قلت: مررت برجل يضرب زيدا.

فـ " يضرب " صفة معنوية، لا لفظية، وكذلك الجمل الخبرية تكون صفات بمعانيها، لا بألفاظها.

ثم استعرض تعريف أبي نصر الفارابي للحرف، فقال: قال الفارابي في تحديد الحرف: " الأداء لفظ يدل على معنى مفرد لا يمكن أن يفهم بنفسه ".

وعلق البطليوسي عليه بقوله: لقد حده دون أن يقرن باسم، أو كلمة، وهذا تحديد صحيح، وشبهه بتعريف سيبويه السابق، وبتعريفه نفسه.

كانت تلك جملة من التعريفات التي استعرضها البطليوسي في كتابه إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي، وتقويمه لها ورده عليها. ومن خلال استعراضنا السريع لما ذكره البطليوسي، لم نقف فيه على جديد في تعريف الحرف، أو وضع تعريف معين لما يمكن للنحاة الاتفاق عليه. وخلاصة ما سبق أن البطليوسي صحح ـ لا أكثر، ولا أقل ـ لبعض النحاة تعريفاتهم التي كان يرها فيها خللا من وجهة نظره لعدم دقة تعبيرها، ثم أقر بأن أدق التعبيرات في حد الحرف هو ما ذكره سيبويه في كتابه، ثم ما عرفه به البطليوسي نفسه.

********

تقسيم الأحرف من حيث عملها:

تنقسم الحروف من حيث الإعمال، والإهمال إلى قسمين: ـ

1 ـ أحرف عاملة: وهي الحروف التي إذا دخلت على الاسم، أو الفعل أثرت في إعرابه، وغيرته من حالة إعرابية إلى حالة أخرى مغايرة لما كان عليه الاسم، أو الفعل قبل دخول الحرف عليه، فإذا دخل حرف الجر على الاسم عمل فيه الجر، كأن نقول: الطلاب في الفصول، فكلمة الفصول أصبحت مجرورة بفعل حرف الجر " في " وعمله، وكذلك إذا دخل حرف النصب " لن " على الفعل، كأن نقول: لن أقول غير الحقيقة. نجد أن الفعل " أقول " قد تغير شكل أخره بفعل حرف النصب فيه، فقد عمل فيه النصب، وهكذا بقية الحروف العاملة، فهي تنزل بما بعدها من الأسماء، والأفعال الرفع، أو النصب، أو الجزم، أو الجر، وسنبين ذلك مفصلا في موضعه إن شاء الله.

2 - حروف غير عامله: وهي الأحرف التي إذا سبقت الاسم، أو الفعل لا تعمل فيه، ولا تؤثر عليه إعرابيا، كحروف النداء قبل الاسم، وحروف الاستفتاح، والسين، وسوف، وقد قبل الفعل، وغيرها من بقية الحروف غير العاملة،. وقد حصر النحاة الحروف العاملة، وغير العاملة في عدد معين، وإن كان هذا العدد قل عند البعض، وزاد عند البعض الآخر بسبب إدخال بعض الحروف في مواضع مختلفة عند بعض النحاة، وحذفها، أو عدم العمل بها عند آخرين.

ـ[عمرمبروك]ــــــــ[19 - 08 - 2006, 01:53 م]ـ

- اعتذار لأخينا أبو بلال اللغوي - فقد أخطأت في الاسم وذكرت (أبو الطيب)

نأسف على هذا الخطأ الغير مقصود

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير