تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تقديره (هم) ولا يجوز أن تعرب فاعلاً لفعل (يتعاقبون) ولعل عذر ابن مالك هو انه لم يطلع على نص الحديث المطوَّل، وانه قد اطلع على رواية مالك والبخاري فقط، ولم تقع بين يديه رواية البزاز، مع كون ابن مالك ممن يشهد لهم بسعة الحفظ والإطلاع على النصوص سواء أكانت شعرا ً أم قرآناً أم حديثاً (14)


(7) الكتاب لسيبويه 1/ 39
(8) أوضح المسالك لأبن هشام 1/ 345
(9) شرح ألفية ابن مالك للاشموني 2/ 46
(10) همع الهوامع للسيوطي 1/ 160، الاقتراح للسيوطي 19
(11) الموَّطأ الأمام مالك 132
(12) صحيح البخاري 1/ 45 - 46
(13) شرح ألفية ابن مالك للاشموني 2/ 48، حاشية الصبان على الاشموني 2/ 48
(14) بغية الوعاة للسيوطي 1/ 134

وإنكار النحاة على ابن مالك تسميته هذه اللغة (لغة يتعاقبون فيكم ملائكة) لا يعني أنَّ الحديث قد خلا من نصوص يمكن أن تحمل على (لغة أكلوني البراغيث) وإنما كان إنكارهم عليه منصبا على تسميته هذه اللغة بـ (لغة يتعاقبون فيكم ملائكة) قال السهيلي:
(الفيتُ في كتب الحديث المروية الصحاح ما يدل على كثرة هذه اللغة ... نحو ما جاء في قول وائل بن حجر في سجود النبي (): ووقعتا ركبتاه قبل أن تقع كفاه، ونحو قوله: يخرجن العواتق وذوات الخدور) (15)
وقد عزا النحاة (لغة أكلوني البراغيث) إلى طيّىء، ومنهم من عزاها إلى ازد شنوءة (16)
ونسبها الصفار في شرح الكتاب إلى بني الحارث بن كعب (17)

وإذا ما رجعنا إلى الشواهد الشعرية التي أوردها النحاة مستدلين بها على هذه اللغة فإننا لا نجد فيها إلا شاهدا واحدا منسوبا إلى شاعر طائي هو عمرو بن ملقط
في قوله:
ألفيتا عيناك عند القفا أولى فأولى لك ذا واقية (18)
أما بقية الشواهد فهي لشعراء منسوبين إلى قبائل عربية تتكلم باللغة العامة منهم عروة بن الورد العبسي
الملقب بعروة الصعاليك في قوله:
فأحقرهم و أهونهم عليه وان كانا له نسب وخير (19)
ومنهم احيحة بن الجلاح الاوسي في قوله:
يلومونني في اشتراء النخيل أهلي فكلهم ألوم (20)
ومنهم عبيد الله بن قيس الرقيات القرشي في قوله:
تولى قتال المارقين بنفسه وقد أسلماه مبعد وحميم (21)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(15) شرح الشواهد الكبرى للعيني مطبوع على هامش خزانة الأدب للبغدادي 2/ 460
(16) أوضح المسالك لأبن هشام 1/ 345، همع الهوامع للسيوطي 1/ 160
(17) شرح ألفية ابن مالك لأبن عقيل 1/ 468
(18) أوضح المسالك لأبن هشام 1/ 346، لسان العرب لأبن منظور مادة (صير)
(19) شرح الشواهد الكبرى للعيني مطبوع على هامش خزانة الأدب للبغدادي 2/ 463، معجم شواهد العربية لعبد السلام هارون 1/ 168
(20) شرح شواهد المغني للسيوطي 2/ 783
(21) شرح الشواهد الكبرى للعيني مطبوع على هامش خزانة الأدب للبغدادي 2/ 473، شرح ألفية ابن مالك لأبن عقيل 1/ 468

ومنهم أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله العتبي القرشي في قوله:

رأين الغواني الشيب لاح بعارضي فاعرضن عني بالخدود النواضر (22)

ومنهم الفرزدق التميمي في قوله:

ولكن دبافيّ أبوه وأمه بحور أن يعصرن السليط أقاربه (23)

ويبدو أن الذي دعا النحاة إلى الحكم بأن (لغة أكلوني البراغيث) هي لغة طيّىء و ازد شنوءة
وبني الحارث بن كعب هو أنهم وجدوا هذه اللغة شائعة في هذه القبائل عندما اختلطوا بها أبّان تدوينهم اللغة في القرون الأولى وأما انتقال هذه اللغة إلى غير هذه القبائل فتفسيره هو أن العرب كانوا متداخلين فيما بينهم إذ لم تكن هناك حواجز قوية تفصل بين هذه القبائل و سائر القبائل العربية، وان بعضهم يتأثر ببعض، وقد تنبه ابن جني إلى هذه الظاهرة فأشار إليها بقوله:
( ... وذلك لأن العرب وإن كانوا كثيراً منتشرين و خلقاً عظيماً في ارض الله غير متحاجزين ولا متضاغطين، فأنهم بتجاورهم وتزاورهم يجرون مجرى الجماعة في دار واحدة) (24)
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير