تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أو تأخر، نحو: زيد والله أن يقم أقمْ".

وذكر ابن هشام ذلك في كتابه (مغني اللبيب –2/ 168) أيضاً، إذ أورد من أمثلة حذف جواب القسم (إن جاءني زيد والله أكرمته)، إذ أثبت فيه جواب الشرط لتقدمه وحذف جواب القسم، كما أتى من أمثلة حذف الشرط قوله (والله إن جاءني زيد لأكرمنّه)، إذ أثبت جواب القسم لتقدمه وحذف جواب الشرط.

ما يميز جواب الشرط من جواب القسم:

الذي يميز جواب الشرط من جواب القسم أن جواب القسم يقترن بالفاء أو بجزم، وهو يقترن بالفاء إذا لم يكن صالحاً لأن يكون شرطاً، كأن يكون جميلة اسمية أو فعلاً جامداً أو طلبياً أو ماضياً لفظاً ومعنى أو اقترن بقد أو ما النافية أو لن أو السين أو سوف، أو صدر بربّ أو كأنما أو أداة شرط. فإذا كان الجواب صالحاً لأن يكون شرطاً فلا حاجة به إلى الفاء.

ويجوز الوجهان الربط بالفاء وتركه إذا كان الجواب مضارعاً أو منفياً بلا.

أما جزم المضارع إذا كان جواباً فهو واجب إذا كان الشرط مضارعاً، فإذا كان الجواب وحده مضارعاً، جاز الوجهان الجزم وتركه.

أما القسم فإن كان جوابه جملة فعلية مصدرة بمضارع مثبت اقتران باللام ونون التوكيد للاستقبال، ومن المفيد هنا أن نشير إلى أن النون المؤكدة هذه لا يؤكد بها الماضي ولا الحال، ولا ما ليس فيه معنى الطلب، وطرح هذه النون ضعيف في القَسَم.

قال تعالى:) قال فبعزتك لأغوينّهم أجمعين –ص /82. (ويكتفي هنا باللام إذا دخلت على جارّ، كقوله تعالى:) ولئن متّم أو قُتلتم لالى الله تُحشرون –آل عمران -158 (. وكذلك يكتفى باللام إذا كان للحال دون الاستقبال.

وإذا صدرت الجملة الفعلية مضارع منفي اقترن جواب القسم بـ (لا) النافية، كقوله تعالى:) وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت –النحل /38 (أو بأن النافية.

وإذا كانت الجملة فعلية مصدرة بماض مثبت متصرف اقترنت باللام وقد غالباً كقوله تعالى:) قالوا تالله لقد آثرك الله علينا –يوسف /91 (. وقول الفضل بن يحيى لسعيد بن وهب: "لئن قلّ القول ونزر لقد اتسع المعنى وكثر".

وإذا كان الجملة مصدّرة بجامد اقترنت باللام كقولهم "والله لنعم الخلق الصدق). أما إذا كانت مصدّرة بماض منفي اقترنت بما النافية، كقوله تعالى:

) ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك –البقرة /145 (.

وإذا كانت الجملة اسمية مثبتة اقترنت بـ (أن) مشدّدة أو مخففة، أو باللام، أو بهما، كقوله تعالى:) يس والقرآن الحكيم أنك لمن المرسلين –يس /1 - 3 وقوله تعالى:) حم والكتاب المبين انّا أنزلناه في ليلة مباركة –الدخان /1 - 3 (. فإذا كانت الاسمية منفية كان النفي بما الحجازية، العاملة عمل ليس، أو التميمية، غير العاملة، أو لا التبرئة، أي النافية للجنس. كقولك (والله ما زيد فيها ولا عمرو)، وقولك (والله لا يجعل في الدار) أو بأن النافية.

...

ومن أمثلة اجتماع القسم الشائعة مع تقدم القسم (لئن)، فاللام موطئة للقسم، أي مؤذية بأن ما بعدها جواب للقسم، لتقدمه، دون الشرط، والتقدير (والله لئن .. ). و (ان) هذه حرف شرط جازم. وقد جاء في التنزيل: "لأن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولُنّ الأدبار ثم لا ينصرون –الحشر /12 (. فقوله تعالى (لا يخرجون) جواب القسم، وقد أغنى عن جواب الشرط. ولان الجواب للشرط، لقيل (لئن أخرجوا لا يخرجوا معهم) بحذف النون.

وهكذا قوله تعالى: (لا ينصرونهم) فهو جواب القسم، ولو كان الشرط، لقيل (ولئن قوتلوا لا ينصروهم) بحذف النون. وشاهد آخر، قال الشاعر:

حلفت برب الراكعين لربهم * خشوعاً وفوق الراكعين رقيب

لئن كان برد الماء حرّان صادياً * إليَّ، حبيباً، إنها لحبيب

فجملة (أنها لحبيب) في البيت الثاني جواب القسم المذكور في البيت الأول وهو (حلفت) كما جاء في خزانة الأدب للبغدادي. ولو كان الجواب للشرط لقيل (فإنها لحبيب) مقترناً بالفاء.

ما جاء من الشعر خلافاً للقياس، فكان جواب فيه للشرط مع تقدم القسم:

قد جاء (لئن) في الشعر واتفق الجواب للشرط مع تقدم القسم، خلافاً للقياس، قال الشاعر:

لئن منيت عن غب معركة * لا تلفنا في دماء القوم ننتفل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير