ومنَ الأخطاءِ الَّتي وقفتُ عليها وتتعلَّق بالزِّياداتِ _ أيضاً _؛ ما وقعَ لمحقِّقِ كتابِ " تحفةِ الأشرافِ " الشَّيخِ عبدِ الصَّمدِ شرف الدِّين، حيثُ اعتبر إحدى هذه الزِّياداتِ حديثاً مُعلَّقاً في " صحيحِ مُسلِمٍ "، انظر لذلك تعليقنا في الحاشيةِ على الزِّيادةِ (رقم: 20).
لهذا كلِّه؛ وجدتُ في نفسي رغبةً مُلِحَّةً لجمعِ هذه الزِّياداتِ، وحصرها في مكانٍ واحدٍ؛ ليسهل على طالبِ العلمِ الرُّجوعُ إليها، والوقوفُ عليها، وحتَّى لا تتكرَّر مثل هذه الأخطاءِ، فقمتُ بتتبُّعِ هذه الزِّياداتِ في " صحيحِ مُسْلِمٍ " واستخراجها، وبعد ذلك قمتُ بمقابلتها بمُسَوَّدَةٍ _ عندي _ بخطِّ شيخنا الفاضل عبد اللَّه بن يوسف الجُديع _ حفظهُ اللَّهُ _ كان قد جمعَ فيها هذه الزِّيادات في أثناءِ عمله في الشركةِ العالمية للالكترونيات _كمبيوتر صخر_، في مشروعِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ، وجَمْعُهُ لهذهِ الزِّياداتِ كان بذكرِ الجزءِ والصَّفحةِ فقط، دونَ أيِّ تعليقٍ عليها، فقابلتها بما استخرجته من الزِّياداتِ، فوجدته قد كرَّرَ موضعينِ منها (6)، واستدركتُ عليه ستَّة مواضع (7) فاته ذكرها، اثنانِ منها ذكرهما النَّوويُّ في " شرحِهِ " على " صحيحِ مُسْلمٍ ".
• المنهجُ الَّذي اتَّبعته في هذا البحثِ:
1 _ قمتُ بمراجعةِ " صحيحِ مُسْلِمٍ " كلِّه، واستخراجِ هذه الزِّياداتِ.
2 _ مقابلتها مع مُسَوَّدَةِ شيخنا عبد اللَّه بن يوسف الجُديع، كما ذكرتُ آنفاً.
3 _ ترتيبُها حسب تسلسلها في " صحيحِ مُسْلمٍ "، وترقيمُها.
4 _ إنْ ذُكِرَتْ الزِّيادةُ بالسَّندِ والمتنِ منْ غيرِ إحالةٍ إلى متنِ مُسْلمٍ اكتفيتُ بها، أمَّا إنْ كان هناك إحالة بالسَّندِ والمتنِ إلى سندِ مُسلمٍ ومتنه مثل قوله: " بهذا سواء "، أو: " بهذا الحديثِ "، أو: " بهذا الإسنادِ "، وما شاكل ذلك، فإنِّي أُثبتُ أوَّلاً سندَ مُسْلِمٍ ومتنَهُ، ثمَّ أُتبعه بالزِّيادةِ.
5 _ التَّعليقُ عليها، والكلامُ على بعضِ رجالها جرحاً وتعديلاً، وتخريجُ ما يحتاج التَّخريج منها.
6 _ عملُ ترجمةٍ وافيةٍ لأصحابِ الزِّياداتِ.
7 _ عملُ دراسةٍ مختصرةٍ لهذه الزياداتِ.
8 _ ذكرتُ أسماء بعض المُصنَّفات في هذا الفنِّ.
هذا؛ وسمَّيته بـ: " إرشادِ المُسلمِ إلى زياداتِ الجُلُوديِّ وأبي إسحاق النَّيسابوريِّ على صحيحِ مُسلمٍ "، سائلاً المَوْلَى U أنْ يجعلَ عملنا _ هذا _ خالصاً لوجهِهِ الكريم، وأنْ يجعله في ميزانِ أعمالنا يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون، وأنْ يغفرَ لنا الزَّللَ والخطأ، وآخر دعوانا إنِ الحمد للَّهِ ربِّ العالمينَ.
كتبه
أبو عمر نادر بن وهبي بن مصطفى النَّاطور القنِّيريُّ
في يوم الثلاثاء: 9 _ جمادى الثَّاني _ 1414 هـ
الموافق: 23 _ تشرين الثَّاني _ 1993 م
الزَّرقاء _ الأردن
ترجمةُ أبي إِسْحَاقَ النَّيْسابوريِّ• اسمُهُ ونسبُهُ:
هو: إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سفيانَ، أبو إسحاقَ، النَّيسابوريُّ، الفقيهُ (8).
• رحلته في طلبِ العلمِ:
سمع أبو إِسْحَاقَ النَّيسابوريُّ من شيوخِ بلدِهِ، وأخذَ عنهم، ثمَّ يَمَّمَ بوجهِهِ إلى بقيَّةِ الأقطارِ الإسلاميَّةِ، فرحلَ وطوَّفَ كما هي عادةُ العلماءِ في عصرِهِ، قال الإمامُ الذَّهبيُّ: " وَرَحَلَ وسمعَ ببغداد، والكوفة، والحجاز " (9).
وقال الحاكمُ أبو عبدِ اللَّهِ: " سمع بنَيْسابور: محمَّد بن رافع القُشَيْريَّ، ومحمَّد بن أسلم الطُّوسيَّ، وأقرانهما، وبالرَّيِّ: محمَّد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وأقرانهما، وبالعراقِ: عمرو بن عبد اللَّه الأَوْديَّ، وسفيان بن وكيع، وبالحجاز: محمَّد بن عبد اللَّه بن يزيد المقرىء، وأقرانه " (10).
• شيوخُهُ:
1 _ إبراهيم بن بنت حفص (11).
2 _ أحمد بن حرب بن فيروز، أبو عبد اللَّه، النَّيسابوريُّ، الزَّاهدُ (12).
3 _ إسحاق بن عبد اللَّه بن محمَّد بن رَزِين، أبو إبراهيم، السُّلميُّ، النَّيسابوريُّ،
الخُشْك (13).
4 _ أيوب بن الحسن، الزَّاهدُ، الفقيهُ، الحنفيُّ.
5 _ الحسن بن بِشْر بن القاسم، السُّلميُّ، قاضي نَيْسابور، ومفتي أهل الرأي
ببلده (14).
6 _ الحسين بن بِشْر بن القاسم، النَّيسابوريُّ (15).
¥