تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح حديث " لا يدخلن رجل على مغيبة ... " من خلال تطبيق المنهج التحليلي]

ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد

فهذا شرح مختصر لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص في تحريم الخلوة بالأجنبية، قمت بشرحه أثناء دراستي لمقرر (حديث تحليلي) و قد حاولت جاهدة تطبيق المنهج التحليلي في الشرح.

و هي تجربة أولى بالنسبة لي، لذا فقد يكون غير مكتمل الجوانب و العناصر.

أسأل الله تعالى أن يفيد في هذا الشرح ..

(أرجو المشاركة و التعليق، و تصويبي حال الخطأ)

نص الحديث كما ورد في صحيح مسلم

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

كتاب السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية و الدخول عليها

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو. ح وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَهُ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ "، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ ". (1)

أولا: مناسبة الحديث للباب

أورد الإمام مسلم هذا الحديث في كتاب السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية و الدخول عليها

و في هذه الباب جمع الإمام مسلم بين ترجمتين:

الأولى (تحريم الخلوة بالأجنبية) و أورد الحديث الذي يدل على معناه.

و الثانية (الدخول عليها) - أي الأجنبية - و ساق حديث عبد الله بن عمرو.

و تبدو المناسبة واضحة بين الترجمة و نص الحديث، إذ ترجم للحديث بما يدل عليه معناه بلفظ مباشر.

و لما كانت الخلوة بالأجنبية محرمة بالأصل، أعقبها بما يستثنى من ذلك - مع توافر الشروط – و هو دخول الرجلين أو الثلاثة على الأجنبية - حتى تنتفي الخلوة - و لذلك جمع بين الحديثين في باب واحد .. و الله أعلم

ثانيا: إسناد الحديث

أ) تَميّزَ الإمام مسلم بالصنعة الإسنادية، و ذلك متمثل في جمعه لطرق الحديث الواحد و سوقها في موضع واحد. و هذا بلا شك يسهل للباحث النظر في الأسانيد و الطرق والألفاظ المختلفة التي ورد بها الحديث. و كثيرا ما يستخدم الإمام مسلم الرمز (ح) و يعني التحويل في الإسناد، كما في هذا الحديث، إذ ورد من طريقين، و هما قول الإمام مسلم:

1 - حدثنا هارون بن معروف. حدثنا عبد الله بن وهب. أخبرني عمرو ... الخ

2 - و حدثني أبو الطاهر. أخبرنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث ... الخ

إلا أن مسلما لم يجمع بين شيخيه بواو العطف، لتغاير لفظ الأداء، و معلوم من منهج الإمام مسلم التمييز بين التحديث و الإخبار.

و لأجل هذا النسق و الترتيب و العناية بالألفاظ، فضل بعض العلماء من المغاربة صحيح مسلم على البخاري (2). يقول الحافظ العراقي في ألفيته:

أول من صنف في الصحيح محمد و خص بالترجيح

و مسلم بعد و بعض الغرب مع أبي علي فضلوا ذا لو نفع

على أن هذا التفضيل لم يكن لأجل هذا الاعتبار فحسب بل لأجل غيره من الاعتبارات، و لكن " لو نفع هذا القول لقبل من قائله، لكنه لم ينفع لضعفه و مخالفة الجمهور " (3).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير