[اقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم]
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 10:34 م]ـ
أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ زَلاتِهِمْ
ضعيف.
هذا الحديث مروي من أوجه:
عن عائشة، وعن ابن عمر، وابن مسعود: ابن عباس وأنس، وزيد بن ثابت، وأبي بكر، وعمر، وأبي هريرة، رضي الله عنهم جميعا.
حديث عائشة:
مداره على أبي بكر بن عمر بن حزم،
واختلف عليه.
رواه:
أبو بكر بن نافع، واسمه أبو بكر مولى زيد بن الخطاب، فاضطرب فيه:
فمرة يقول: أبو بكر بن عمرو بن حزم، ومرة يقول: محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، ومرة يقول: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ.
فرواه
عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال قالت عمرة عن عائشة، مرفوعا، به. أخرجه إسحاق (1142) وأبو يعلى (4953) وابن أبى الدنيا في مكارم الأخلاق (62)
وعن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم قالت عمرة: قالت عائشة: مرفوعا، به. والبخارى فى الأدب المفرد (465) وابن حبان (94) والطحاوي في مشكل الآثار (1962)
وعن أَبي بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: قَالَتْ عَمْرَةُ، قَالَتْ عَائِشَةُ، مرفوعا به. أبو يعلى (4953) الطبراني في الأوسط (3139)
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا من حديث أبي بكر بن محمد عن عمرة.
قال أبو جعفر الطحاوي: فتأملنا هذه الآثار فوجدناها كلها ترجع إلى أبي بكر بن نافع.
قلت: أبو بكر بن نافع العمري.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
و قال أبو داود: لم يكن عنده إلا حديث واحد. ثم ذكر هذا.
قال أبو زرعة: أبو بكر بن نافع، صاحب حديث عائشة "أقيلوا ذوي الهيئات" ضعيف". سؤالات البرذعي لأبي زرعة (438)
وذكره يعقوب بن شيبة في باب من يرغب في الرواية عنه.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
فإن قيل: أن ابن معين يطلق (ليس بشيء) على الراوي المقل في بعض الأحيان، ولا يعني بها التضعيف.
فالجواب: هذا كلام فيه نظر، فإن الأصل فيها التضعيف.
خصوصا وان الراوي المقل لا يعرف بالطلب، ومن ثم لا يتبين حاله في مقدار ما رواه.
فكيف وقد نص الأئمة على ضعفه، فالأصل حمل عبارة ابن معين على التضعيف، لا صرف عبارة الأئمة إلى التوثيق.
نعم قد يقبل حملها على إرادة التوثيق لو كان ثمة قرينة تدل على هذا، وهذا قد نصوا على تضعيفه، وفي هذا الحديث بعينه، مع ما ذكرنا من اضطرابه فيه.
وبالجملة: فمن قال فيه ابن معين: (ليس بشيء) فهو كما قال، ورحمه ما أعلمه بالرواة كما قال أبو حاتم الرازي رحمه الله.
ورواه مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى فُدَيْكٍ
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: أَقِيلُوا ذَوِى الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلاَّ الْحُدُودَ. أبو داود (4377) الدارقطني (3520)
قال أبو داود: سمعت أحمد، قال: ابن أبي فديك لا يبالي أي شيء روى. سؤلات أبي داود (210).
وخالفه عبد الرحمن بن مهدي فرواه عن عبد الملك بن زيد عن محمد عن أبه عن عمرة عن عائشة مرفوعا، به. أخرجه احمد (25513) والنسائي الكبرى (7294) والطحاوي في مشكل الآثار (1970) ابن عدي في الكامل (1458)
فزاد أبيه.
عبد الْملك بن زيد: قَالَ ابْن الْجُنَيْد والأزدي: ضَعِيف الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَا بَأْس بِهِ.
وقال ابن عدي: هو منكر بهذا الإسناد. وأورد الحديث في ترجمة: عبد الملك بن زيد. الكامل لابن عدي (1458)
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: قد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث من أوجه أخر لَيْسَ مِنْهَا شَيء يثبت. أنظر البدر المنير لابن الملقن (8/ 732).
وَرَوَى هَذَا الحَدِيث أَيْضا أَبُو حرَّة وَاصل بن عبد الرَّحْمَن الرقاشِي، عَن مُحَمَّد، عَن عمْرَة، عَن عَائِشَة.
وَأَبُو حرَّة ضَعِيف.
قلت: المنكر أبدا منكر، والأئمة إذا أوردوا حديثا في ترجمة راو، وحكموا عليه بالنكارة، فاعلم انه يحتمل أمرين:
¥