[تلخيص (تحرير) عبارات الجرح والتعديل من تحرير علوم الحديث للجديع]
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[05 - 04 - 10, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
ففي 6/ 8/ 1426هـ اقتنيتُ كتابَ الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع " تحرير علوم الحديث", والكتابُ لمن لا يعرفه يقع في مجلدين في 1165 صفحة حرر فيه المؤلف أصول هذا العلم على طريقة السَّلف المتقدمين, يقول في ص12:
"وأما منهاجي في هذا الكتاب, فقد بنيت فيهِ تحرير أصول هذا العلم على طريقة السَّلف المتقدمين, واستفدت من تحريرات المتأخرين, وعدلت عن ابتكاراتهم في هذا الفَنِّ؛ لأنهم جَرَوا على التنظير في أكثر ماانفردوا به, خصوصاً أهْلَ الأصول منهم, وهذا العلم مستنده إلى النَّقْلِ, وإلى التَّبصرِ في مَنْهجِ أهلهِ".
والكتابُ جميل ورائع فمؤلفه مِنْ أهلِ هذه الصنعة, فأودعه فوائدَ ودررَ مع جمالِ العبارةِ وحسنِ الترتيبِ, حتى أني لم أستطع أن أكبح جماح رغبتي في إعادة قراءة الكتاب, فقرأتُه أكثرَ مِنْ مرةٍ.
وأثناء قراءتي لهذا الكتاب كنتُ أحاولُ تلخيص بعض الأمور الذي تعرض لها المؤلفُ, من ذلك أنه تعرض لبعض عبارات الجرح والتعديل عند الأئمة وفسرها, ولم يحاول حصرها يقول ص567:"ولم أقصد إلى حَصْرِ ألفاظ الجرح والتعديل, فهذا مما لا يتحمله المقام , ولم أر تتبع ذلك استقصاء مما له كبير فائدة, وذلك أنَّ منها مايندر استعماله", يقول في الحاشية:"وللعالم الفاضل الدَّكتور سعدي الهاشمي كِتابان فريدان في جمع الألفاظ النادرة والقليلة الاسِتعمال, أحدهما في (ألفاظ التَّوثيق والتَّعديل) , والثَّاني في (ألفاظ التَّجريح والتعديل) ".
فإلى بيان ما تعرض له الجديع من عبارات الجرح والتعديل, وعدد هذه العبارات (42) عبارة من ص (567 - 635):
تم تحرير هذا الملخص في 30/ 8/1428هـ
1. مَنْ هو (الحُجة):
حجة يعني ثقة, بل فوق الثقة, يصححُ حديثهَ, ويحتج به.
2. قَوْلَهم (ثقة) , ويشبهها (متقن) , و (ثبت):
هذه اللفظةُ تعني: أنَّ الموصوفَ بها صحيحُ الحديثِ, يُكْتبُ حديثه, ويحتج به في الانفرادِ والاجتماع.
لكنهمْ إذا اختلفوا أنَّ لفظَ الثِّقةِ يمكن أن يجامع مع اللين اليسيرِ الذي لا يضعف به الرَّاوي, وإنما قد ينزل بحديثهِ إلى مَرْتبةِ الحسن.
كما أنه قد يجامع الضعف الذي يبقي الرَّاوي في إطارِ مَنْ يُعْتبر بحديثهِ.
3. قَوْلَهم (جَيِّد الحَديثِ):
عبارةُ تعديل واحتجاج مستعملة عندهم بغير شيوع, واستعملوها بما يساوي ثقة.
4. قَوْلَهم (صدوق):
وصف الراوي بهذه العبارة جرى عند المتأخرين حملها على من يكون في مرتبة حسن الحديث, لكن ليس ذلك على إطلاق استعمال السَّلف.
والصَّدوق عند المتقدمين هو: من يحكم بحسن حديثه عند اندفاع تلك المظنة, أي: مظنة الخطأ والوهم.
وقد تأتي عبارة (صدوق) وصفاً للثقة المبرَّز في الحفظ والإتقان.
5. قَوْلَهم (لا بأس به) , أو (ليس به بأس):
الأصل أنَّ هذه اللفظة إذا أُطلقتْ على راوٍ من قِبل ناقد عارفٍ فهي تعديل له في نفسه وحديثه؛ فإن أُريد به معنى مخصوص بُيِّنَ.
وقد استعملها يحيى بن معين, وعبدالرحمن بن إبراهيم بن دحيم.
قال أبو بكرٍ بن أبي خيثمة: " قلتُ ليحيى بن معين: إنك تقول فلان ليس به بأس, وفلان ضعيف؟ قال: إذا قلتُ ليس به بأس فهو ثقة ... "
ولك أن تقول إنما جعلها يحيى بن معين ودحيم تساوي الوصف بقولهم: ثقة على اعتبار أنها مرتبة من مراتب الثقات, لا أنها تعادلها من كل وجهٍ عِنْدَ الإطلاق.
وقد تكون بمنزلة قولهم في الرَّاوي: صدوق.
وقد يكون موضع تردد عند الناقد.
وقد يعتبر به, ولا يبلغ حديثه الاحتجاج.
وعِنْد الدَّارقطني ربما قرن هذه العبارة بقلة حديث الرَّاوي.
6. قَوْلَهم (حسن الحديث):
تقدم الكلامُ عليها في الكتاب أثناء الكلام على الحديث الحسن
7. قَوْلَهم (مقارب الحديث):
وَقَعَ استعمال هذا اللفظ عِنْدَ أحمدَ والبخاريِّ, وهي عبارة تعجيل وقبول تساوي مرتبة (حسن الحديث) , وهذا ثابتٌ بالاستقراء على قلة ما وقع ذلك في كتبِ الجرح والتعديل.
والترمذيُّ يبني على مَنْ يقولُ فيه البخاري ذلك أنْ يحسن حديثهَ, وربما خالف شيخهَ في ذلك, وبمعناه أيضاَ عبارة (حديثه مقارب).
8. قَوْلَهم (وَسَطٌ):
¥