وقَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " مجموعِ الفَتَاوَى " (1/ 249): " وَلاَ كَانَ فِيهِمْ _ أيْ الصَّحابة _ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَتَاهُ الخَضِرُ، فَإِنَّ خَضِرَ مُوسَى مَاتَ _ كَمَا بُيِّنَ هَذَا في غيرِ هَذَا الموضِعِ _، والخَضِرُ الَّذي يَأْتِي كَثِيراً مِنَ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ جِنِّيٌّ تَصَوَّرَ بِصُورَةِ إِنْسِيٍّ، أَوْ إِنْسِيٌّ كَذَّابٌ، وَلاَ يَجُوزُ أنْ يكونَ مَلَكاً مَعَ قَوْلِهِ: أَنَا الخَضِرُ؛ فَإِنَّ المَلَكَ لاَ يَكْذِبُ، = = وَإِنَّمَا يَكْذِبُ الجِنِّيُّ والإِنْسِيُّ، وَأَنَا أَعْرِفُ مِمَّنْ أَتَاهُ الخَضِرُ وَكَانَ جِنِّيّاً، مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهُ في هَذَا المَوْضِعِ، وَكَانَ الصَّحابَةُ أَعْلَمُ مِنْ أَنْ يَرُوجَ علَيْهِمْ هَذَا التَّلْبِيسُ ".
وَسُئِلَ _ أيضاً _ كما في " المجموعِ " (4/ 337) عنِ الخَضِرِ وإِلْيَاسَ: هلْ هُمَا مُعَمَّرَانِ؟؛ فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيْسَا فِي الأَحْيَاءِ، وَلاَ مُعَمَّرَانِ.
وَقَدْ سَأَلَ إبْرَاهِيمُ الحَرْبِيُّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَعْمِيرِ الخَضِرِ وإِلْيَاسَ، وَأَنَّهُمَا بَاقِيَانِ يُرَيَانِ، وَيُرْوَى عَنْهُمَا؟؛ فقال الإِمَامُ أَحْمَدُ: مَنْ أَحَالَ عَلَى غَائِبٍ لِمْ يُنْصَفْ مِنْهُ، وَمَا أَلْقَى هَذَا إِلاَّ شَيْطَانٌ.
وسُئِلَ البُخَاريُّ عَنِ الخَضِرِ وَإِلْيَاسَ: هَلْ هُمَا في الأَحْيَاءِ؟؛ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟!، وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ e : لاَ يَبْقَى عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سنةٍ مِمَّنْ هُوَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ.
وَقَالَ أَبو الفَرَجِ بْنُ الجَوْزِيِّ: قَوْلُهُ تَعَالى:] وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ [[الأنبياء: 34] وَلَيْسَ هُمَا فِي الأَحْيَاءِ، واللَّهُ أَعْلَمُ ".
وَقَالَ في " المجموعِ " _ أيضاً _ (27/ 100): " والصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ المُحَقِّقُونَ أَنَّهُ مَيِّتٌ، وَأَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ الإِسْلاَمَ ".
وَمَنْ أَحَبَّ التَّوَسُّعَ في هَذِهِ المَسْأَلَةِ فَلْيَرْجِعْ إلى كِتَابِ " الإِصَابَةِ " لابنِ حَجَرٍ عندَ ترجمتِهِ للخَضِرِ u ، وكِتَابِ " الزَّهْرِ النَّضْرِ في حَالِ الخَضِرِ " له _ أيضاً _.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:12 م]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا، والكتاب في المرفقات بصيغة وورد
ـ[الدسوقي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 02:15 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[05 - 03 - 10, 03:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
فهذا هو العلم النافع المؤدي إلى العمل الصالح
وثق تماما أن كثيرا من المشتغلين في الحديث الشريف كانوا في أشد الحاجة إلى تجميع هذه الزوائد في بحثٍ واحد، قد وفقك الله إليه.
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[05 - 03 - 10, 04:30 م]ـ
أخي الفاضل
أكرمك الله على هذا العمل النافع، ولكن!!!
ولابد من (ولكن).
أثناء قراءتي للبحث استوقفني هذا الحديث، وأنا الآن أنقل من بحثك:
كتابُ النَّذرِ
بابُ النَّهي عَنِ النَّذرِ
7 - قال أَبو إِسحاق: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن يَحيَى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بن أَبي حَكِيمٍ، عَن سُفيان، عَن عَبدِ الله بن دِينارٍ، عَنِ ابن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم أَنَّهُ قال: النَّذرُ لاَ يُقدِّمُ شَيئًاولاَ يُؤَخِّرُهُ، وإِنَّما يُستَخرَجُ بِهِ مِن البَخِيلِ " (1).
ثم كتبتَ: "صَحيح مُسلم" (11/ 97 - النَّووي)، (3/ 1261 - فؤاد عبد الباقي).
وعلى هذا الأساس أنت خَطَّأت الألباني، وأصحاب المسند الجامع، واستغربت أمر النووي فقلت:
والغريبُ من أمرِ الإمامِ النَّوويِّ، رحمه اللَّه، أنَّه لم يعلِّقْ على هذه الرِّوايةِ في " شرحه "!!، فله عادةٌ في التَّنبيهِ على زياداتِ أبي إسحَاقَ، فكأنَّ هذا الموضعَ خَفِيَ عليه.
أخي؛ وأعتقد أن الغريب هو أمرك، وليس أمر النووي.
فمن أين أتيت بزيادة: قال أَبو إِسحاق: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن يَحيَى ...
من أين أتيت بزيادة: "قال أَبو إِسحاق"؟!
المصادر التي أشرتَ إليها، وهي:
"صَحيح مُسلم" (11/ 97 - النَّووي)، (3/ 1261 - فؤاد عبد الباقي).
ليس فيها هذه الزيادة، فالرجا منك أن تذكر من أين أُقحمت هذه الزيادة على "صحيح مسلم"؟!.
وأعترف بجهلي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، وأقول: لم أقف على هذه الزيادة إلا في بحثك، وربما هذا من شدة جهلي.
وصارت البينة عليك.
وأكرر بحثك نافع، وقد استفدتُ منه الكثير ... (ولكن) الأمانة!!
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:18 ص]ـ
الأخ الفاضل يحيى خليل؛ السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:
رَدّاً على ما ذكرته أقول:
أوَّلاً: أنا لم أقحم زيادة: (قال أبو إسحاق: حدَّثنا محمَّد بن يحيى) في صحيح مسلم، فلو أنَّك رجعت إلى بحثي لوجدت أنِّي وضعتها بين معقوفين هكذا: [7 _ قال أبو إسحاق:] حدَّثنا محمَّد بن يحيى، ... ، للدّلالة على أنَّها من زياداتي على النَّص.
ثانياً: ذكرت في مقدِّمة بحثي أنَّ الإمام مسلماً لم يرو عن الحافظ محمَّد بن يحيى الذُّهلي في " صحيحه "، وأنَّ بقية الجماعة قد رووا عنه، وروى عنه _ أيضاً _ أبو إِسْحَاقَ إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سفيانَ _ راوي الصحيح، وقد روى عنِ الحافظِ الذُّهْلِيِّ في زياداته في عِدَّةِ مواضع، وهي: (1 و 11 و 17 و 20 و 22)، وهذا ما دعاني إلى ترجيح أنَّها من زيادات أبي إسحاق، لذا أغفل الحافظ المزِّيُّ هذه الزِّيادة في " تحفة الأشراف " ولم يذكرها.
ثالثاً: بحثي هذا اطَّلع عليه الشيخ عليٌّ الحلبيُّ وقدَّم له _ وهو من تلامذة الشَّيخ الألباني رحمه اللَّه تعالى _ وقد مرَّ به هذا الموضع، ولم يعلِّق عليه بشيءٍ، أم هو مجرد التَّعصب للشَّيخ _ رحمه اللَّه _؟!
¥