تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn67)).

هذا المنهج في الحكم على المرويات هو الذي شاع عند المتأخرين، وهو الذي استقرّ عليه المعاصرون؟! فكم من حديث أعله المتقدمون ثم يأتي الشيخ العلامة أحمد شاكر ليصححه ويخطأ الأئمة المتقدمين ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn68)) ، أو يأتيك الشيخ الألباني ليوّهمهم،ويستدرك عليهم طريقاً شاهداً – هو في الغالب مما سجره المتقدمون – يصحح به عرج الرواة؟ ثم يقول لك بعدها: " كما هو مقرر عند أهل العلم "، أو " كما هو مقرر في كتب المصطلح " ومن أمثلة ذلك:

صحح الشيخ الألباني: في سلسلته الصحيحة 1/ 103 (565): حديث أبي معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e:" أحصوا هلال شعبان لرمضان ولا تخلطوا برمضان إلا أن يوافق ذلك صياما كان يصومه أحدكم وصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فإنها ليست تغمي عليكم العدة".

قلت: أخرجه الترمذي (687)، وقال: "حديث أبي هريرة لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية،والصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي e قال:" لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين "، وهكذا روي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي e نحو حديث محمد بن عمرو الليثي.

وأخرجه الدارقطني 1/ 162واللفظ له،والحاكم 1/ 578 وقال:"صحيح على شرط مسلم "، والبيهقي 4/ 206.

قلت:ثم أورد الألباني متابعا لأبي معاوية من طريق يحيى بن راشد المازني، قال الألباني: " ضعيف يصلح للاعتبار والاستشهاد فثبت أن الحديث حسن ".

قلت – الباحث-: أورد هذه المتابعة أبو حاتم في العلل 1/ 245 (718) وقال: "ليس هذا بمحفوظ ".ورد الألباني تعليل أبي حاتم بقوله:"فكأنه لم يقع له من طريق أبي معاوية، كما لم تقع للترمذي هذه الطريق، وبالجمع بينهما ينجو الحديث من الشذوذ والمخالفة "!!.

قلت: إنما أعله الإمامان أبو حاتم والترمذي كونه غير محفوظ عندهما بهذا الإسناد،لا لكون رجال الإسناد ضعفاء، فالحديث هذا غير محفوظ ولو جاء باسناد كله ثقات.

أما عند المتأخرين: فقد صححه أبو عبد الله الحاكم، وقال الألباني: "إنما هو حسن فقط .. " ([69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn69)).

ونظرا لشيوع هذا المنهج عند الكثير من المحققين المعاصرين فقد اتهموا النقاد المتقدمين بالتعصب للمذهب، ومن ذلك ما قاله محقق علل الترمذي الكبير اعتراضاً على تصحيح الإمام البخاري، والترمذي وغيرهما لحديث" لا نكاح إلا بولي " ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn70)) : " أخطأ الترمذي في تصحيح الحديث .... وقد حاول كثيرون تصحيح هذا الحديث ووصله وسلكوا في ذلك كله مسلك لحاجة في أنفسهم أساسها التعصب المذهبي،والعياذ بالله " ([71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn71))، وقال أيضاً:"ما صحح هذا الحديث أحد إلا لهوى في نفسه والعياذ بالله " ([72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn72)) . فتأمل!!

وإن تعجب، فعجب قول أحدهم:" لو درس أبو حاتم أو غيره من الأئمة حتى البخاري دراسة وافية لما تجاوزوا – في نظري – النتائج التي توصلت إليها لأني بحمد الله طبقت قواعد المحدثين بكل دقة، ولم آل في ذلك جهدا " ([73] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn73))!؟

ونتج عن هذا مناهج عجيبة غريبة في تصحيح الأحاديث، أو تضعيفها عند بعض المتأخرين وكثير من المعاصرين، فمن يتتبع – مثلاً- الشيخ الألباني في كيفية تصحيحه للأحاديث وتضعيفها يقف مذهولاً! فمنهجه منهج غريب فريد،لم يسبق إليه،وسأمثل بحديث واحد صححه في سلسلته الصحيحة ليتبين خطورة غياب منهج الأئمة المتقدمين في تصحيح الأحاديث وإعلالها:

فقال في حديث (551): " أفضل الساعات جوف الليل الآخر ":

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير