تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 03:12 م]ـ

أخي الشيخ أبا محمد، مما أُنبِّهُ عليه -وليس بخاف على مثلكم- أنَّ أبا الحسن بن القطان المذكور في إفادتكم، هو ابن القطان الشَّافعي، لا ابن القطَّان الفاسي صاحب كتاب "بيان الوهم والإيهام"، والإمامُ الزركشي يُكثِرُ من النَّقل عن ابن القطَّان الشافعي في كتاب "البحر المحيط".

وأحْسَنَ الله إليك شيخَنا، ومفيدَنا .. وإني في انتِظار مَزيدٍ من فوائدكم الجليلَة التي يُرْحَلُ لها .. بارَك الله فيك، وأمْتَعَ بك ..

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:23 م]ـ

الحمد لله

ابن القطان الذي أشرت أنه قد سبق الحافظ ابن حجر إلى القول الذي قاله هو صاحب كتاب الوهم والإيهام، وسيأتي ذلك في ثنايا البحث إن قدر الله عرضه في هذا الملتقى، غير أنه لا مانع من بيان سريع لذلك، فأقول:

1 - صرح ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 493) بهذا القول الذي انتصر له الحافظ ابن حجر حيث قال: "التدليس، ونعني به أن يروي المحدث عمن قد سمع منه، ما لم يسمع منه، من غير أن يذكر أنه سمعه منه".

2 - وصرح بنسبة هذا القول إليه بدر الدين الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 69) بقوله: "وقال ابن القطان في الوهم والإيهام: التدليس أن يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه وكذلك قال الحافظ أبو بكر البزار صاحب المسند في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل".

3 - كما صرح به الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح ص (97 - 98)، بقوله: "وقد حده غير واحد من الحفاظ بما هو أخص من هذا، وهو أن يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه، هكذا حده الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل، وكذا حده الحافظ أبو الحسن بن محمد بن عبد الملك بن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام".

ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:27 م]ـ

... أخطأتُ .. قاتَلُ الله العَجَلَةَ، ما تُرْدِي! ..

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:56 م]ـ

الحمد لله، أخي أبا إسحاق، مرحبا بك، ما عرفتك إلا الآن، وجل من لا يخطئ، على أن الخطأ من مثلك عزيز، ولو عرفتك ما رددت عليك.

ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:07 م]ـ

ما زِلْنا نتعلَّمُ من خُلُقك وأدَبك، شيخي أبا مُحمَّد، فرَفَعَ الله ذِكْرَك، وأعْلَى مَقامك!.

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:03 م]ـ

المبحث الأول: معنى التدليس والإرسال

وصور كل منها

هذا المبحث - في الحقيقة - هو المرتكز الذي يمكن به معرفة الفرق بين التدليس والإرسال، لأن من المعلوم أن كلاً من التدليس والإرسال يعد انقطاعاً في الإسناد، لكن السؤال هو: هل انقطاع كل واحد منهما متميز بصور معينة عن انقطاع الآخر أم لا؟.

من المعلوم أن الانقطاع يقع في ثلاث صور مشهورة، بحسب وجود المعاصرة واللقاء وعدم ذلك؛ فيقع الانقطاع من الراوي المعاصر الملاقي، ويقع من المعاصر غير الملاقي، ويقع من غير المعاصر.

والذي عليه أهل العلم قديماً وحديثاً إلا من شذ أن الانقطاع إذا حصل من غير المعاصر يكون انقطاعاً ظاهراً جلياً، ومن ثم فإنهم يطلقون عليه اسم الإرسال، ولا يطلقون عليه اسم التدليس، كإطلاقهم اسم الإرسال على رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما حصول الانقطاع من المعاصر الملاقي والمعاصر غير الملاقي فهو موضوع هذا البحث في الحقيقة، لأن المتأخرين قد تباينت أنظارهم في إدخال الصورة الثانية في مسمى التدليس، فأدخلها بعضهم، وأبى ذلك بعضهم الآخر، بينما اتفقوا على أن الصورة الأولى وهي حصول الانقطاع من المعاصر الملاقي داخلة في مسمى التدليس.

وهذا الاختلاف منهم سببه تباينهم في فهم كلام القدماء، فمن قائل بأن القدماء يخصون التدليس بالصورة الأولى، وأن الصورة الثانية إرسال خفي، وليست تدليساً، ومن ثم فإن الفرق بين التدليس والإرسال واضح، فالتدليس انقطاع في الإسناد بشرط اللقاء، والإرسال انقطاع مع عدم اللقاء، فإن كانت المعاصرة موجودة كان خفياً وإلا كان جلياً، وهذا القول هو قول الحافظ ابن حجر وعامة من جاء بعده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير