6 ـ كلامه بعد الاية أنه لا تحيط به مخلوقاته، وأنه مباين لخلقه، يبين بجلاء أنه يقول بقرب الباري من عبده موسى، ولذلك فالصحيح أن التسبيح في الآية (وسبحان الله رب العالمين) من الباري تعالى، لرفع الظنون الموهمة، وتنزيهه عن كل نقص ومماثلة للمخلوق ..
فكلام ابن كثير عندي واضح وضوحا جليا في قوله بقول السلف ومتباعته لهم عليه، ليس كلام ابن تيمية بأوضح منه عندي ...
...................
قال ابن القيم في شفاء العليل: "
وهذا من فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل ومعرفته بحقائق الأسماء والصفات فإن أكثر أهل الكلام لا يوفون هذه الجملة حقها ولو كانوا يقرون فمنكرو القدر وخلق أفعال العباد لا يقرون بها على وجهها ومنكرو أفعال الرب القائمة به لا يقرون بها على وجهها بل يصرحون أنه لا يقدر على فعل يقوم به ومن لا يقر بأن الله سبحانه كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وأنه سبحانه مقلب القلوب حقيقة وأنه إن شاء يقيم القلب أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا يقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له وأنه نزل إلى الشجرة فكلم موسى كلمه منها وأنه ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة حين تخلو من سكانها وأنه يجيء يوم القيامة فيفصل بين عباده وأنه يتجلى لهم يضحك وأنه يريهم نفسه المقدسة وأنه يضع رجله على النار فيضيق بها أهلها وينزوي بعضها إلى بعض إلى غير ذلك من شؤنه وأفعاله التي من لم يقر بها لم يقر بأنه على كل شيء قدير بأنه على كل شيء قدير" فيا لها كلمة من حبر الأمة وترجمان القرآن وقد كان ابن عباس شديدا على القدرية وكذلك الصحابة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى. "
بقية الأمثلة التي ذكرتُها إنما ذكرتها استطرادا، لذا سأعرض عن نقاشها، لأنها نوقشت مرارا، ولضيق الوقت ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:05 م]ـ
وهذه نظرة عجلة سريعة على أسانيد الطبري، لضيق الوقت جدا
ـ (حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) يعني نفسه; قال: كان نور ربّ العالمين في الشجرة.)
قلت: شيخ الطبري هو العوفي، مقبول، لينه الخطيب البغدادي، وقال الدارقطني لا بأس به، وقد أكثر أبو جعفر عنه في التفسير وخارجه، والأثر معروف من غير طريق، والأثر هاهنا في التفسير.
وأبوه سعد متروك لأجل بدعته، قال عنه أحمد كما عند الخطيب (ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا، وقبل أن يكون ترهيب، فأجابهم، قلت لأبي عبد الله: فهذا جهمي إذا، فقال: فأي شيء؟ ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك.)
قلت: روايته فيما يخالف بدعته، وموافقة غيره له، معتبرة في النظر عند أهل العلم، كرواية جابر ما فيه منقبة للصحابة، ونحو ذلك ..
وعمه هو الحسين بن الحسن بن عطية، ضعيف الحديث، وأبوه الحسن بن عطية ضعفوه، ومشّى أمره ابن عدي، وأبوه ضعيف كذلك، نصوا أنه يكتب حديثه كأبي حاتم الرازي على تشدده ويحيى بن معين، و وثقه ابن سعد منفردا، وانفرد ابن حبان ـ وهو متشدد في التضعيف ـ بمنع الكتابة عنه إلا تعحبا، فالقولان الأخيران منفردان ضعيفان.
قلت يجدر أن هذا سند كوفي شيعي كله، ولهذا تكلم فيه كله بالضعف ..
ـ (حدثني إسماعيل بن الهيثم أبو العالية العبدي، قال: ثنا أبو قُتَيبة، عن ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، في قول الله: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: ناداه وهو في النار.)
شيخ الطبري مجهول، وأبو قتيبة لم أهتد عليه على عجل، و ورقاء هو ابن عمر بن كليب، ثقة معروف.
قلت لكن ابن أبي حاتم تابع الطبري عن أبي زرعة عن ابن أبي شيبة عن على بن حفص عن ورقاء به
فسند ابن أبي حاتم نظيف رائق حجه وحده، وينضاف إليه إسناد الطبري الفائت فيرفعه كذا.
قلت: وهو عند ابن أبي حاتم (ناداه وهو في النور)، وكذا عزاه السيوطي في الدر إلى ابن المنذر.
¥