تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعجيب أنّ أبا عبد الرحمن قد ذكر نزراً قليلاً، وهم (الكرابيسي والمقبلي والشوكاني) مجَّد موقفهم في اختيار التوقف، وهم ممن لا يُشك في أنهم ليسوا قرناء للأئمة الذين صرحوا ببطلان هذا القول، لا في مكانتهم العلمية ولا حتى كميتهم العددية على أنّ ثمة إشكالاً كبيراً فيما قاله بشأن الكرابيسي، فإنّ المعروف عنه أنه كان يجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، وإنما كان نقاشه في مسألة أخرى هي مسألة اللفظ، كما هو معروف عنه (انظر ترجمته في ميزان الاعتدال وغيره) وهو الذي أكد عليه ابن كثير في ترجمته للكرابيسي في (الطبقات 1 - 133) ونص على أنّ الذي رآه عنه القول بأنّ القرآن غير مخلوق.

فبقي اثنان ممن ذكر أبو عبد الرحمن، وهما من المتأخرين: المقبلي، والشوكاني الذي رغم ميله إلى الوقف، إلا أنه صوّب موقف أئمة السنة فقال- في نفس الموضع الذي نقل منه أبو عبد الرحمن موقفه -: «ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه، وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع» (فتح القدير 3 - 397) وهذا يختلف عن جزم أبي عبد الرحمن باستواء قول هؤلاء الأئمة مع قول المعتزلة، وأنّ من قال بأي من القولين فقد «قفا ما ليس به علم!».

فقول الشوكاني فيه تصويب لأئمة السنة في امتناعهم من الإجابة إلى القول الباطل، ووصفٌ لصنيعهم بأنه حفظ للأمة عن الابتداع، فلم يقل ما قاله أبو عبد الرحمن من نبزهم بالوقوع في هذا الذنب العظيم، وهو القول بلا علم، وبكل حال فإن توقُّف مَن توقَّف مما قد بيّنّا لك سببه الناشئ عن عدم التفطن إلى ما في الوقف من إشكال، فلا تكون غفلة من وقع فيه هي الحجة على سلف الأمة وأئمتها.

والمرجو من أبي عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير أن يعود إلى الروايات المسندة في كتب الاعتقاد، والتي نقلت إلى الأمة اعتقاد نبيها وأصحابه بالأسانيد، وأن يتأمّلها -وبعض مما أوردناه جزء قليل مما فيها- ويتأمّل الحال الذي كانت عليه أمة الإسلام وقت عزها، زمن الصحابة والتابعين قبل تفاقم مقالة الجهمية وتشعبها.

كما أنّ المرجو من رجل في سِنّه وتمكّنه الإعلامي أن يبيّن في مقالاته ما يحاك للجيل الصاعد اليوم من مؤامرات هدفها أعزّ ما يملكون: دينهم وخلقهم، فإنّ كلمة الحق في بيان ذلك من أعظم ما نحتاجه، ولاسيما في الميدان الإعلامي.

أسأل الله أن يكتب لي وله السداد والتوفيق، ويمنّ علينا جميعاً باتباع الحق بدليله، ويحسن لنا الخاتمة، ويجعلنا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

(*) أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض -

[email protected]

http://www.al-jazirah.com/20101220/fe9d.htm

ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:16 ص]ـ

لا أدري مقام الشيخ المردود عليه , ولكن يستغرب أن يقال مثل هذا في ظل هذا العصر المزدهر بالعلم. خاصة مسائل الاعتقاد.

والحمد لله على نعمة السنة

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:52 ص]ـ

- صفات الله عزوجل قائمة به غير بائنة منه. فالقران كلامه لانه تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام.

فحكمنا على القران بانه صفة لله عز و جل لانه من فعله وفعله قائم به غير مباين له.

العبد اذا قرا القران هل المقروء هنا هو صفة الله عز وجل

كيف نجمع بين هذا وبين مباينة الله عز وجل للمخلوقات بالذات والصفات.

- قلنا ان الكلام يضاف الى من قاله مبتدا لا الى من قاله مؤديا مبلغا

فما حكاه الله عز وجل في كتابه من كلام رسله وكلام الكفار الذين ارسلوا اليهم وكلام ابليس وغيره

هل يقال هو كلام هؤلاء لانه منهم بدا والله يحكي كلامهم ام نقول هو كلام الله فننقض ما قررناه وقعدناه

امل من الاخوة الكرام اجابة شافية كافية.

ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 07:39 ص]ـ

- صفات الله عزوجل قائمة به غير بائنة منه. فالقران كلامه لانه تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام.

فحكمنا على القران بانه صفة لله عز و جل لانه من فعله وفعله قائم به غير مباين له.

ـــــــــــــــــــــ

نوع الكلام صفة ذاتية لا تنفك عن الله أما أحاده فهو حادث فهو يتكلم بما شاء متى شاء ومنه القرآن حادث بهذا المعنى. أي أن الله تكلم في الأزل ولم يتكلم بالقرآن وإن كان تكلم بغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير