تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطلبت موعداً آخر لمناقشة قولهم بخلق القرآن فاعتذر الخليلي بأنه يود أن يكون مجيئه لمكة من لأجل العبادة وقراءة القرآن (وهذا يخالف ما أراده من قبل من مناظرة الشيخ ابن باز رحمه الله بمكة المكرمة!!!).

وعرض علينا تأشيرة لعمان وعرض بعض الجالسين تذكرة السفر ليتم النقاش هناك!!

وسأعرض في إيجاز أهم ما ورد في هذه المقابلات الثلاث مما تسعفني به ذاكرتي:

1) رؤية الله تبارك وتعالى:

طلب الشيخ أحمد الخليلي الدليل على الرؤية فأجبته بأن من الأدلة قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).

فقال: إن النظر يأتي في اللغة بمعنى الانتظار كقوله: (هل ينظرون) الآية ونحوها.

فأجبته: أن النظر في الآية متعدى بحرف (إلى) ومضاف إلى الوجه وقد دلت الأحاديث على ذلك تواتراً.

فقال: قد ورد في اللغة أن النظر يتعدى بإلي ويضاف للوجه وانشد ما نسب لحسان بن ثابت وفيه: وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن .. ).

فقلت: أسْنِد.

فقال: الشعر لا يُسْند.

فقلت: هل تعرف ما قيل في ثبوت قصيدة بانت سعاد وأنها رميت بالضعف؟

فقال (فيما بعد): الضعيف كونها قيلت أمام النبي صلى الله عليه وسلم.

فقلت: لكنك جعلت هذا البيت مصادماً للأحاديث المسندة فطلبت منك لكونه شعراً إسلامياً أن تسنده، (غير أن بعض العلماء نظر حقيقة لجهة لعلو كما ذكره العضد الايجري).

ثم ماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم: (أنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون كما ترون الشمس أو القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته).

فقال: هذا في البخاري ولا يمكن أن نقبله لمخالفته للقرآن.

فقلت: وكيف؟

قال: لأنه يثبت الرؤية وفيه: (فيأتيهم الله في غير الصورة التي رأوه فيها أو ل مرة) متى رأوه أول مرة؟

قلت: الأصل أن نثبت الشرع قلنا سمعنا وأطعنا، آمنا به كل من عند ربنا، ثم ما المانع أن يكون سبق رؤيته.

قال: متى؟

قلت له: إن كنت من أهل الجنة فمتى تدخلها؟

قال: بعد الحساب، نعم كل شيء بعد الحساب.

قلت: فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة فكم للحشر وكم للحساب، وكم للصراط وكم وكم .... مادام كل شيء تعرفه بدقة فسكت وقال: أنا لم أوضح لك باقي الأدلة في منع الرؤية.

فقلت: هات.

قال: قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ما معناها عندك؟

قلت له: أي لا تحيط.

قال: هذا ليس في اللغة، فإن صاحب لسان العرب، وصاحب القاموس ذكروا أن الإدراك هو اللحوق وفيها تدارك المطر أي تلاحق (وحتى إذا اداركوا فيها) أي تلاحقوا.

قلت له: ما تقول في قوله تعالى: (فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلاّ إن معي ربي سيهدين)؟ فموسى لم ينف الرؤية لثبوتها بلفظ (تراءا) تفاعل وإنما نفى الإدراك وهو الإحاطة.

فقال: قد فهمت عائشة أن الإدارك الرؤية فقد قالت: من حدثكم أن محمدا رأى ربه فقد اعظم على الله الفرية، والله يقول لا تدركه الأبصار.

فقلت: قول أمنا عائشة لا يخالف ما نعتقده لأنه يحمل على رؤية الدنيا لا الآخرة (والعجب أن الآية التي استدلت بها عائشة بعد ذلك هي قوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً .. الآية وهي دالة على خلاف ما يرمون له ولذا لا يذكرونها!!)

قال: ثم إن النظر هل هو للعين أو للوجه؟

قلت: لا اشكال عندي في ذلك لأن العين في الوجه ثم إن الحديث صحيح متواتر فلماذا ترده؟

قال: يمكن حمله على العلم أي أنكم سترون ربكم أي ستعلمون ربكم.

قالت: الصحابة سألوه عن أي شيء؟ عن الرؤية أو العلم؟

قال: هم سألون عن الرؤية وأجابهم عن العلم.

فقلت: فيهم الأعرابي، والأعجمي، والقرشي، من لا يحسن يتيقظ لمثل هذا، فهل يجوز أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الرؤية فيجيبهم عن العلم بلفظ الرؤية المطابق لسؤالهم فيفهمون الرؤية لا العلم فيكونون على زعمك قد ضلوا؟

ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.

قال: لعل المخاطبين لم يكن بينهم أعرابي.

قلت: هذا تحكم لا دليل عليه.

قال الشيخ خالد فوزي: ثم تطرقنا لقوله تعالى: (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)

قال: هذا إنما يدل بمفهوم المخالفة وفيكم من ينكره ثم إن (يومئذ) يحدد الظرفية فهل هم لا يحجون في غير هذا اليوم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير