تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لقاء جريدة السبيل الأردنية مع الدكتور حمزة المليباري]

ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:39 م]ـ

زار الأردن مؤخراً أستاذنا الدكتور حمزة الميلباري، وقد التقينا به في مقر إقامته في عمان، وقد قابلته جريدة السبيل الأردنية ونشر هذا اللقاء اليوم الجمعة 10/ 4/2009

وهذا هو رابط المقابلة:

في حوار لـ «السبيل» مع الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي

د. المليباري: منهج المحدّثين هو أدق مناهج النقد في تاريخ البشر ولن يستطيع أحد أن يستدرك عليه

تاريخ النشر: 10/ 04/2009 - 12:30 ص

حاوره: وائل علي البتيري

عندما كنت أقرأ ردود خصوم الدكتور المليباري عليه؛ كان يخيل إليّ للوهلة الأولى أن الرجل يسعى بكل قواه إلى هدم قواعد الحديث ومصطلحاته التي استقرت على مدى قرون طويلة، إلا أنني عندما حاورته؛ وجدت فيه ذلك الرجل الأصولي الذي ربما يصفه بعض العصرانيين بـ «التقليدي» لكثرة ما يدافع عن منهج علماء الحديث القدامى الذين أسسوا قواعد علم الحديث، وهو لا يتصور أن يستطيع إنسان مجاراتهم في دقة المنهج الذي وضعوه من أجل حفظ السنة النبوية الشريفة.

فبالرغم من أن الدكتور حمزة المليباري يطرح «نظرات جديدة في علوم الحديث» - وهذا عنوان أحد كتبه - إلا أن هذه النظرات تنتصر للمنهج القديم الذي وضعه علماء أهل هذا الفن، ولكنه في نظره بحاجة إلى اكتشاف من خلال دراسات جديدة تتجاوز ما استقرت عليه كتب مصطلح الحديث، من غير إهمال كلي لها.

يشكو الدكتور المليباري - الذي ولد في الهند عام 1952 - من سطحية أخلّت بعلوم الحديث الشريف، نتج عنها مفاهيم مغلوطة، ومناهج مزدوجة، الأمر الذي فتح ثغرات في جدار هذا العلم المتين؛ لم يقف تجاهها المستشرقون موقف المتفرج، ومن خلالها باتوا يطعنون في هذا المنهج النقدي الدقيق واصفينه بـ «الشكلي» .. وإلى الحوار:

ما هي أهم الخلاصات التي توصلتم إليها من خلال تجربتكم مع علم الحديث الشريف؟

- أهم النقاط التي توصلت إليها هي أننا ما زلنا في حاجة إلى الاطلاع على عمل النقّاد حتى نفهم علوم الحديث ودقة هؤلاء المحدثين في حماية السنة وحفظها، ودقتهم في اكتشاف الأخطاء حتى ولو كانت صادرة عن إمام من الأئمة أو من كبار الثقات، فهذه الدقة غير معروفة الآن، لأن الطلاب والباحثين حالياً تخرجوا من خلال كتب مصطلح الحديث، فجعلوها المعتمد والمستند، رغم أن الإمام ابن الصلاح - الذي كان جل اعتمادهم على كتابه في المصطلح - سمَّى كتابه (المقدمة) بمعنى أن أي شخص يريد أن يدرس الحديث؛ فلا بد أن يبدأ بهذا الكتاب ليأخذ بعض البديهيات، لكن مع مضي الزمن بوجود الشروح والاختصارات لهذا الكتاب والتفاف العلماء حوله، كل هذا جعل الناس يعتقدون أن هذا الكتاب هو الأصل في علوم الحديث، ولذلك لم ينظروا نظرة الفحص والتأمل في مدى تطبيق هذه المصطلحات في كتب البخاري أو كتب العلل أو كتب الضعفاء، وبالتالي لم يتعرفوا على دقة معرفة هؤلاء النقاد الكبار.

إذن نحن ما زلنا بحاجة إلى إبراز هذا المنهج بحقائقه، لأن هذا المنهج هو أدق مناهج النقد في تاريخ البشر، ولم يستطع ولن يستطيع أحد أن يكتشف عنصراً جديداً يستدرك من خلاله على هذا المنهج، ولكننا لم نكتشف هذا المنهج بحقائقه، لأننا كنا معتمدين على كتب المصطلح، وأنا لا أنكر قيمة هذه الكتب، بل هي ضرورية بالنسبة لنا، فلا بد أن نبدأ بها وأن نقرأها، وبدون ذلك كيف سننطلق إلى مجال أرحب في علوم الحديث، فهي عبارة عن أبواب ندخل من خلالها إلى هذه العلوم.

فنحن مسؤولون، وواجبنا الأولي - وخاصة المتخصصين في الحديث - في ضوء ما يحدث الآن هو أن نفهم منهج المحدثين ونبرزه.

وكيف يكون ذلك؟

- يكون من من خلال دراسة كل مصطلح على حدة، دراسة معمقة ومقارنة بين النظري والتطبيقي، فأنتم تعلمون أن مصطلحات علوم الحديث هي أوعية لمعالم النقد، فربما نحن لا نفهم حقائق التعريف الذي يذكرونه في كتب المصطلح للحديث الصحيح عندما يقولون: (هو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة) لكن هذا المصطلح يحمل في طياته المعالم الدقيقة لاستشراف الخطأ والصواب أو منهج النقد بعبارة أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير