تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قض نهارك مع ابن المبارك]

ـ[عبدالمجيد المبارك]ــــــــ[10 - 11 - 08, 11:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن الشيخ الجليل محمد بن ناصر المبارك

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن العلماء هم مصابيح الأمة بهم يحفظ الدين وتقام شعائره، ولم يزل ربنا تبارك وتعالى يرحم عباده بخروج هؤلاء العلماء في الناس على مر القرون، فكان منهم المفتون الذين يبينون الحلال والحرام، وكان منهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، والداعون إلى الخير، ومن البلاد الإسلامية التي تتابع فيها العلماء المخلصون والفقهاء الربانيون الجزيرة العربية، فقد وجد فيها علماء أفذاذ سارت بذكرهم الركبان ولاسيما في القرن الثاني عشر الهجري وما بعده، أي: بعد ظهور دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله -، ومن هؤلاء العلامة المحدث محمد بن ناصر المبارك.

ونظراً لأن هذا العالم لا يعرفه كثير من طلبة العلم اليوم، ولم يترجم له إلا ترجمة مقتضبة إلى حدٍ ما في كتاب علماء نجد للبسام وكتاب روضة الناظرين للقاضي.

فإني سألت جدي الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد المبارك – أطال الله مدته وأمتع بصحته - (حفيد المترجم) أن يملي عليً شيئاً مما يحضره من أخبار جده ومعالم حياته، لا سيما أن المترجم رحمه الله تميز من بين أقرانه بأن رحل في طلب العلم إلى داخل الجزيرة العربية وخارجها فسافر إلى مكة والإحساء واليمن والهند، فأملاني -حفظه الله –ما هذا نصه:

نسبه:

هو العلامة المحدث المحقق الزاهد الورع الشيخ محمد بن ناصر بن محمد بن عبدالله ابن مبارك بن حمد بن علي بن سليمان آل حمد آل أبو رباع من الحسني من السلقا من بشر، وبشر فخذ من قبيلة عنزة بن أسد بن وائل بن ربيعه بن نزار بن عدنان.

ولادته ونشأته وطلبه للعلم:

ولد المترجم في مدينة حريملاء عام 1270 هـ، ونشأ في كنف والده، ورباه أحسن تربية؛ فتعلم القراءة والكتابة في إحدى المدارس الأهلية في حريملاء، وختم القرآن الكريم تلاوة وعمره لم يتجاوز العاشرة وعُني بحفظ القرآن فلم يمض ستة أشهر على حتى حفظه عن ظهر قلب، وصب جهوده بعد ذلك في طلب العلم فقرأ على الشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي -رحمه الله-، وكان وقتئذٍ قاضي الشعيب والمحمل، و كانت إقامته في حريملاء، وكان يجلس لطلاب العلم إلى جانب توليه القضاء , فبدأ يقرأ عليه في ثلاثة الأصول وآداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد، وكلها للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- ومبادئ في النحو والفرائض، وقد أعجب به شيخه وتوسم فيه الخير ولمس فيه أمارات النبوغ حيث حفظ كثيراً من المتون رغم حداثة سنة، وكان والد المترجم يسافر للتجارة وطلب الرزق فأٌقام في الأحساء مدة طويلة، ما اضطر ابنه للسفر إلى والده هناك، فسافر إليه برفقة الإمام عبدالله آل فيصل -رحمه الله- الذي رحب به وجعله إماماً لهم في الصلاة مدة سفرهم حتى وصلوا الأحساء وكان الإمام عبدالله يأمره أن يقرأ عليهم شيئاً من القرآن إذا أدلجوا فكان إذا قرأ التف حوله الجيش؛ لحسن تلاوته, ولكونه جهوري الصوت فأعجب به الإمام وأكرمه غاية الإكرام.

وبعد أن وصلوا الأحساء استأذن الإمامَ وذهب إلى لوالده وأقام عنده قرابة ثلاثة أشهر، ثم سافر إلى قطر ونزل ضيفاً على أميرها الشيخ قاسم بن ثاني -رحمه الله-، وكان يكرم الوافدين إليه من كل مكان، وإذا كان الوافد من نجد ومن طلبة العلم فلابد أن تكون له منزله خاصة فليس هو كغيره، فلذلك رحب الشيخ بضيفه الشاب القادم من نجد مهد آبائه وأجداده وسرّ بمقدمه وعرض عليه الإقامة في قطر, وأقام بها ما يقرب من ثلاث سنين فتح خلالها مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكان في طليعة الطلبة أبناء الشيخ قاسم وحاشيته وحفظ القرآن عليه جم غفير من أهل قطر إلى جانب أبناء الشيخ.

وبعد ذلك شرع في تدريسهم ثلاثة الأصول آداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد, وكان أثناء إقامته في هذا البلد المضياف محل حفاوة أهالي قطر وأميرهم الشيخ قاسم، ثم إنه بعد ذلك استأذن الشيخ قاسماً في الرجوع إلى بلده وهو يومئذ كارهٌ لفراقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير