[ترجمة للشيخ العلامة المحدث تقي الدين الهلالي]
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:47 ص]ـ
[ترجمة للشيخ العلامة المحدث تقي الدين الهلالي]
للشيخ د/ عاصم بن عبد الله القريوتي ( http://www.rayatalislah.com/kouttab/sheykh-qeryouti.htm)
نسبه:
هو العلامة المحدث، واللغوي الشهير، والأديب البارع، والشاعر الفحل، والرحالة المغربي، الرائد الشيخ السلفي الدكتور: محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين، كنيته أبو شكيب (حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان) بن عبد القادر بن الطيب بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد النور بن عبد القادر بن هلال بن محمد بن هلال بن إدريس بن غالب بن محمد المكي بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن إدريس بن إسماعيل بن سليمان بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي وفاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد أقر هذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311 هـ.
نشأته:
ولد الشيخ سنة 1311 هـ بقرية الفرخ، وتسمى أيضا بـ الفيضة القديمة، على بضعة أميال من الريصاني، وهي من بوادي مدينة سجلماسة المعروفة اليوم بتافيلالت الواقعة جنوبا بالمملكة المغربية.
وقد ترعرع في أسرة علم وفقه، فقد كان والده وجده من فقهاء تلك البلاد.
رحلاته لطلب العلم وخدمته للدعوة:
قرأ القرآن على والده وحفظه وهو ابن اثنتي عشر سنة، ثم جوَّده على الشيخ المقرئ أحمد بن صالح، ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله التندغي الشنقيطي، فبدأ بحفظ مختصر خليل، وقرأ عليه علوم اللغة العربية والفقه المالكي إلى أن أصبح الشيخ ينيبه عنه في غيابه، وبعد وفاة شيخه توجه لطلب العلم على علماء وجدة وفاس آنذاك إلى أن حصل على شهادة من جامع القرويين.
ثم سافر إلى القاهرة ليبحث عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالتقى ببعض المشايخ أمثال الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، والشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد الرمالي وغيرهم، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر، ومكث بمصر نحو سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف ويحارب الشرك والإلحاد.
وبعد أن حج توجه إلى الهند لينال بغيته من علم الحديث، فالتقى علماء أجلاء هناك فأفاد واستفاد؛ ومن أَجَلِّ العلماء الذين التقى بهم هناك المحدث العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي»، وأخذ عنه من علم الحديث وأجازه، وقد قرّظه بقصيدة يُهيب فيها بطلاب العلم إلى التمسك بالحديث والاستفادة من الشرح المذكور، وقد طبعت تلك القصيدة في الجزء الرابع من الطبعة الهندية؛ كما أقام عند الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني نزيل الهند آنذاك، وقرأ عليه أطرافا من الكتب الستة وأجازه أيضا.
ومن الهند توجه إلى الزبير (البصرة) في العراق، حيث التقى العالم الموريتاني السلفي المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر صاحب «أضواء البيان» واستفاد من علمه، ومكث بالعراق نحو ثلاث سنين ثم سافر إلى السعودية مرورا بمصر حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبد العزيز آل سعود قال فيها: «إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل مَن جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه»، فبقي في ضيافة الملك عبد العزيز بضعة أشهر إلى أن عُيِّن مراقبا للتدريس في المسجد النبوي، وبقي بالمدينة سنتين ثم نقل إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة وأقام بها سنة واحدة.
وبعدها جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند تطلبه للتدريس بمدارسها، فرجح قبول دعوة الشيخ سليمان الندوي رجاء أن يحصل على دراسة جامعية في الهند، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها اللغة الإنجليزية ولم تتيسر له الدراسة الجامعية بها.
وأصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة "الضياء".
ثم عاد إلى الزبير (البصرة) وأقام بها ثلاث سنين معلما بمدرسة "النجاة الأهلية" المذكورة آنفا.
¥