[ترجمة الإمام عبدالجبار الغزنوي (ت1331) _قال فيه العظيم آبادي: ابن مديني الوقت]
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:43 ص]ـ
من مقال نشرتُه في موقع الألوكة:
http://alukah.net/articles/1/4531.aspx
عبدالجبار الغَزْنَوي (1268 - 1331)
قال العلامة عبد الحي الحسني في نزهة الخواطر (8/ 234 - 235):
"الشيخ العالم المحدّث عبد الجبار بن عبد الله (محمد أعظم) الغزنوي ثم الأمرتسري، المتفق على ولايته وجلالته.
وُلد في سنة ثمان وستين ومائتين وألف بقرية صاحب زاده من أعمال غزني، واشتغل بالعربية على أخويه الشيخ محمد بن عبد الله، وأحمد بن عبد الله، ثم تفقه على أبيه، وكان والده زاهدًا يُعدّ من الأبدال، له كشوف وكرامات ووقائع عجيبة.
ثم دخل دهلي، ولازم دروس السيد نذير حسين الدهلوي المحدّث المشهور، وأخذ عنه، واستكمل العلوم وهو دون العشرين [1]، وأُيِّد بكثرة المطالعة وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، فاشتغل بالحديث والقرآن ببلدة أمرتسر، مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة، والاشتغال بالله تعالى، والتجرد عن أسباب الدنيا، ودعاء الخلق إلى الحق سبحانه، وله أوراد وأذكار يداوم عليها بكيفية وجمعية.
رأيتُه غير مرة في أمرتسر، فألفيته على قدم السلف الصالحين، من العلماء الربانيين، وكان لا يلتزم المذهب المعيّن إذا أفتى، بل بما يقوم عنده دليله، ولكنه كان لا يسيء الظن بالأئمة المجتهدين، ولا يذكرهم إلا بخير.
مات في الجمعة الأخيرة من رمضان لخمس بقين من ذلك الشهر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف".
وذكره شمس الحق العظيم آبادي في مقدمة غاية المقصود (1/ 59) ضمن أجلة تلاميذ نذير حسين، ووصفه بأنه وإخوانه الثلاثة من الأتقياء الصالحين أولي الفضل والكمال [2].
ووصفه في موضع آخر بقوله: "عالم كامل، محدّث مفسّر عامل، منكسر النفس، لم تر مثله العيون، وله تلاميذ كثيرة، وهو صاحب مناقب جمة" [3].
كما كان يكتب إليه الرسائل لحل بعض المواضع الغامضة من سنن أبي داود، وقد أشار إليه في عدة مواضع من شرحه له المسمى عون المعبود، ويأتي عنه كلام عالٍ قريبًا.
ووصفه تلميذه الشيخ أبو إسحاق منهاج الدين في إجازته لأبنائه بقوله: المحدث البارع الورع العالم بالفقه والتفسير والآثار المولوي الشيخ عبد الجبار.
وعدّه العلامة محمد إسماعيل السلفي في كتابه حركة الانطلاق الفكري (487) من الأئمة المجتهدين.
وعده محمد أشرف سندهو في البشرى بسعادة الدارين (71) من كبار أصحاب نذير حسين، ووصفه بإمام المتقين، وقال: إنه ووالده كانا من الغواصين في بحر معرفة الله تعالى، وقد كانا صاحبي الكرامة والفضيلة [4].
وقال عنه أيضا (139) متحدثًا عن عبد الله الغزنوي: ثم خلَفَه لتبليغ التوحيد والسنة ابنه الفاضل الكامل الصالح إمام المتقين حضرة الإمام عبد الجبار رحمه الله الغزنوي الأمرتسري، وقد أسس المدرسة الإسلامية المسماة بتقوية الإسلام السلفية في بلدة أمرتسر، قد استفاد منها كثير من الطلبة، يتعلمون فيها القرآن والحديث والتفسير وغير ذلك من العلوم الإسلامية، وهذه المدرسة كانت موجودة إلى الانقلاب الذي حدث منه تقسيم الهند وباكستان في بلدة أمرتسر، ثم انتقلت إلى لاهور.
وقال في موضع آخر (145 - 146) أنقله بطوله لأهميته: إن الشيخ الإمام عبد الجبار الغزنوي .. "أكمل تحصيل علم الحديث على ميان صاحب [هو نذير حسين] رحمه الله، وصار إمامًا وقدوة في الحديث والعمل والتبليغ للإسلام، وأسس مدرسة تقوية الإسلام السلفية الغزنوية في بلدة أمرتسر لإشاعة علم الحديث، واستفاد منه طلبة العلم العرب والعجم الذين تفضل تعدادهم على الألوف، وكان له اليد الطولى في علم الحديث، ولما كتب العلامة أبو الطيب شمس الحق رحمه الله -وهو من أرشد تلامذة ميان صاحب- شرحًا لأبي داود مسمى بعون المعبود؛ فإذا احتاج لتشريح حديث وتوضيحه وتطبيقه يكتب إلى حضرة الإمام عبد الجبار رحمه الله مخاطبًا له: يا ابن المديني في الوقت، إني أثق بك وأعتمد عليك في فهمك وإدراكك في علم الحديث، ولقد وجدت فهمك أقرب للصواب من أفاضل العصر. وهذا ملخص المكتوب الذي وُجد عند المولوي أحمد علي الغزنوي رحمه الله، وقد اعترف العلامة شمس الحق رحمه الله أيضًا بهذه الفضيلة له بهذه الألفاظ: وما حقرت نفسي إلا عند عبد الجبار -رحمه الله- ابن عبد الله
¥