تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة موجزه لصاحب كتاب كيف نفهم التوحيد! الشيخ محمد أحمد باشميل -رحمه الله- بقلم ابنه]

ـ[حامد تميم]ــــــــ[17 - 03 - 09, 09:54 ص]ـ

بقلم: عبداللطيف باشميل:

يقول الله جل وعلا (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) (المجادلة 11). قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه أن يُذْهَبَ بأصحابه) (الدارمي 1/ 66)، وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله: (أرفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء) (الفقيه والمتفقه 1/ 148)، وقال إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل رحمه الله: (إنما يحيا الناس بالمشايخ، فإذا ذهب المشايخ فماذا بقي؟)، وقال البخاري سمعت أحمد بن حنبل يقول: (إنما الناسُ بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع مَنِ العيش؟) (الآداب الشرعية لابن مفلح 2/ 142).

توفي الوالد الشيخ العالم العلامة السلفي محمد بن أحمد بن محمد باشميل (1336 - 1426هـ) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، بعد مغرب يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الثاني من هذا العام، عن عمرٍ يناهز التسعين عاماً قضى معظمها في العلم وفي الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرد على الخرافيين من الغلاة في الأولياء والصالحين، وعلى الملاحدة والشيوعيين، والاشتراكيين والبعثيين والقوميين، ودعاة التقدمية المزعومة، في مسقط رأسه قرية (العرسمة) في وادي دوعن في حضرموت، ثم في إريتريا، ثم أخيراً في المملكة العربية السعودية، التي قضى فيها أكثر حياته رحمه الله تعالى.

هاجر آل باشميل أجداد الوالد - رحمه الله - من منطقة (العَبْر) في الطرف الغربي من صحراء الربع الخالي منذ نحو أربعمائة عام، واستقر أكثرهم في (العرسمة) التي قال عنها صاحب كتاب ((إدام القوت في ذِكر بلدان حضرموت)): (من كبريات قرى الوادي الأيسر) أ. هـ حيث ينقسم وادي دوعن إلى قسمين أيمن وأيسر. ومنهم من هاجر إلى الهند وأندونيسيا وإريتريا، وآل باشميل من القبائل القحطانية، ذكر الوالد - رحمه الله - في بعض كتبه أنَّ نسبه يتصل بكهلان بن سبأ القحطاني. والأسر التي استوطنت منهم في (العرسمة) كانت من الأسر الشهيرة بالعلم والمآثر الدينية، ذكر ذلك جمع ممن أرَّخ لتلك الجهة وسكانها. نشأ الوالد يتيماً وحيداً في حجر الجدة رحمها الله، توفي والده وهو في سن الطفولة. قرأ القرآن الكريم، وحفظ معظم أجزاءه، واهتم باللغة العربية والفقه، ومن محفوظاته (ألفية ابن مالك)، ومتن (الزبد) في الفقه الشافعي، وبعض المتون المختصرة في الحديث، حدثني بذلك بنفسه رحمه الله.

كان يحفظ كثيراً من الشواهد الشعرية، مما منحه ملكة وقوة في اللغة العربية، ظهرت في أشعاره ومؤلفاته، ومن أشهر ما كتب ونُشر له شعراً قصيدته الموفَّقَة ((هل هذا من العروبة؟)) والتي تقع في 154 بيتاً. وكان - رحمه الله - في بداية الطلب كثير القراءة للمطولات من أمهات كتب التأريخ، يجردها جرداً، ويكرر إعادة قراءتها، كـ: ((مروج الذهب)) للمسعودي الذي كان أول كتاب مطول في التأريخ يقرأه، أخبرني بذلك رحمه الله، و ((تأريخ الرسل والملوك)) المعروف بتأريخ الطبري، و ((الكامل في التأريخ)) لابن الأثير، و ((البداية والنهاية)) لابن كثير، وكثيرٍ من كتب المغازي والسير كـ: ((مغازي الواقدي))، و ((سيرة ابن هشام))، و ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد، و ((الروض الأنف)) للسهيلي، وغيرها من أمهات كتب التأريخ والسيرة لغير هؤلاء الأئمة، رحم الله الجميع؛ والتي اقتنى فيما بعد - رحمة الله عليه - نسخاً قيمة منها، تعج بها مكتبته الخاصة.وقد كان - رحمه الله - سلفي العقيدة، على الفطرة السليمة، لم يتلوث ولله الحمد بمحدثات العقائد التي كانت منتشرة في مسقط رأسه والمناطق التي حولها، نابذاً ومتصدياً لمخالفيه من الخرافيين منذ أيام شبابه رحمه الله، مما كان سبباً لكثير من الوشايات التي وقعت له من بعض خصومه ومعاديه. وقد أنشأ قصيدة في شبابه اشتهرت بين أبناء الوادي، قالها في كشف ما عليه مخالفوه وخصومه في العقيدة، نظمها وهو في السجن، هجا فيها هؤلاء المخالفين الذين وشوا به بعد جهره في الوادي بالدعوة إلى التوحيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير