[ترجمة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي]
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:15 م]ـ
د. محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله)
(1311 - 1407) هـ
(1892 - 1987) م
اسمه: محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي نسبة إلى هلال، الجد الحادي عشر وكنيته أبو شكيب حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه «الأمير شكيب أرسلان».
مولده: ولد رحمه الله سنة 1311/ 1892 بقرية «النيضة القديمة» وهي من بوادي مدينة سلجماسة بالمغرب.
قلت: وهذا العام الذي ولد فيه الشيخ هو نفس العام الذي ولد فيه العلامة محمد حامد الفقي رحمهما الله.
تعليمه: قرأ القرآن على والده وحفظه وهو ابن عشر سنين ثم جوده على الشيخ المقرئ أحمد بن صالح ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي وتفقه على يديه في علوم الشرع حتى صار ينيبه عنه في غيابه لإلقاء الدروس.
حصل على شهادة من جامع القرويين، ثم جاء إلى القاهرة 1340هـ، فالتقى بالشيخ عبد الظاهر أبي السمح إمام الحرم المكي بعد ذلك والشيخ عبد الرزاق حمزة، وقد عمل معه بعد ذلك مدرسا بالحرم المدني بالمدينة كما لقي الشيخ محمد رشيد رضا منشئ «المنار»، والشيخ محمد الرمالي وهو من أول من دعى إلى السلفية في مدينة دمياط، والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة.
حضر دروس القسم العالي بالأزهر ومكث بمصر سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف، بعد أن كان صوفيا تيجانيا، ولهذا قصة نرجو أن يتسع المقام لذكرها.
ذهب إلى الهند لدراسة الحديث، وهناك أخذ يدرس الحديث والأدب العربي إلى أن أجازه شيخه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب كتاب «تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي».
وفي عام 1343هـ توجه إلى العراق وفي مدينة البصرة التقى بالعالم السلفي المحدث المحقق محمد بن أمين الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر الفقيه صاحب أضواء البيان، فزوجه ابنته وانتفع كثيرا بمجالسته ومذاكراته، وأقام بالعراق ثلاث سنوات.
ثم توجه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية فأقام بها في ضيافة الملك عبد العزيز، وذلك بعد أن أعطاه الشيخ رشيد رضا وصيته قال فيها: إن محمد تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيد من علمه.
وفي السعودية عين مراقبا للمدرسين بالمسجد النبوي لمدة سنتين، ثم مدرسا في المسجد الحرام والمعهد السعودي لمدة سنة واحدة.
رحل إلى الهند وعين رئيسا لأساتذة الأدب العربي في كلية «ندوة العلماء» «بلكنو» مدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك سافر إلى جنيف ونزل عند الزعيم المجاهد أمير البيان شكيب أرسلان، ولقد كانت لدى الدكتور تقي الدين رغبة في إتمام دراسته الجامعية، فتوسط له الأمير شكيب أرسلان عند صديق له من الألمان فعودلت شهادته الحاصل عليها من القيروان بالشهادة الثانوية وبها التحق بجامعة «بون» الألمانية، فتعلم اللغة الألمانية في عام واحد وعين محاضرا في جامعة بون، كما شغل أثناء إقامته في ألمانيا وظيفة مشرف ومراجع لغوي بالقسم العربي من الإذاعة الألمانية ووجدها فرصة سانحة لفضح جرائم المحتلين لبلده المغرب من الفرنسيين والإنجليز، فأصدرت فرنسا قرارا بنفيه نفيا رسميا من بلده المغرب، كما عملت بريطانيا على نزع جنسيته العراقية التي كان قد تجنس بها سنة 1934م.
في سنة 1941م حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم.
- عين بعد الحرب العالمية الثانية أستاذا بجامعة بغداد كلية الملكة «عالية» إلى أن قام الانقلاب العسكري فغادرها إلى المغرب سنة 1959، سافر إلى تطوان بمساعدة الأستاذ المجاهد عبد الخالق الطريس رئيس حزب الإصلاح الوطني إذ ذاك.
- عين في سنة 1959 أستاذا بجامعة محمد الخامس ثم بفرعها بفاس إلى أن سافر مرة أخرى إلى ألمانيا.
- وفي سنة 1968 تلقى دعوة من سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذا بالجامعة فترك المغرب الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة الإسلامية وعاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله، فصار يلقي الدروس بالمساجد ويجول في أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف، كما كان من المواظبين على الكتابة في مجلة «الفتح» لمحب الدين الخطيب ومجلة المنار للشيخ رشيد رضا.
¥