تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رجل من أمة التوحيد أسلم على يديه 4000 من الأجانب]

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:10 م]ـ

إنه الداعية المهندس محمد توفيق أحمد صاحب جريدة (البريد الإسلامي"التي أوقفها لنشر دعوة الإسلام وكان يوزع منها آلاف النسخ دون مقابل.

يقول الأستاذ أنور الجندي عن المهندس محمد توفيق: هذا رجل ليست له شهرة الأدباء، ولكن له مكانة العاملين في مجال الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية في صدقٍ وثَبات، وقد اختار مجالاً لا يكاد ينافسه فيه أحدٌ، وهو المحيط الخارجي، وفي قلب أوروبا بالذات، وأصدر مجلة (البريد الإسلامي) الزاهرة عام 1943م، وأنشأ (دار تبليغ الإسلام)، قبل ذلك عام 1929م، بدأ عمله في سويسرا في الإعلانات، ففي كل محطة من المحطات على طول الطريق من النمسا إلى زيورخ إلى باول، تجد لوحًا تقول: «لقد علمتُ خطأً عن الإسلام، إن كنتَ تريد أن تعرف الحقيقة، فاكتب إلى فلان، فإذا أرسلتَ إليه، أرسلُ لك كتبًا صغيرة مُوجَزة»، وقال لي: أرسِلْ لي خمسةً من أصدقائك، ولا يلبث أن يرسل لهم بطاقاته، وامتد عمله في النمسا والسويد والنرويج وفرنسا، ونما هذا العمل الصامت الخالص لوجه الله، وفي سبيل التعريف بالإسلام، وتحرير مفاهيمه، حتى كتب إلى مائة ألفٍ من البشر، قال لهم كلمة التوحيد، فكسب منهم أصدقاء، وكسب منهم معتنقين، ونشأ من خلال ذلك في هذه الأقطار مجتمعات إسلامية».

نتعرف على ترجمته وقصص من حياته الثرية بالمواقف العظيمة في خدمة الإسلام.

وهي منقولة

محمد توفيق .. المتبتل في محراب "تبليغ الإسلام"

د. مجدي سعيد

"رحم الله أبا ذر .. يمشي وحده ويموت وحده ويُبعث يوم القيامة وحده" .. هكذا تذكرت أبا ذر وأنا أتعرف على سيرة هذا الرجل الذي عاش يعمل لرسالة الإسلام مبلغًا لها سواء بالاتصال المباشر أو بالمراسلات البريدية، مرسلا ما ظل يصدره وحده من نشرة Newsletter تعريفية برسالة الإسلام ما يقرب من ستين عاما "وحده" دونما جماعة أو هيئة تساعده، حتى أعانه الله؛ فبلغ حصاد ما زرع أربعة آلاف من الأوروبيين الذين كان سببًا في إسلامهم، هي بلا شك خير له أربعة آلاف مرة من "حمر النعم"، وخير له "من الدنيا وما فيها".

وُلد المهندس "محمد توفيق بن أحمد سعد" عام 1902 في مدينة "الفيوم" بمصر المحروسة، في حي هناك يُعرف بحي "الحواتم" حيث كان والده يعمل هناك مديرا لفرع البنك الأهلي المصري بالمدينة. وفي مرحلة التكوين الأولى تأثر بوالديه اللذين كانا يواظبان على صلواتهما ويحافظان على تعاليم دينهما، وكان لوالده في منزلهم منتدى قرآني وأدبي وإصلاحي يجتمع فيه شيوخ وأئمة المساجد وقراء القرآن في المدينة بعد صلاة العشاء لتلاوة القرآن، حيث كان الطفل محمد يجلس فيه يستمع إلى قراءة القرآن كبديل عن حضور الكُتّاب الذي لم يطق قسوة شيخه فيه على الأولاد فانقطع عن حضوره.

وفي بيئة تكوينه الأولى أيضا تأثر بإمام مسجد الحواتم الذي كان يعقد دروسا في المسجد بعد صلاتي الظهر والعصر، وإلى هذا الشيخ يُرجع المهندس محمد توفيق الفضل فيما حصّله من ثقافة إسلامية واسعة في تلك المرحلة من عمره.

عقل متسائل وقلب لا يهدأ

مر "محمد توفيق" بمرحلة طريفة وفريدة في فترة طفولته، دفعته إليها عقليته المتسائلة تساؤلات فطرية بريئة ومنطقية .. ففي صغره اعتاد أن يرى أمام منزله المسجد والكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية، فأثار ذلك في ذهنه تساؤلا طرحه على أمه: "إذا كان الناس يتوجهون إلى المسجد للصلاة يشكرون الله .. فماذا يصنع الذين يتوجهون إلى الكنيسة؟ فقالت: إنهم يشكرون الله وفقا لأحكام دينهم.

وكان يلعب مع أولاد القسيس من جيرانه، فتبادر إلى ذهنه تعقيبًا على إجابة أمه إذا كان المسلمون يشكرون الله بالصلاة والنصارى يشكرون الله بالذهاب إلى الكنيسة .. فلماذا لا يجتمع كل هؤلاء في مكان واحد ليشكروا الله معا؟ فأجابته أمه قائلة: عندما يزورنا عدد كبير من الضيوف ولا تتسع لهم غرفة الاستقبال .. فماذا نصنع؟ قال لها: يجلسون في الشرفات أو نقيم لهم شادرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير