[رحمه الله ... الشيخ صالح ابن حميد يرثيه،، ومواقع الصوفية تحفل بترجماته ومراثية!!]
ـ[مصلح]ــــــــ[30 - 04 - 09, 03:43 ص]ـ
شيخي الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي (أبوحنيفة الصغير)
د. صالح بن عبدالله ابن حميد
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،
فقد اخترمت المنية قبل أيام قلائل شيخنا وأستاذنا القدوة العالم العلامة الفقيه البحّاثة المربي الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم احمد علي - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وإنني في هذه الأسطر- وأنا أرغب في تدوين كلمات وفاء وعرفان لأستاذي الجليل وشيخي العالم- أعترف بالقصور وبالتقصير- أما القصور فإن سيرته وحياته وشخصيته لا تفي بها الكلمات- وليس هذا مبالغة- وقد أفضى رحمه الله إلى ما قدم.
وأما التقصير فلأني أعترف بأني لم أكن متواصلا معه التواصل المطلوب مما يجب أن يعمل به تلميذ شيخه، ولو ذهبت أتلمس عذراً أو مبررًا فقد يكون:
أولا: لطبيعة الشيخ- رحمه الله- في حبه للعزلة وهي العزلة الإيجابية فهو قارئ نهم، وبحاثة متمكن، وحافظ وقته فيما يفيد.
وثانيا: طبيعة عملي التي جعلت إقامتي في مكة المكرمة- زادها الله شرفا وفضلا- غير منتظمة. وماهذا إلا نوع من الاعتذار او التعاذر، وإلا فحق الشيخ- يرحمه الله- عليّ كبير وعظيم، لا يفيد معه مثله هذه المسوغات والتبريرات وحسبه الدعاء له بالمغفرة والرضوان من الكريم المنان.
ثم إن كلمات الوفاء هذه ليست كلمات تمجيد أو عبارات ثناء وإن كان- غفر الله له- يستحق كل ثناء وكل تمجيد ولكني سوف أحاول ان اجلي شيئا من شخصيته العلمية وهو يحاضر لنا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الشريعة في مكة المكرمة، عامي 90/ 91هـ و91/ 92هـ في السنتين الثالثة والرابعة في مادة الفقه من كتاب (الروض المربع).
لقد قال شيخنا الاستاذ الدكتور عبدالوهاب ابوسليمان وهو زميله الوفي وصديقه الحميم قال في مقالته المنشورة في صحيفة عكاظ العدد (15555) والتاريخ 2/ 4/1430هـ بعنوان (الدكتور محمد ابراهيم احمد علي مدرسة حياة) ( .. لم يكن تدريبه تقليدياً بإلقاء أو قراءة من كتاب او كتابة مذكرات تملى وقت المحاضرة .. ) أ. هـ. وهذا ما أردت بيانه وتفصيله.
من المعلوم أن طرق التدريس تتنوع وبتنوعها تختلف درجة إفادتها للطلاب، فطريقة الحلقات والمساجد عند الشيوخ، إما بقراءة المتن على الشيخ ثم شرحه من قبل الشيخ وهي من أجدى الطرق وأنفعها لاسيما أن للطالب الحرية- بعد المشاورة مع شيخه- في اختيار الكتاب المناسب لعمره وميوله وقدراته وكذلك اختيار الوقت الملائم لظروفه، كما أن في طريقتهم قراءة الكتب المطولة من التفسير وشروح الحديث، وكتب التاريخ والسير وغيرها.
والطريقة النظامية في التعليم الحديث وبخاصة في التعليم العام بالالتزام بمنهج مفروض على الطلاب والمدرس في خطة محددة وزمن محدد- فصل دراسي أو عام دراسي- ثم امتحان في المنهج وهذا مفيد إفادة حسنة في التعليم العام. ولكن مع الأسف أن هذه المنهجية في التدريس والامتحان والتقويم قد انتقلت في اغلب جامعاتنا العربية ولا أقول انها تلقينية بحتة ولكنها لا تساعد على بث الروح العلمية وبعث الهمة نحو الإبداع لدى الطالب الجامعي.
أما طريقة شخينا الدكتور محمد إبراهيم فطريقة فوجئنا بها لأنها على غير ما ألفنا ولقد استمتعنا بها لأنها فتحت لنا آفاق المعرفة وطرق التفكير وتوافقت مع ما يراه ويقصد إليه من ارتفاع مستوى الطلاب في هذه المرحلة الدراسية – المرحلة الجامعية- ولا سيما نهايتها وما ينبغي من تعويدهم على التفكير والبحث والنظرة الكلية الشمولية والاستقلال بالرأي وروح الابتكار والإبداع والاجتهاد المنضبط، وبخاصة في نظرته لمادة الفقه، فكانت طريقته –رحمه الله- ألا يقتصر اهتمامنا على المسائل الجزئية وفروع الأحكام وتحليل العبارات والجمل الفقهية بل حرص أن ينمي في الطلاب ملكة الاستنباط والنظر في علل الأحكام وإدراك القواعد والأصول الكلية ومقاصد الشريعة وقد كان ذلك منه على طريقتين:
¥