تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأتمّ دراسته الابتدائيّة من الأردية والفارسيّة وما إلى ذلك بمدرسة بيت العلوم بـ"بيروا جندنبور" بـ"يوبي" عام 1962م (1382هـ) وبَدَأَ حفظ القرآنَ الكريم في 23/يونيو 1962م (19/صفر 1382هـ) وأتمه وراجعه في 1387/ 1967م بدارالعلوم ديوبند (الجامعة الإسلاميّة الكبرى الأمّ في شبه القارة الهنديّة) حيث بدأ يتعلّم فيها ملتحقًا بالصفوف الابتدائيّة فيها، فأنهى دراسةَ الفارسيّة ومبادئ العربيّة عام 1391هـ/ 1971م، ثم التحق بالصفوف العربيّة فيها، وتخرج حاملاً شهادة الفضيلة في الشريعة الإسلامية عام 1398هـ/1978م؛ حيث درس فيها صحيح البخاريّ على فضيلة الشيخ نصير أحمد خان حفظه الله، وكان من أساتذته في الجامعة الشيخ فخر الحسن والشيخ معراج الحق الديوبندي والشيخ عبد الأحد والشيخ محمد حسين البيهاري والشيخ قمر الدين الكوركهبوري والشيخ سعيد أحمد البالنبوري والشيخ وحيد الزمان الكيرانويّ وغيرهم. وأثناء تعلُّمه بالجامعة تَعَلَّم إجادةَ الخطّ الأرديّ، فتخرّج خطّاطاً ومارس مهنةَ الخطَّاطيَّة. وخلالَ حفظه للقرآن الكريم تنقّل بين عدد من المدارس الإسلاميّة حرصًا على اتصاله بالصالحين والمربين وإتقانه للحفظ، بدءًا من مدرسة "بيت العلوم" بقريته "بيروا جندنبور" بمديريّة "مهاراج كنج" مديرية "غوركهبور" سابقًا بولاية "أترابراديش" ومدرسة "نورالعلوم" بمدينة "بهرائج" و"المدرسة الإسلاميّة" بـ"بهتْنِي" و"المدرسة الفرقانيّة" بـ"غوندا"، ودارالعلوم ندوة العلماء بـ"لكهنؤ" و"المدرسة العربية الإسلامية" التي أسّسها العالم الصالح الشيخ محمد صديق الباندوي رحمه الله (1343 - 1420هـ = 1924 - 2000م) بـ"هتورا" بمديرية "باندا" ومدرسة "هدايت العلوم" بـ"كرهى" بمديريّة "بستي" ومدرسة "كنزالعلوم" بـ"تانده" بمديرية "فيض آباد".

وكان رحمه الله مفطورًا على ممارسة الخدمات الاجتماعيّة والتواصل مع الناس ومشاطرتهم أحلامَهم وآلامَهم؛ فكان لدى التحصيل يعايش الطلابَ، ويقاسمهم الأمانيَ والحوائجَ، ويتعرّف دائمًا على ما يهمهم من الحوائج فيما يتعلّق بالدراسة والسكن وتسهيلات العيش والحياة المدرسيّة والجامعيّة العامّة، وكان يتوسّط لدى الإدارة والمسؤولين وكبار الأساتذين المعنيين لتحقيقها وإيجاد سبيل لتوفيرها على المستوى المطلوب.

وكنتُ كلما أراه أتأكّد أنّ الله عَزَّ وجَلَّ خلقه للخدمات الاجتماعيّة والشعبيّة وخدمة أبناء دينه بصفة خاصّة، ومن هنا كان ذلك سهلاً ميسورًا له، على حين يصعب على كثير من الناس رغم علمهم الغزير وفضلهم الكبير وتوسُّعهم في الدراسة. إنّه لم يكن كبيرًا بالنسبة إلى علمه وتحصيله الدراسيّ؛ ولكنه كان كبيرًا بالنسبة إلى ممارسته لخدمة الخلق وخدمة قضايا أمته، وكان يمسك بزمام قلب أيّ زائرٍ ومُلاَقٍ له بمجرد كلمات يتبادلها معه، ورغم أنّه كان لايجيد العربيّةَ أو الإنجليزيّة نطقًا أو كتابة؛ ولكنّه كان يتحبّب إلى من يلقاهم من العلماء والقادة العرب أو من سكان بلاد الغرب التي زارها؛ لأنه كان يُتْقِن لغةَ خطاب القلب وفنَّ الإرسال إلى ذهن المخاطب وفنَّ التواصل مع مشاعره وعواطفه مما كان يُشْعِره كأنّه لاَمَسَ بحديثه معه أوتارَ قلبه. إنه كان مفطورًا على فنّ كسب الأصدقاء، وكان لايعرف فن اتخاذ الأعداء.

ووجدتُه أنّه لحِرصه الشديد على خدمة الناس، ربما كان يُكْثِر من الوعد بتحقق حاجاتهم، وربما كان لايسعه الوفاء به لكثرة الارتباطات أو لعوائق أخرى؛ فكان يُسيءُ به الظنَّ من كان لاتتحقق حاجتُه التي كان يطلب إليه تحقيقها.

ولكونه متواصلاً – إبان تحصيله بدارالعلوم/ ديوبند – مع الطلاب وأحلامهم، انتُخِب رئيسًا لدارالمطالعة المدنيّة التي هي كبرى الجمعيّات الطلابيّة في جامعة ديوبند الإسلاميّة، كما اختير وكيلاً لجمعيّة علماء الهند في منطقة "ديوبند" ومديرية "سهارنبور" خلال دراسته بالجامعة. ولكونه مُعَايِشًا همومَ الطلاب، كان حظيًّا لدى الأساتذة والمسؤولين، وكان مُحَبَّبًا لدى الجميع، حيث عُجِنَت طينته بخدمتهم وحضوره الفعّال الدائم لدى أيّ حاجة تُلِمّ بهم؛ فكان يسعى لإنجازها لحدٍّ مستطاعٍ، وكان ذلك هوايتَه المُفَضَّلَة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير