أبشر بقول الله في آياته "إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"
ومثله في الحسن والحذْقِ قول بعضهم:
يا نظرة ما جَلَتْ ليَ حسن طلعته حتى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت إنسان عيني في تسرعه فقال لي: " خُلق الإنسان من عجل
قال الشيخ صفي الدين الحلي:
هذي عصاي التي فيها مآرب لي وقد أهش بها طورا على غنمي
ومن التلميح قوله أيضا:
إنْ أُلقِها تتلقَّفْ كل ما صنعوا إذا أتيت بسحر من كلامهم
ولصفي الدين الحلي قصيدته الذائعةُ الصيت في علم العروض والتي تفنن فيها بصنعة هي الغاية في الموهبة الفنِّية , وفيها يقول:
في الوافر:
غرامي في الأحبة وفَّرته وشاة في الأزقة راكزونا
مفاعلة مفاعلة فعولن إذا مرُّوا بهم يتغامزونا
في الكامل:
كملت صفاتك يارشا وألو النهى قد بايعوك وحظهم بك قد سما
متفاعلن متفاعلن متفاعلن إنّ الذين يبايعونك إنما
إن قصدتم نحو ظبي نافر فاستميلوه بداعي أنسه
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ولقد راودته عن نفسه
في المتقارب:
تقاربْ وهاتِ اسقني كأسَ راحٍٍ وباعِد وُشَاتَكَ بُعدَ السَما
فعولن فعولن فعولن فعولن وإن يستغيثوا يغاثوا بما
* الخلاف الفقهي في المسألة:
نقل السيوطي –رحمه الله- أنه اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله، أما الشافعية فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين منهم، مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وتعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ: عز الدين بن عبد السلام فأجازه، واستدل بما ورد عنه –صلى الله عليه وسلم- من قوله في الصلاة وغيرها:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ... "الخ، رواه مسلم (771) والترمذي (3421) وأبو داود (760) والنسائي (897)، وقوله:"اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً اقض عني الدين وأغنني من الفقر ... الخ" خرجه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (1/ 201).
و في رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى التي أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة " لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وهو اقتباس من قوله تعالى: " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ " (يس:70).
وفي رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل الروم جاء: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 64)
وقال السيوطي في قوله عليه الصلاة والسلام يوم " خيبر ": إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
قال: هو من أدلة جواز الاقتباس من القرآن وهي كثيرة لا تحصى.
ورد في سياق وصية أبي بكر –رضي الله عنه- قوله:
"أني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه وإن يجر ويبدِّل فلا أعلم الغيب، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" نقلها ابن كثير في تفسيره عند تفسير هذه الآية.
وما سبق كله في النثر كما ترى أما في الشعر:فإن بعض الفقهاء رأى أن الاقتباس في الشعر – خصوصاً - غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإنْ حَسُنَ الغرض وشَرُفَ المقصد إذ كيف يجوز ذلك في ضوء نفي وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتي منها قوله تعالى: " وما هو بقول شاعر ".
* ل نص كلام السيوطي من الإتقان:
قال رحمه الله: "فصل: في الاقتباس وما جرى مجراه:
¥