تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- وقال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا وروي عنه: يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة , ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره.

- وقال قوم: يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام للصلاة.

- وقال سفيان: هو التكبير يوم الفطر.

- زيد بن أسلم: يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد , وهذا مذهب مالك.

- قال مالك: هو من حين يخرج من داره إلى أن يخرج الإمام.

- وروى ابن القاسم وعلي بن زياد: أنه إن خرج قبل طلوع الشمس فلا يكبر في طريقه ولا جلوسه حتى تطلع الشمس , وإن غدا بعد الطلوع فليكبر في طريقه إلى المصلى وإذا جلس حتى يخرج الإمام , والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك , وبه قال الشافعي.

- وقال أبو حنيفة: يكبر في الأضحى ولا يكبر في الفطر , والدليل عليه قوله تعالى: (ولتكبروا الله)، ولأن هذا يوم عيد لا يتكرر في العام فسن التكبير في الخروج إليه كالأضحى.

وروى الدارقطني عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى , وروي عن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى) وروي عن ابن عمر: أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي ثم يكبر حتى يأتي الإمام , وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم فيما ذكر ابن المنذر قال: وحكى ذلك الأوزاعي عن إلياس.

وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال: أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى , ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى وحين يخرج الإمام إلى الصلاة , وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج.

صيغة التكبير:

ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر , ثلاثا.

وروي عن جابر بن عبد الله , ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح أثناء التكبير.

منهم من يقول: الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيرا , وسبحان الله بكرة وأصيلا.

وكان ابن المبارك يقول إذا خرج من يوم الفطر: الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر ولله الحمد , الله أكبر على ما هدانا.

قال ابن المنذر: وكان مالك لا يحد فيه حدا , وقال أحمد: هو واسع. قال ابن العربي: " واختار علماؤنا التكبير المطلق , وهو ظاهر القرآن وإليه أميل ".

قيل: لما ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وقيل: بدلا عما كانت الجاهلية تفعله من التفاخر بالآباء والتظاهر بالأحساب وتعديد المناقب , وقيل: لتعظموه على ما أرشدكم إليه من الشرائع , فهو عام.

(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

كي تشكروا عفو الله عنكم وقد تقدم معنى لعل وأما الشكر فهو في اللغة الظهور من قول دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف وحقيقته الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه.

قال الجوهري الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح والشكران خلاف الكفران وتشكرت له مثل شكرت له.

وروى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).

قال الخطابي هذا الكلام يتأول على معنيين:

- أحدهما: أن من كان من طبعه كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله عز وجل وترك الشكر له.

- والوجه الآخر أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.

نسأل الله أن يتقبل من جميع المسلمين الصيام، وأن يجعلنا من العتقاء من النار. اللهم آمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير