تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة. [أي نثرهم من الأمثال والخطب وغيرها].

كائناً من كان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لايكون خارجاً تأويله وتفسيره ما تأول وفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة.) أهـ

فمعنى الكلام بدون فواصل:

فأحق المفسرين بإصابة الحق أوضحهم حُجَّةً فيما تأول وفسَّر، وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبَيَّنَ من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان:

- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.

- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة.

فالجزء الذي سألت عنه وهو (أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته) يعني به الوجه الثالث، وهو ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وذلك علم تأويل عربيته وإعرابه، لا يوصل إلى علم ذلك إلا من قِبَلِهم

وطرق التحقق منه هي التحقق من صواب ما يحتج به على معاني القرآن من كلام علماء اللغة، وأدلتهم من شواهد الشعر، والنثر، والأساليب العربية الفصيحة. ولا علاقة لها بأسانيد التفسير فيما يظهر لفهمي القاصر.

وصنيع الطبري في تفسيره كله يؤكد منهجه الذي يمكنني اختصاره في أن منهجه هو (الحجة والدليل والبرهان). فحيث قام التفسير على أساس الحجة والدليل فهو منهجه.

- فإن كانت الحجة في القرآن نفسه فهو التفسير عنده.

- وإن كانت في السنة فهو التفسير.

- وإن كنت في اللغة فهو التفسير.

وقد صور في كلامه السابق هذا المنهج بكل وضوح، وتفسيره من أوله إلى آخره تجسيد لهذا المنهج اللاحب المنير، الذي ينادي على ما ورائه من إخلاص هذا الإمام وعلمه وصدقه في حمل العلم، وهو شيخ المفسرين بلا منازع.

وفي ظني أنه لا بد لمن يقرأ تفسير الإمام الطبري أن يكون من ذلك النوع الممتاز في قراءة النصوص العلمية القديمة العالية – ولستُ منهم بالتأكيد - كالعلامة محمود شاكر، وأمثاله الذين يحسنون قراءة وفهم ما يعنيه أمثال الإمام الطبري رحمه الله بكلامه، وكلما أزداد طالب العلم رسوخاً في هذا الفن، زاد فهمه وتعلقه بتفسير الإمام الطبري رحمه الله.

هذه مشاركة سريعة حول ما تفضلتم به أخي أبا بيان، دعاني إليها حب التعلم منكم، والاستفادة من تصويب مشايخي الكرام، ولعلهم أن يتكرموا بتصويب الخطأ والزلل إن شاء الله.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Dec 2003, 04:35 ص]ـ

شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري , شكر الله لك سعيك , ولا أجد لك أبلغ من (جزاك الله خيراً) , والتوجيه الذي ذكرته وجيه وليس ببعيد , وفيه أثر مما أنعم الله به عليكم من إصابة الفهم وحسن البيان , وكنت أتمنى - ولازلت - أن أجد لهذه العبارة أثراً في المجال الإسنادي في تفسير ابن جرير وغيره , وأغلب ظني أنها بقسم الرواية ألصق منها بقسم اللغة في القسمة الثنائية التي ذكرها ابن جرير , ولا أدري هل في طبعة شاكر ترقيم أو فواصل تساعد في توجيه عبارة ابن جرير , فإنه ذو عناية بذلك , وليست عندي هذه الطبعة , ولعل الوقت يسمح بزيادة اطلاع على هذا السفر العظيم وتذوق لبيانه.

ولعلنا نجد عند إخواننا ومشايخنا زيادة فضل وبيان لهذا الكلام , ولو بسؤال المحققين من أهل العلم , وعرض هذه العبارة عليهم؛ فإني (في مهامه لم يرضها السير , ولا اهتدت إليها الطير).

وأسأل الله لشيخنا عبد الرحمن خير الجزاء , ولكل من أعان على نشر العلم ومدارسته.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Dec 2003, 06:33 ص]ـ

سأنقل كلام الطبري مع ذكر تعليقات محققه محمود شاكر بين معكوفين بلون أزرق حتى يتضح المراد:

قال الطبري: (فإذ كان ذلك كذلك، فأحقُّ المفسرين بإصابة الحق -في تأويلِ القرآنِ الذي إلى عِلم تَأويله للعباد السبيلُ- أوضحُهم حُجة فيما تأوّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته [سياق عبارته:" أوضحهم حجة .... من أخبار رسول الله " وما بينهما فصل] من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه: إمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيض، وإمَّا من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النَّقلُ المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأصحُّهم برهانًا [في المطبوعة " وأضحهم برهاناً " وليست بشيء. وقوله: " وأصحُّهم برهانًا " معطوفة على قوله آنفاً: " أوضحُهم حُجة ".] إلخ كلام الطبري رحمه الله من هنا ( http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=tabary&f=tabary_intro00009.htm)

والذي يظهر لي من خلال هذا النقل أن ما ذكره أبو بيان هو الأقرب من تعلق النص المسؤول عنه بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وأنها ثلاثة أقسام:

قسم ثبت بالنقل المستفيض، وقسم أقل ثبوتاً منه، وهم ما ثبت بنقل العدول الأثبات، وقسم ثالث أقل من القسمين قبله، وهو ما لم يتوفر في ناقليه شرط العدالة، إلا أن هناك دلائل وقرائن تدل على ثبوته.

هذا ما ظهر لي، والمسألة تحتاج تبادل وجهات نظر، ولو كان وجد من الأعضاء متخصص في علوم الحديث وله اطلاع على منهج ابن جرير في الحديث لكان من الممكن معرفة مراد الطبري بهذه العبارة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير