ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Nov 2006, 10:19 م]ـ
قال الإمام الخطابي رحمه الله: (أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ، إلا أن البيان على ضربين: بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى قوله سبحانه: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان.).
وقد بحثت على عجل عن موضع هذا النقل فلم أجد مكانه؛ فلعل أحد الباحثين يدلني عليه مشكوراً.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Nov 2006, 11:56 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
من أصدق الآيات على بيان ذلك قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) سورة النحل (89)
وتأمَّل قوله (تبياناً) ولِمَ لَمْ يقل بياناً؟
والقاعدة تقول: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.
فمن تتبع هذه المفردة القرآنية العجيبة ومدلولاتها سيجد حتماً علماً جمَّاً وفوائد نفيسة للغاية.
وأما استدلال بعض العلماء من السابقين أو من المتأخرين بقوله تعالى:
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) سورة الأنعام (38)
بأن المراد بالكتاب القرآن؛ فغير سديد؛ لأن السياق فيصلٌ في المسألة وهو على أصح أقوال المحققين من أهل العلم أنه اللوح المحفوظ وليس القرآن.
وانظر:
تفسير ابن جرير الطبري (11/ 344)
والقرطبي (6/ 420)
والبغوي في التفسير (2/ 95)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بغية المرتاد (327) وقال: على أصح القولين لدلالة السياق عليه.
وفي درء التعارض (9/ 39)
وكذا تلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في شفاء الغليل (40) ذكر القولين ثم رجح اللوح المحفوظ قال: ((وكان هذا القول أظهر في الآية والسياق يدل عليه))
والشوكاني في فتح القدير (1/ 114)
والعلامة الشنقيطي رحمه الله في العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (1/ 191)
واختاره شيخنا العلامة الدكتور صلاح الخالدي نفع الله بعلمه في كتابه الماتع: تصويبات في فهم بعض الآيات (165)
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Nov 2006, 01:56 م]ـ
الأخ أبو العالية ... بالنسبة لآية النحل ..
فقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على شمولية القرآن لكل شيء.
وذلك مبني على أن المراد بالكتاب هنا: القرآن، وهو محل خلاف بين المفسرين.
وممن مال إلى أن المقصود بالكتاب هنا القرآنُ:
ابنُ عطية (ت: 542هـ) حيث قال: "والكتاب: القرآن. وهو الذي يقتضيه نظامُ المعنى في هذه الآيات" [المحرر الوجيز: (620].
وقال أبو حيان (ت: 745هـ): "وهو الذي يقتضيه سياق الآية" [البحر المحيط: (4/ 126)].
وقال عنه الرازي (ت: 606هـ): "وهذا أظهر، لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السابق، والمعهودُ السابقُ من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فوجب أن يكون المراد من الكتاب في هذه الآية القرآن" [التفسير الكبير: (12/ 215)].
واستظهر ابنُ القيم أن المراد اللوح المحفوظ قال: "وقالت طائفة: المراد بالكتاب في الآية: اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه كل شيء وهذا إحدى الروايتين عن ابن عباس وكأن هذا القول أظهر في الآية، والسياق يدل عليه"، وقال أيضاً:"فهو أظهر القولين والله أعلم". انظر: شفاء العليل: (75، 76) وبدائع التفسير: (147ـ 150).
وممن استبعد القول بأن المرادَ القرآنُ؛ ابنُ عاشور قال: "وقيل الكتاب: القرآن. وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير". انظر: التحرير والتنوير: (4/ 217). وروي هذا القول عن قتادة وابن زيد. انظر زاد المسير: (436).
والله تعالى أعلم ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2006, 04:59 م]ـ
أخي الشيخ فهد وفقك الله:
لعلك تقصد آية الأنعام
وقد يسر الله لي بحث المراد بالكتاب في هذه الآية، وهذه نتيجة البحث التي توصلت إليها:
¥