والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل.فالمقصود: مجرد المثال.)
وما وافق به الدكتور جمال أبو حسّان – حفظه الله ورعاه - من أنه:
(ليس كل ما قيل فيه إنه عديم الفائدة هو كذلك).
وصحّح ما قاله موافقاً عليه الباحث الكريم عبد الله جلغوم الثائر دوماً – حفظه الله ورعاه - الذي نحمد الله تعالى على سلامته أولاً، وندعوه سبحانه أن ينزل عليه سكينته لتذهب حدّته، ويملأه صبراً، ليبقى هنا محاوراً فإن العصبيّة داء له ولغيره، وله بالذات أشدّ بسبب مرضه في القلب.
فكم يحتاج الباحث إلى هدوء أعصاب، وتفكير سليم ليتحفنا بما يكتشفه من أرقام توافقيّة تناسقيّة لطائفيّة مُلَحيّة إعجازيّة مذهلة في كتاب الله تعالى (سمّوها ما شئتم، كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه لبني تغلب عن الجزية وقد أنفوا من دفعها: ادفعوها وسموها ما شئتم)، والرجل يقول دوماً (وهنا أنا أتحدث عن الأستاذ جلغوم حفظه الله، لا عن غيره ممن كتب في الإعجاز العددي، فليس كل ما كُتب في الإعجاز العددي هو إعجاز عدديّ كما يقرّ بذلك الأستاذ، ومعه جرار وكحيل وغيرهم ممن كتب في هذا العلم خدمة لكتاب الله تعالى جزاهم الله خيراً): أنا لم آت بما أكتشفه من عندي؛ إنما أضع كتاب الله تعالى نصب عيني وأبحث فيه وفي أرقامه وترتيب سوره وغيرها مما هو متخصّص فيه.
فليت إخواننا الفضلاء حفظهم الله من المعارضين لهذا العلم أن يصبّروا أنفسهم ولا يحكموا على ذلك بادي الرأي ولا يوافقوه بادي الرأي؛ إنما بحاجة إلى التثبت والتدقيق، من قبل متخصّصين في التفسير والرياضيات، وإخلاص قبل ذلك وبعده، فقد نردّ أمراً بغير علم وهو حقيقة فأين نذهب من الله تعالى في كتابه؟
وهناك ضوابط أتحفنا بها علماء متخصصون في التفسير مثل الدكتور أحمد حسن فرحات – حفظه الله ورعاه - في ندوة الإعجاز العدديّّ في دبي، وغيره في المؤتمر الأول في الإعجاز العددي في المغرب، كما ذكرت أختنا الكريمة الشريفة فاطمة حفظهم الله تعالى، وبارك في جهودهم -. حتى لا ينفلت الأمر.
ونتمنى على الأستاذ محمود الشنقيطيّ - حفظه الله ورعاه - أن يقرأ في موقع الأرقام وغيرها من المواقع المتخصّصة إجابات على أسئلته والشبهات التي تثار حول الإعجاز العدديّ، فإن اقتنع بها فبها ونعمت، وإلا يبقى على قناعته بلا إلزام لغيره ألا يقولوا هو إعجاز فيما رأوه هم إعجازاً، وكذلك ألا يحاول من يرى في ذلك إعجازاً أن يلزموا غيرهم بذلك، فلكلٍ فهمه إن كانوا أهلاً للاجتهاد بالشروط المعتبرة التي وضعها علماؤنا المحققون الأثبات - رحمهم الله تعالى – وبالضوابط الاجتهاديّة التي قعّدوها لهذا العلم.
ثم أختم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل عبد الله بن بلقاسم على هذه الغيرة المحمودة على العلماء رحمهم الله تعالى، وكم أعجبتني كتابته البليغة، وراقت لي عباراته النفيسة التي تشي بنورانيّة عاليّة؛ كما أحسب ذلك ولا أزكي على الله أحداً، والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة لأستاذنا الكريم جلغوم:
أتمنى أن يكون ما قاله الأستاذ الباحث عبد الله جلغوم حفظه الله وأتمّ عليه شفاءه عن الإمام السّخاويّ – رحمه الله تعالى – زلّة قلم عند قوله الملوّن بالأسود:
(إذا كان السخاوي لم يعلم لعدد الكلمات في القرآن من فائدة، فهل يعني ذلك أن أحدا غيره لن يعلم؟ وهل ينسحب قول السخاوي على عصره وعلى العصور اللاحقة؟ هل قام السخاوي بعد كلمات القرآن آية آية وكلمة كلمة ووصل إلى تلك النتيجة؟ أم أنها العاطفة والتعصب والميل مع هوى النفس؟)
غفر الله لنا جميعاً، وأختم بما قاله تعالى:
((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم))