لا شكَّ أنَّ مما لا فائدةَ فيه في عصرنا الحاضر , السعيُ إلى حمْل الناس على أنَّ في العد والعمليات الحسابية المعقدة المُتَكلَّفَة إعجازاً , واختلافُ القراءات كما بينتُ لك سابقاً أول ما يمكن معه إسقاطُ كثير من هذه المحاولات جملةً وتفصيلاً, اللهمَّ إلا إذا سعى حملةُ آلات الحاسبة وروادُ هذه المدرسة إلى كتابة الإعجاز العددي لكل روايةٍ على حدة فهذا أمرٌ آخرُ وهو أقربُ إلى المستحيل منه إلى الممكن.
هل ترى أيها الأخ الكريم في المثال الذي ذكرته تعقيدا أو تكلفا؟ هل تراه في حاجة إلى آلة حاسبة؟ إنه بسيط وسهل ودلالته واضحة، كما أنه لا يفقد دلالته في حالة الترجمة ..
هل لديك تفسير غير ما أراه أنا؟ لن أذهب بك الى سورة الممتحنة، فسورة المعارج، فسورة الغاشية، فسورة ..... في محاولة لإقناعك، لأن ذلك سيعقد المسألة عليك ..
فقط أعطنا تفسيرك للمملاحظة المذكورة:
أول آية في القرآن مؤلفة من 19 كلمة تأتي بعد 19 آية من بداية المصحف في الرقم 13 (البقرة)، وىخر آية من هذا النوع تأتي في الرقم 13 أيضا في سورة الممتحنة، السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية ..
ومن روائع الترتيب القرآني الملاحظة هنا:
عدد آيات البقرة هو 286 أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (13 × 22)، وعدد آيات سورة الممتحنة 13 ..
مجموع آيات السورتين 299 .. عدد هو حاصل ضرب 23 في 13 ..
لاحظ العددين جيدا:
23 فترة الدعوة والرسالة 23 ..
13 فترة الدعوة في مكة 13 ..
10 حاصل طرح العددين: فترة الدعوة في المدينة ..
(للعدد 299 علاقة رائعة بأسماء الله الحسنى) ..
وأخيرا:
رقم ترتيب سورة البقرة 2
رقم ترتيب سورة الممتحنة 60
مجموع العددين 62 أي: 2 × 31 أي عدد من مضاعفات العدد 31 الذي هو معكوس العدد 13 ..
فيا أخي الفاضل: المسألة واضحة - ومثلها الكثير - ولا تحتاج إلى آلة حاسبة ولا أعتقد أنها صعبة على الإدراك. إنها أمام عينيك وأنت حر أن تفتحهما أو أن تغلقهما .. فما علينا إلا البلاغ.
مع احترامي
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Dec 2008, 10:08 م]ـ
يا أستاذ عبد الله:
أول آية هذه التي تتحدثُ عنها , مختلفٌ في إثباتها بين مصاحف المسلمين , والعدد الكلي أيضاً لآيات المصحف الذي كثيراً ما تستخدمُهُ في عمليات الحساب محل خلافٍ كبيرٍ معتبرٍ بين أهل العلم من لدن الصحابة حتى اليوم.
وربما تقول لي: إنك تعتمد على مصحف حفص الكوفي الذي بين يدي عامة المسلمين اليوم, وحينها أسألك قائلا:
هل يكون القرآن معجزاً في أعداد الكلمات والسور والآيات على روايةٍ واحدةٍ وعدٍ واحدٍ ويغيبُ هذا الإعجاز في تسع عشرة رواية أخرى ثبت بها القرآنُ تواتراً قطعياً , ويكونُ القرآنُ معجزاً في عدٍ واحدٍ من مذاهب العلماء في العد , ويغيبُ الإعجازُ العددي في بقية مذاهب العد المعتبرة عند المسلمين.
فلا بد للإعجاز أن يظهر في القرآن بكل وجهٍ ثبتَ به.
ولا يخفى على شريف علمكم الخلافُ المعتبرُ الموجودُ أيضاً في عدد الكلمات , فما هو مقطوعٌ في بعض المصاحف من الكلمات موصولٌ في مصاحف أخرى , وهذا يؤثر في أعداد كلمات المصحف كبئسما وبئس ما , وغيرها من مواطن الخلاف في المقطوع والموصول , فهل سنتعامى عن كل ذلك , لإثبات علاقةٍ بين عمليات الحساب وكتاب الله تعالى.؟
هاتان المسألتان هما ما أريد الإجابة عليه قبل الخوض في تفاصيل العمليات الحسابية المعقدة التي لا يمكن إجراءها بغير آلة حاسبة.
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Dec 2008, 09:20 م]ـ
سبحان الله! الموفق من وفقه الله، وهذه من التوفيقات للأستاذ الفاضل أبي مجاهد العبيديّ
- حفظه الله ورعاه - كما أحسب والله حسبي، وأستغفر الله تعالى من الخطأ والزلل.
فجزاكم الله خيراً على هذا الاختيار الموفق، ونفع بكم، ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
ثم نقول: سمعنا واطعنا:
فـ ((اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً))
و ((اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع)).
و ((اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علماً ينفعنا)).
وجزاكم الله خيراً – كذلك - على تنبيهكم المهمّ جداً الذي سطّرتم به إحدى مشاركاتكم الفاعلة بقولكم:
(تنبيه: النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها.
¥