تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:51 م]ـ

قال: (قوله تعالى " وكان الكافر على ربه ظهيراً " هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وأن المؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه فهو مع الله على عدوه الداخل فيه والخارج عنه يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه. كما يكون خواص الملك معه على حرب أعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك، غير مهتمين به والكافر مع شيطانه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور. ذكر ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عوناً للشيطان على ربه بالعداوة والشرك. وقال ليث بن مجاهد: يظاهر الشيطان على معصية الله: يعينه عليها. وقال زيد بن أسلم: ظهيراً أي موالياً. والمعنى أنه يوالي عدوه على معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معيناً له على مساخط ربه.

فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه ولهذا صدر الآية بقوله " ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم " وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه، بخلاف وليه سبحانه فإنه معه على نفسه وشيطانه وهواه

وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق.)

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:38 ص]ـ

ومما قاله رحمه الله في هذا الشأن ـ في الجواب الكافي ص (10):

(لكن يبقى عليه أمران ـ بهما تتم سعادته وفلاحه ـ:

أحدهما أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير،ويكون له بصيرة في ذلك بما شهده في العالم،وما جربه في نفسه وغيره،وما سمعه من أخبار الأمم، قديماً وحديثاً،ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن؛ فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه،وفيه أسباب الخير والشر جميعاً مفصلة مبينة،ثم السنة فإنها شقيقة القرآن،وهي الوحي الثاني،ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما،وهما يريانك الخير والشر،وأسبابهما حتى كأنك تعاين ذلك عياناً ... الخ).

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:45 ص]ـ

قال ابن القيم ـ في "الحادي" (48) ـ

"وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوبٍ مفتاحاً يفتح به، فجعل مفتاح الصلاة: الطهور، ...

ومفتاح الحج الإحرام، ...

ومفتاح حياة القلب تدبرالقرآن،والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ...

وهذا باب عظيم من انفع أبواب العلم،وهو معرفة مفاتيح الخير والشر،لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه،فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه كما جعل".

ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:16 ص]ـ

بارك الله فيكم على هذه الإلماعات من درر الإمام ابن القيم رحمه الله،

ووالله إن في تدبراته واستنباطاته لآيات القرآن ما يزيد الإيمان عند الإنسان بما يظهره من عظمة هذا القرآن، وبما يكشفه لنا من معاني تخفى على الكثير منا، وأتمنى من الإخوة المشرفين على هذا الملتقى المبارك لو أنهم يقومون بعمل صفحة خاصة لدرر الإمام ابن القيم رحمه الله، ففيها عظيم فائدة إن شاء الله تعالى.

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 03:41 م]ـ

أخي عمر حفظه الله

مقولة رائعة تنبهنا إلى ضرورة الإستفادة من دراستنا للقرآن الكريم

وإلا فويل من قرآه بلا إعتبار

شكراً لك وجازاك الله عنا خير الجزاء

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير