والرَّواءُ: الماءُ الكثير، وهذا مثل ضربته عائشة، رضي الله عنها، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء. وفي حديث خيبر: وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه; أَي استخرجوه وأَكلوه. وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها. و المَجْهُورُ الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب; قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ: قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها
عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً، وهْوَ مَجْهُورُ
وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً. والعينُ الجَهْراءُ كالجاحظَة; رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والأَجْهَرُ من الرجال: الذي لا يبصر في الشمس، جَهِرَ جَهَراً وجَهَرَتْهُ الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ. وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ: وهي التي لا تبصر في الشمس; قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ: جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ
بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني
ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال: قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ; وقال أَبو منصور: أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة; قال ابن سيده: وعمَّ به بعضهم. وقال اللحياني: كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ; وقيل: الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل. و الجُهْرَةُ الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ. رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ، والاسم الجُهْرَةُ; أَنشد ثعلب للطرماح: على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ
والمُتَجاهر: الذي يريك أَنه أَجْهَرُ; وأَنشد ثعلب: كالنَّاظِر المُْتَجاهر وفرس أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه. و الجَهْوَرُ الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي. وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة. وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ. وحكي الفرّاء: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته. ولَبَنٌ جَهِيرٌ: لم يُمْذَقْ بماء. و الجَهِيرُ اللبن الذي أُخرج زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الذي لم يخرج زبده، وهو التَّثْمِير. ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه. و المُجاهَرَةُ بالعداوة: المُبادَأَةَ بها. ابن الأَعرابي: الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ; قال: وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال: بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني; قال ابن الأَعرابي: مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر. و الجَوْهَرُ معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ والجَوْهَرُ: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به. و جَوْهَرُ كُلِّ شيء: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه; قال ابن سيده: وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب، وقيل: الجوهر فارسي معرّب. وقد سمَّت أَجْهَرَ و جَهِيراً و جَهْرانَ و جَوْهَراً
================================================== ================================================== ================================================== ==================================
علن
العِلانُ و المُعالَنة و الإِعْلانُ المُجاهرة. عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً و يَعْلِنُ و عَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً و عَلانية فيهما إذا شاع وظهر , و اعْتَلَنَ؛ و عَلَّنه و أَعْلَنه و أَعْلَن به؛ وأَنشد ثعلب: حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا ,
وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْلانِ
وفي حديث المُلاعنة: تلك امرأَة أَعْلَنَتْ؛ الإِعْلانُ في الأَصل: إِظهار الشيء , والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة. وفي حديث الهجرة: لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له؛ الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته. واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به. و عالَنَه أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ؛ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب: كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه ,
ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا.
و العِلانُ و المُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه؛ وأَنشد: وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي ,
وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلاني
وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِيراً
عَلانِيةً , ونِعْمَ أَخُو العِلانِ
ويقال: يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ. و اعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر. و العَلانية على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية: خلافُ السِّهر , وهو ظهور الأَمر. ورجل عُلَنَةٌ لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به. وقال اللحياني: رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة و عَلْوَانُ الكتاب: يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة. يقال: عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته. و عُلْوَانُ الكتاب: عُنْوانُه.