تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكن بشرط ألا يقوده الحرص على معرفة معناها إلى تكلف البحث عن سرها، إذ من كان هذا نهجه فلن يجني من وراء تكلفه إلا ظنونا قد جاءته مزينة بثوب اليقين

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Aug 2005, 09:19 م]ـ

هذا عرض لبعض اللمع في تاريخ " الحروف":

1 - سهل بن هارون/ بطليموس:

سهل بن هارون بن راهبون الكاتب. صاحب (بيت الحكمة= وكم شر خرج من هذا البيت) أيام المأمون. (ت 215).خلط علم اللغة بعلم الفلك.وحاول التوحيد بينهما من خلال الجمع بين التوافقات العددية الملحوظة في المجالين. وكان من ملاحظاته:

-عدد حروف العربية 28 حرفا .... وكذلك عدد منازل القمر.

-الميزان الصرفي العربي يقف عند الكلمة السبعية ولا يتجاوزها. وكذلك الكواكب السيارة لا تتجاوز سبعة .. (هذا مبلغهم من العلم حينذاك ..... أما اليوم فقد تجاوز العدد سبعة ..... ولا ندري ما سيقول العلماء غدا فاعتبروا يا أولي الالباب ...... )

-الحروف المزيدة على الأصول فى الكلمات العربية تساوي عدد البروج .....

-حروف الهجاء العربية نوعان:حروف شمسية تدغم مع لام التعريف .... وحروف قمرية ليست كذلك .... والقسمان متعادلان يضم كل قسم 14 حرفا. ويطابق هذا تقسيم منازل القمر إلى قسمين أيضا:منازل ظاهرة للعيان (عدم الادغام) ومنازل مختفية في وجه القمر الآخر (ادغام).ولعل تسمية "ال" شمسية وقمرية تعود إلى هذا الفكر التلفيقي .. ..

2 - الكندي/ فيثاغورس

ثم كانت محاولة تلفيقية أخرى بين اللغة والحساب .... فقد ذكروا أن الفيلسوف الكندي

كان أول من بحث في الحروف باعتبار قيمها العددية .... وعلى ذلك أصبح من الممكن خلق ترابطات بين كلمات لا من جهة المعنى ولكن من جهة العدد ... فيمكن مثلا التآخي بين كلمتين وتفسير إحداهما بالأخرى بسبب اتحادهما في حساب الجمل ..... وكان الهدف من ذلك محاولة قراءة الغيب والكشف عن أحداث المستقبل ... فيمكن في كل وقت اسقاط القيم الحسابية على سلم التاريخ ....

قال الفيلسوف الكندي حسب ما أورده ابن خلدون في تاريخه:

الحروف العربية غير المعجمة يعني المفتتح بها سور القرآن جملة عددها سبعمائة و ثلاث و أربعون و سبع دجالية ثم ينزل عيسى في وقت صلاة العصر فيصلح الدنيا وتمشي الشاة مع الذئب ثم مبلغ ملك العجم بعد إسلامهم مع عيسى مائة و سبعون عاما عدد حروف العجم (ق ي ن) دولة العدل منها أربعون عاما.

ذكر الكندي يعقوب بن إسحاق في كتاب الجفر الذي ذكر فيه القرانات: (أنه إذا وصل القرآن إلى الثور على رأس ضح بحرفين الضاد المعجمة و الحاء المهملة) يريد ثمانية و تسعين و ستمائة من الهجرة ينزل المسيح فيحكم في الأرض ما شاء الله تعالى .....

3 - الحلاج /أفلوطين:

دائما تحت هاجس التلفيق بين اللغة وغيرها (وغيرها هنا: العرفان) اقتفى الحلاج خطى الكندي وتلميذه أبي زيد البلخي .. فزعم أن في "القرآن علم كل شيء وعلم القرآن في الحروف التي في أوائل السور وعلم الأحرف في" لام ألف" وعلم لام ألف في" ألف" ... وعلم ألف في" النقطة" .....

وجاء" النفري" وهو متصوف نصف عاقل ونصف مجنون ... فنظر الى الحروف لامن حيث مخارجها ولكن من حيث صورها فرآى "أنها كلها مرضى إلا الألف" ويقصد بالالف الله تعالى .....

وتتابع الموكب على هذا الهذيان .... حتى وصل الدور إلى ابن سينا وحاول استغلال الحروف المقطعة لدعم فلسفته في الخلق والايجاد وأنواع العقول والعوالم .... وزعم أن 'طس" تعنى العالم الهيولاني وأن "ق" تعني عالم التكوين وعالم الأمر .... وقال بلا حياء:لا يمكن لهذه الحروف ان تدل على غير هذا البتة .....

الخلاصة:

-البحث عن أسرار الحروف نشأ في بيئات مشتبه فيها: بيئة الاغريقانيين والفلاسفة والصوفية والشيعة والسحرة .....

-البحث عن سر الحرف لا يمكن أن يتصور إلا داخل الدائرة الباطنية ..

-البحث عن سر الحرف يشرف على مستنقع الشرك: ادعاء علم الغيب وادعاء خصائص الحرف في التاثير وجلب النفع ودرء الضر.

-أقوم ما قيل في الموضوع ما نقله الشيخ مساعد الطيارعن العلامة محمد ابن عثيمين-رحمه الله- (ليس للحروف معنى ولكن لها مغزى) وهذه الكلمة الجامعة تقطع بشقها الأول الطريق على المشعوذين والسحرة ... أما شقها الثاني فيرد على الطاعنين في القرآن ....

وكلمته إن شاء الله هي فصل الخطاب في الموضوع والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير