تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 ـ مرحلة شهادة هذا البصر على ما رأى، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ).

6 ـ حشر المجرم أعمى البصر ‘لى النار وبئس المصير، يقول تعالى: (ونَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)، ويقول سبحانه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً)

فإن قلت: كل الأيات السابقة عن الكفار، فأين أبصار المؤمنين؟

لماذا لم تذكر؟ ما السبب؟

فيقال: إنه لما كان تقلب البصر واضطرابه إنما هو بسبب الخوف والحزن، وهذا منتف في حق المؤمنين، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقال سبحانه في المؤمنين (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الآكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، لذا لم يذكر الله تعالى شيئا في وصف أبصارهم، بل إن الله تعالى أشرف أحوال أبصار المؤمنين يوم القيامة يوم تكتحل برؤية الرب العظيم، كما قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).

هذا ما تيسر، فمن كان له تعقيب يفيد في استدراك الزلل، وسد الخلل، فليبادر به مشكوراً مأجوراً.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jan 2004, 02:44 ص]ـ

جزاك الله خيراً أبا عبدالله على تتبعك لهذا الموضوع، وجعله الله في موازين حسناتك. وهو يدل على دقة المنزع والتدبر لكثير من الآيات التي لم تعد تستوقف الكثير منا لكثرة سماعه لها والله المستعان. فواصل المسير والتدبر، ونحن نتابع ما تكتبه ونستفيد منه كثيراً وفقك الله لكل خير.

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 Jan 2004, 09:55 م]ـ

بارك الله فيك يا أبا عبد الله، تتبع جميل لدقائق قرآنية، وبانتظار بقية المبحث.

لكن أليس شخوصُ البصر يوم القيامة عامًا لجميع الخلق، كما صرّح به الطبري في: (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)؟ إذ قال: " تشخص فيه أبصار الخلق ".

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Jan 2004, 11:28 م]ـ

أشكر الأخوين الكريمين عبدالرحمن وخالد على مرورهما،وتعليقهما.

وجواباً عما طرحه أخي خالد، يمكن أن يقال ـ من باب المذاكرة ـ لأني أراجع فيها أي تفسير:

إن ما ذكرته في المقالة لا يعارض ما قرره الإمام أبو جعفر ابن جرير، بحيث يقال:

إن لحظات الشخوص الأولى لا مانع من اشتراك الخلق كلهم فيها؛ لشدة الهول، وعظم الموقف، وهيبة المشهد، ثم إذا تتابعن الأهوال زادت قلق الكفار والمنافقين، أما المؤمنون فتنزل عليهم السكينة، وتغشى قلوبهم الطمأنينة، تصديقاً لوعد الله جل وعلا (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Jan 2004, 11:29 م]ـ

أشكر الأخوين الكريمين عبدالرحمن وخالد على مرورهما،وتعليقهما.

وجواباً عما طرحه أخي خالد، يمكن أن يقال ـ من باب المذاكرة ـ لأني أراجع فيها أي تفسير:

إن ما ذكرته في المقالة لا يعارض ما قرره الإمام أبو جعفر ابن جرير، بحيث يقال:

إن لحظات الشخوص الأولى لا مانع من اشتراك الخلق كلهم فيها؛ لشدة الهول، وعظم الموقف، وهيبة المشهد، ثم إذا تتابعت الأهوال زاد قلق الكفار والمنافقين ـ عياذا بالله من حالهم ومآلهم ـ أما المؤمنون ـ جعلنا الله وإياك أخي القارئ منهم ـ فتنزل عليهم السكينة، وتغشى قلوبهم الطمأنينة، تصديقاً لوعد الله جل وعلا (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير