تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[11 Jan 2004, 04:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحية طيبة و بعد

لقد أثار طرح هذا الموضوع من الشيخ / أبي عبد الله عمر المقبل، شجونا في نفسي، ووقعاً في درسي، فآثار و أعمال الجوارح يوم القيامة إنما تظهر في الغالب على الكفار و هم في الحقيقة المهمومون و المحزونون و الخائفون، و لما كانت رسالتي للماجستير تتحدث عن " الهمِّ و الحزن في القرآن الكريم أسباباً و مظاهر و علاجاً " و دراسة المدارس النفسية الحديثة إزاء ذلك؛ كان من الآثار: الكآبة و سوء المنظر، و هذا الأثر يظهر على أغلب المهمومين و المحزونين، و جميع أعمال الجوارح تناولتها في آثار الهم و الحزن " في رسالتي " مع تقديري لطرح أبي عبد الله الجميل، و اختياراته الرائعة، و مواضيعه التي تنمُّ عن صفاء الذهن، و ذكاء الشيخ،

فَلا تكادُ تَرَى مَهْمُوْماً أَوْ حَزِيْناً إلا وَ عَلامَاتُ وَ آثَارُ قَلَقِهِ وَ حُزْنِهِ بَاديَةٌ عَلَيْهِ. سواءً عَلَى سُحْنَةِ وَجْهِهِ أو عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ داخِليَّةٍ أَوْ خَارِجِيَّةٍ، و هذا مجمعٌ عليه بين العقلاء و لذا قال الشاعر:

فَلَمْ أرَ يوماً كان أكثرَ بَاكِياً وَ وَجْهاً تُرَى فِيْه الكَآبة تنجبُ ()

و قول البحتري:

واستشفعت بدموعها ودموعها لُسُنٌ متى تصف الكآبة تسهِبِ ()

فالمهموم، والحزين، والقَلِقُ، لابد وأن تظهر أعراض أمراضهم عليهم بالكآبة، فإذا لم يتجاوزوا مرحلتهم تلك؛ فعندئذٍ تصبح الكآبة مرَضاً مستقِلاً، له أعراضه وأدواؤه ().

و قد أخذ هذا المبحث في رسالتي طويلاً لكني أقتطف منه ما يتعلَّقُ بزوغان البصر كما حدَّد الشيخ في موضوعه الجديد هذا.

وقد ذكر حامد زهران من أعراض الاكتئاب ومظاهره ما يتعلّقُ باضطراب تعبيرات الوجه بحيث تظهر أعراض الحزن والاكتئاب وأخرى كانقباض الوجه والسحنة الجامدة، والسحنة البلهاء، والنظرات الخائفة المتوجّسة والمتقلّبة، والتعبير المتكلّف .. إلخ ().

كما تناول القرآن الكريم حركة العين باعتبارها صفةً دالةً على الثبات والطمأنينة أو الاضطراب والقلق وذلك في أوصافٍ كثيرةٍ فيما يتعلّق بتلك الحركة وتأثُّرها بما يقوم في القلب وذلك في مثل قول الله تبارك وتعالى: â ّŒخ) Nن. râ ن! $ y_ ` د iB ِNن3د%ِ qsù ô` د Bur ں@xے َ™ r& ِNن3Zد B ّŒخ) ur د Mxî#y— مچ»

ءِ/ F{$# د Mt َ n=t/ur غ Uqè=à) ّ9$# uچ إ_$ sYys ّ9$# tbq‘Z ف às?ur «!$$ خ/ O$tRq م Z—à9$# اتةب y7 د9$ uZèd z’ ج? çG ِ/$# ڑ cq مZد B÷s كJّ9$# (#qن9ح“ّ9م— ur Zw#u“ ّ9خ— # Y‰ƒ د‰ x© ل ()، وهو وصفٌ دقيقٌ لحالات القلق المتعددة في هذا الموضع وذلك الظرف وما يدخل في موضوعنا هو قول الله تعالى: â ّŒخ) ur د Mxî#y— مچ»

ءِ/ F{$# ل، وهو كنايةٌ عن بلوغ الفزع (). ويجعل الألوسي اللفظ مكنىً به عن: ميلان الأبصار عن سننها وانحرافها عن مستوى نظرها حَيْرَةً ودهشةً ().

ويبرز أثر زوَغَان البصَر فيما يذكره ابن عاشور إذ يقول - رحمه الله -: (والزَيغ: الميل عن الاستواء إلى الانحراف. فزيغ البصر: أن لا يرى ما يتوجه إليه. أو: أن يريد التوجه إلى صوب فيقع إلى صوب آخر من شدة الرعب والانذعار ... وبلوغ القلوب الحناجر تمثيل لشدة اضطراب القلوب من الفزع والهلع حتى كأنها لاضطرابها تتجاوز مقارّها وترتفع طالبة الخروج من الصدور فإذا بلغت الحناجر لم تستطع تجاوزها من الضيق؛ فشبهت هيئة قلب الهلوع المرعُود بهيئة قلبٍ تجاوز موضعه وذهب متصاعداً طالباً الخروج، فالمشبه القلبُ نفسه باعتبار اختلاف الهيئتين. وليس الكلام على الحقيقة، فإن القلوب لا تتجاوز مكانها، وقريبٌ منه قولهم: تنفّس الصُعَداء، وبلغت الروح التراقيَ) ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير